الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العرقوب».. أجواء من السمر والمرح بعيداً عن صخب المدينة

«العرقوب».. أجواء من السمر والمرح بعيداً عن صخب المدينة
11 ديسمبر 2012
(عجمان) - اعتاد طارق الجسمي هو وأصدقاؤه، الجلوس على عرقوب شارع الإمارات الذي يمتلئ بالكثير من محبي تلك الأجواء الباردة فوق الكثبان الرملية، والتي يمتاز فيها الجو بنسمات الهواء العليل بعيدا عن جو المدينة الصاخب، حيث يشعر طارق بالهدوء والمتعة مع أصدقائه عندما يقضي الوقت معهم على رمال العرقوب. والعراقيب «جمع عرقوب»، وهي مجموعة من التلال المرتفعة بعض الشيء والمنتشرة في صحراء الدولة بفعل سرعة الرياح، وتجذب إليها عشاقها ليستمتعون بحلقات السمر والمرح. عن ذلك يقول: «كثيراً ما أتفق أنا وأصدقائي أو العائلة على الذهاب لرمال البر، حيث إن هذه الأجواء الهادئة مع نسمات الهواء الباردة تدفعنا إلى إشعال الحطب والتجمع حول النار للتدفئة، وتناول المشروبات الساخنة مع الأصدقاء مع تبادل الضحكات والأحاديث، في حين يلهو الأطفال بالتزحلق على الرمال التي تغري الجميع بقضاء وقت جميل يطول إلى منتصف الليل. كما يفضل جاسم حميد «رب أسرة»، الجلوس مع أسرته على عرقوب شارع الإمارات الذي يزدان ليلا بتوافد الكثير من العائلات سواء إماراتية أو مقيمة، ويقول في هذا الإطار: «مع حلول الشتاء يأسر الجو الجميع سواء العائلات أو الشباب للتمتع بهذه الأجواء والتجمع فوق الكثبان الرملية الناعمة ذات اللون الذهبي الفريد، ليتبادل الجميع الحديث والسمر حتى ساعات متأخرة من الليل حول «شبة النار»، التي تبعث الدفء لكل من يقترب منها، ومع اللون الأزرق الذي يصبغ السماء، تعلو ضحكات الأطفال أثناء التزحلق على الرمال، بينما النساء وبقية أفراد العائلةيتناولون شاي الكرك والشاي الأحمر والكستناء والذرة الصفراء على تلك التلال الباردة. ويؤكد حسن العمودي «45 عاماً»، أنه من عشاق الجلوس على العرقوب خاصة شارع الإمارات باتجاه الطريق من عجمان إلى رأس الخيمة أو شارع المليحة الذي يستقطب الكثير من الشباب والعائلات. موضحاً: «تعد العراقيب في مثل هذا الوقت متعة خاصة عند الكثير من الشباب، فالجميع بعد منتصف الليل يجتمع عند نقطة واحدة للخروج إلى البحث عن عرقوب مناسب والجلوس عليه، وقد يتنافس البعض على إشعال النار للتجمع حولها للتدفئة وشرب الشاي بالحليب أو الزنجبيل وبعض المشروبات الساخنة. ويصف العمودي شعوره في مثل هذه الأجواء، قائلاً: «العراقيب تزداد جمالاً في الشتاء حيث نقضي أوقاتاً ممتعة في الحديث والسمر، وقد نعاود الكرة كل يوم دون ملل». ويتفق في هذا الشأن أحمد الهاجري «طالب جامعي»، مؤكدا أن السمر ليلا على العراقيب له طبيعة خاصة بالذات في هذه الليالي التي تشهد أجواء غاية في الروعة حيث تستمر جلسات السمر ولعب «البتة» أو الدومينو، كما أن الأحاديث في هذا المكان يكون لها طعم مختلف تحت سماء صافية وفضاء فسيح بعيدا عن الإزعاج والازدحام. ويوضح الهاجري: «الكثير من العائلات تجد في البر وخاصة جلسات العرقوب المتنفس الوحيد لهم بعد عناء أسبوع كامل من العمل والدراسة، مؤكدا: «ننتظر تلك الأجواء بفارغ الصبر عندما يحل الشتاء وتحلو معها تلك الجلسات سواء مع الأسرة أو الأصدقاء. ويستمتع مسعود باقر «25 عاما»، بالجلوس على عرقوب شارع المليحة حينما ينوي الاتجاه إلى إمارة كلباء للتنزه ويقول: «مع الجو المعتدل ليلا، يتجمع الكثير من الشباب والعائلات على جانبي شارع المليحة الذي أصبح محط أنظار الجميع، الذين يقضون هذه الليالي الحالمة بتبادل الطرائف والألغاز في أجواء من المرح والسعادة وشرب الشاي والقهوة والمكسرات على العرقوب، ويستمتعون بإشعال النار للتدفئة وقضاء أوقات ممتعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©