«أبوظبي للتعليم» يطلق مشروع «تَمَعّن» للتقويم المستمر في اللغة العربية

أبوظبي (الاتحاد) - أطلق مجلس أبوظبي للتعليم مشروع «تَمَعّن» للتقويم المستمر في اللغة العربية، الذي يقوم على فكرة تعريض الطلاب للنصوص المختلفة، خصوصاً النصوص السردية والحوارية والنقاشية بشكل دائم، ليتفاعلوا معها قراءة وكتابة. وتم تدريب 200 معلم ومعلمة من إمارة أبوظبي على المشروع لمدة يومين كاملين في مدرستي التميز في العين والآفاق في أبوظبي. وأشارت الدكتورة كريمة المزروعي مديرة قسم اللغة العربية بمجلس أبوظبي للتعليم إلى أن المجلس يتجه نحو تثقيف الطالب وتعريفه بالمؤلفات والكتب العربية عبر نصوص من أجناس قرائية متعددة. وتظهر آثار القراءة الثرية من خلال منتجات كتابية مختلفة مثل تصميم الصحف والمجلات والبطاقات واللوحات والتقارير والقصص وغيرها، إضافة إلى أن المشروع يربط بين الكتابة اليدوية والكتابة الإلكترونية فيتم تشجيع الطلاب على تحويل كتاباتهم إلى الإلكترونية، بهدف الربط بين التكنولوجيا واللغة العربية لتضمين التصاميم والإبداعات في المنتجات. كما يرمي المشروع إلى تعزيز القدرات البحثية وتهيئة الطلبة للكتابة العلمية الرصينة المناسبة للمرحلة العمرية. كما يستهدف المشروع الاستثمار الأمثل لوقت المتعلم وطاقته من خلال شغله بالقراءة والكتابة والبحث في جو من المتعة والإنجاز نتيجة لتنوع النصوص والحل الذاتي للأنشطة، وممارسة البحث والاستكشاف، والعمل ضمن مجموعات متواصلة ومتعاونة بعيداً عن التلقين والمحاضرة. كما يستهدف إيجاد نوع من الألفة بين المتعلم وبين النصوص، مع التركيز على الجوانب المهارية والأبعاد الوظيفية للغة، ومنح الطالب فرصة أكبر للتفكير والتعبير، ومده بالكمّ اللازم من النصوص الجيدة، علاوة على كون المشروع يزود المعلم بأدوات تقويم واضحة ومتنوعة وذات مقاييس دقيقة تكفل له متابعة نمو وتطور المتعلمين على الوجه الأكمل. وإضافة إلى تنمية مهارات الطلاب اللغوية، يعمل المشروع على تنمية مهاراتهم البحثية حيث ستكون المرة الأولى التي يتدرب فيها الطلاب على البحث الأكاديمي في جميع الصفوف المستهدفة، وخلال كافة الفصول الدراسية، ليألفوا البحث والتقصي، ويكتسبوا مهارات وعادات بحثية: كالأمانة العلمية والصبر والدقة والموضوعية وتقويم الآراء، واستخلاص النتائج. وأوضحت أن المشروع يمكن الطالب من استيعاب النص القرائي، وتم نحت اسم المشروع «تمعن» من كلمات التقويم المستمر عبر النصوص. ويأتي المشروع في إطار سعي المجلس الدائم إلى إكساب أبنائنا الطلبة مهارات اللغة العربية، وتزويدهم بالأدوات التي تكفل لهم النمو اللغوي والفكري اللازم. ونظم قطاع المناهج العربية بالمجلس دورات تدريبية للمعلمين المعنيين تتضمن ورش عمل وعروضاً تقديمية تعرفهم بالمشروع وأدوات التقويم الجديدة التي يتضمنها، وما تتطلبه تلك الأدوات من تطوير في الأساليب والأنشطة التعليمية، ومن تحديث في المحتوى والمخرجات مسايرة لأحدث الاتجاهات العالمية في تدريس اللغات، حيث لم يعد الكتاب المدرسي، رغم كونه المصدر الرئيس، هو المصدر الوحيد للنصوص والأنشطة المرتبطة بها، بل لا بد من رفده بنصوص متعددة المصادر، تضمن التنوع مثل النص الأدبي، والمعرفي، والإقناعي، وتتحقق في ظلها المعايير والنواتج التعليمية المستهدفة. ويأتي تطبيق هذا المشروع استمراراً لسياسة المجلس في النهوض باللغة العربية بوصفها أحد أهم مكونات الهوية الوطنية، والوعاء الذي يحتضن فكر الطالب وثقافته.