الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبكات غسيل الأموال تفضل اليورو

14 يونيو 2007 00:34
إعداد - محمد عبد الرحيم: بات اليورو العملة المفضلة أكثر من غيرها لشبكات غسيل الأموال وعصابات ترويج المخدرات في أميركا اللاتينية نظرا لوجود فئات مرتفعة من العملة تصل إلى 500 يورو للعملة الواحدة وبالتالي تجميع مبالغ كبيرة من النقد المتداول بعيدا عن القيود المصرفية · وادى ارتفاع الطلب على المخدرات في أوساط الأوروبيين إلى ازدياد أسعار المخدرات في السوق الأوروبية عنها في الولايات المتحدة وارتفاع قيمة العملة العملة الأوروبية مقابل الدولار الى مستويات غير مسبوقة، كما أشار أحد كبار المسؤولين في وكالة مكافحة المخدرات الأميركية· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فقد ذكرت كارين تاندي رئيسة إدارة مكافحة المخدرات ان الشهية الأوروبية على المخدرات في ازدياد بعد ان باتت تغذيها الإمدادات الهائلة القادمة من غرب أميركا والتي برزت مؤخراً وبوتيرة متسارعة كمنطقة رئيسية لشحن الكوكايين والهيروين وسائر أنواع المخدرات المركبة كيميائياً من جميع أنحاء العالم· وفي مقابلة صحفية أجريت في مدريد حينما كانت تحضر مؤتمراً دولياً لمكافحة المخدرات برعاية من الوكالة الأميركية والحكومة الاسبانية ذكرت تاندي ومسؤولو الوكالة الآخرون ان مروجي المخدرات قد حولوا تركيزهم من السوق الاميركية باتجاه أوروبا التي أصابها مس من الجنون بالكوكايين اشبه فيما يبدو بذلك الذي اجتاح أميركا الشمالية طوال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي· ومضت تقول ''لقد احتل اليورو مكانة الدولار في النصف الغربي من الكرة الأرضية كعملة مفضلة في أوساط هؤلاء المروجين فيما يعتبر تحولاً استثنائياً في نوعه· وفي الوقت الذي تراجع فيه استخدام الكوكايين في الولايات المتحدة الأميركية بشكل دراماتيكي فقد أصبح يمضي الى ارتفاع جنوني في الأسواق الأوروبية''· ويبدو ان المروجين قد استهوتهم الأرباح الهائلة في الشارع الأوروبي حيث يباع كيلوجرام الكوكايين بمبلغ يصل الى 50 ألف دولار مقارنة بسعر 30 ألف دولار في الولايات المتحدة· وذكر دونالد سيميسكي رئيس دائرة العمليات المالية في الوكالة الأميركية ان 90 في المئة من مبلغ الى 1,7 مليار من عملة اليورو (2,3 مليار دولار) المسجلة والتي دخلت الولايات المتحدة في عام 2005 قادمة من أميركا اللاتينية هي عبارة عن أموال تم استردادها من النشاطات الأوروبية قبل ان يتم تبييضها عبر المؤسسات المالية الأميركية· والى ذلك فقد ظلت كل من اسبانيا والبرتغال البوابة الرئيسية لدخول المخدرات الى أوروبا حيث اشارت الاحصائيات التي خلص اليها المؤتمر الذي عقد في الشهر الماضي الى ان المسؤولين في هاتين الدولتين صادروا ما مجموعه 70 طناً من الكوكايين في عام 2006 اي نفس الكمية تقريباً التي تمت مصادرتها في جميع أنحاء أوروبا في عام 2004 وفقاً لأرقام منظمة الأمم المتحدة· بل ان اسبانيا اصبحت تتزعم أوروبا في عمليات غسل الأموال وموطناً لحوالي 25 في المئة من اجمالي اعداد الأوراق المالية من فئة 500 يورو والتي أصبحت تعرف محلياً باسم ''ورقة بن لادن'' في منطقة اليورو وفقاً للأرقام الصادرة في العام الماضي من البنك المركزي الاسباني· وذكرت تاندي ان دور غرب افريقيا في تجارة المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية وفي الهيروين الآسيوي والكيميائيات الصينية المستخدمة في انتاج المخدرات المركبة أصبح يمثل مخاوف متعاظمة بعد ان شهد ازدهاراً متنامياً في السنوات الثلاث الماضية· واضافت تاندي تشير الى ان قرب القارة الافريقية من أميركا اللاتينية وأوروبا بالتزامن مع ضعف الحكومات في دول القارة السوداء جعل منها موقعاً ''منطقياً ومناسباً'' للتخزين والاتجار في المخدرات بالاضافة الى امكانية اعادة تزويد السفن والطائرات بالوقود· وذكر روسل بينسون المدير الاقليمي للوكالة في أوروبا وآسيا أن الشبكات الاجرامية في أميركا اللاتينية قد أسست منافذ لها في دول مثل نيجيريا ونينيا بيساو وغانا وهي تعمل بالتعاون مع عصابات المخدرات الافريقية· واصبح هؤلاء المروجون يعتمدون بصورة متزايدة على المسارات والسبل التي درج على استخدامها مهربو المخدرات الى أوروبا والولايات المتحدة من أجل تهريب الأموال النقدية وبكميات هائلة في كثير من الأحيان· ولقد أصبحت منطقة غرب أفريقيا منصة رئيسية لشحن هذه الأموال باتجاه أميركا اللاتينية· وتعتمد هذه السبل على تفادي الانظمة المالية التي درجت على اقتفاء اثرها بواسطة المعاملات الورقية· وبلا شك فإن مصادرة المبلغ النقدي بقيمة 5,4 مليون يورو على ظهر احدى الطائرات الاسبانية المستأجرة هو الذي مكن المسؤولين في مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على هوجو بيرنال أحد أكبر زحماء ترويج المخدرات الكولومبيين والذي أودع السجن في مارس الماضي كما يشير المسؤولون·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©