مع انطلاقة المعسكر الخارجي لمنتخبنا الأول في ماليزيا وبدء العد التنازلي لنهائيات أمم آسيا ،كشف الفرنسي برونو ميتسو عن أسرار نجاحاته كمدرب سواء مع الأبيض او بقية المنتخبات والأندية التي سبق وأن دربها حيث عرف بفلسفته الخاصة وفكره الكروي في إدارة الفرق والتعامل مع اللاعبين متحدثاً عن خفايا دقيقة وجزئيات حساسة لتقوية روح الفريق وتغليب روح الحماس على الأداء · حيث سألناه عن كيفية تعامله مع 24 لاعبا يشاركون في المعسكر الخارجي ويستعدون للبطولة القارية بينما لم يتسن للمدرب التعرف عليهم جيدا باعتبار أن هذه القائمة تتجمع لأول مرة مكتملة في ماليزيا ؟ فأجاب : أغلب لاعبي المنتخب الأول أعرفهم ويعرفونني والعناصر الجديدة استدعيتها في التجمع الداخلي القصير وبالتالي فأني أملك المعلومات الكافية عنهم واتابع مستواهم من فترة ·
وبالنسبة لكيفية خلق التجانس بين العناصر صاحبة الخبرة والوجوه الشابة فإن الأمر يعود الى طريقة عمل المدرب وفلسفته الكروية التي يطبقها كمنهجية في التدريب ·وأضاف ميتسو : أنا أؤمن بأن الأمور النفسية أهم من الجوانب الفني والبدنية لأن القوة التي تدير طاقة اللاعب وتساعده على تقديم المستوى المطلوب هي دوافع نفسية نابعة من ايمان بقدراته وثقة في النفس وراحة داخلية تدفعه لبذل كل ما عنده والتغلب على الصعوبات ·وبالتالي فإن اللاعب الذي يكون تجهيزه بدنياً وفنياً على أعلى مستوى لكنه يعاني من أمور نفسية مثل عدم التأقلم او مشاكل خاصة او غيرها من الأسباب التي يحبسها اللاعب داخله لا تساعد على حصد النتائج المرجوة ·
وقال أيضا : أنا لا أجد حرجا في أن أجلس مع كل لاعب والحديث في مختلف الأمور ومناقشة العديد من المسائل والترفيه عن النفس الى جانب الاستماع الى المشاكل إن وجدت وذلك حتى يشعر اللاعب بأنه في محيط سليم يشبه الاجواء العائلية ولا يقتصر دور المدرب على التوجيه الفني والتكتيكي داخل الملعب بل على العكس من ذلك تماما فإن جزءا لا بأس به يقوم بها المدرب خارج الملعب وذلك خلال فترات الراحة ·
واعتبر ميتسو أن صداقة اللاعبين أمر ايجابي يساعد المنتخب او النادي على الاستفادة من الأجواء الجيدة وجعل الأهداف المرسومة طموح كل فرد من أفراد المنتخب ·وبالتالي لا يجب ترك أي عنصر من العناصر في عزلة اوخلق حالة من الضغط النفسي والشحن بل على العكس يجب خلق ظروف مرحة وتحميل اللاعبين المسؤولية والتفريق بين وقت الجد ووقت الهزل ·
وأضاف: خلال مشواري التدريبي عشت أحلى الأوقات مع الأندية والفرق التي دربتها لأنني انزل الى مستوى اللاعبين واتأقلم مع اجوائهم وأتطبع بعاداتهم حتى يحس اللاعب انني واحد منهم ·وانا بطبيعي احب الأجواء المرحة واسعى دائما لجعل مناخ العمل ايجابيا ويساعد الجميع على الاستمتاع باللعب والعمل · كما اوضح بأن أجواء الأبيض خلال كأس الخليج كانت على افضل ما يرام وان المنتخب استغل المناخ الايجابي للظهور بشكل جيد وتحقيق اللقب الذي كان يسعى اليه ·
وعن برنامج عمله في أمم آسيا والاعداد الذي وضعه للتجهيز لهذه البطولة القارية الكبرى قال ميتسو : الإعداد لهذه البطولة يختلف من لاعب الى آخر حيث وضعت برنامجاً دقيقاً لكل عنصر متواجد في المعسكر وذلك لتقديم الجرعة البدنية والفنية والنفسية اللازمة له وذلك اعتبارا الى اختلاف اللاعبين سواء من حيث الخبرة او الجاهزية واعتبر أن لاعباً مثل إسماعيل مطر والذي استنزف كثيراً خلال الموسم المنقضي سواء مع فريقه او المنتخب لا يجب إخضاعه لنفس برنامج بقية اللاعبين الذين لم يبذلوا جهداً كبيراً خلال الموسم وبالتالي فإن التوزيع الدقيق للجهود يوفر الوقت على اللاعب والمدرب لضمان الأداء المنتظر خلال البطولة ·
وأضاف : بالنسبة للعناصر الشابة اوالتي لم تشارك من قبل مع المنتخب فهي تحتاج الى توجيه دقيق وتعامل خاص حتى تدمج مع الجو العام وتجد الأرضية المناسبة لتفجير طاقاتها وخلال معسكر ماليزيا فإن الاقتراب من هذه العناصر والتحدث معها وتقديم النصائح الضرورية وتوجيهها ·واعتبر انه لا فرق بين لاعب قديم او جديد في المنتخب وأن الجميع مؤهلون للعب والدفاع عن راية بلدهم ·
وبخصوص قصر فترة الإعداد قال مدرب المنتخب: لم تكن الظروف تسمح بالتجمع خلال الفترة التي تلت كأس الخليج حيث كان لا بد من استئناف الدور وإتاحة الفرصة امام المسابقة المحلية حتى تنتهي في التوقيت المحدد وبالتالي منح اللاعبين فرصة العودة الى أنديتهم بعد مشوار طويل من التحضيرات لخليجي 18 تجاوز مائة يوم ·ولذلك فإن الجهاز الفني يركز على استثمار المعسكر الخارجي بدقة وإعادة تأهيل اللاعبين بسرعة والتركيز على الأمور الفنية والتكتيكية ·وأضاف : يعد الفوز بكأس الخليج والروح المعنوية العالية التي أصبح عليها لاعبو الإمارات فرصة مواتية لرفع درجة الحماس وتقديم العروض المشرفة في أمم آسيا ·وأمام غياب نخبة من اللاعبين الأساسيين لم يظهر المدرب أي تخوف بل على العكس اعتبر أن هذه البطولة تحد كبير للجميع سواء اللاعبين او الجهاز الفني او المسؤولين عن كرة الإمارات لكسب انجاز جديد ومواصلة العمل التصاعدي لبناء منتخب قوي قادر على المنافسة في مختلف الاستحقاقات الكبرى ·
عدد اليوم
