الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصانع في الصين تلجأ للروبوتات لسد العجز في العمالة

مصانع في الصين تلجأ للروبوتات لسد العجز في العمالة
21 ديسمبر 2013 22:04
تلوح في الأفق بوادر ثورة عمالية في الصين، لكنها ليست من قبل العمال هذه المرة، حيث تسعى العديد من الشركات مثل دلتا للإلكترونيات، لإنتاج روبوتات أقل تكلفة وأفضل أداء. وبارتفاع أجور العمال ومتوسط أعمارهم، يتوقع مديرو شركات صناعة الإلكترونيات، اقتراب الوقت الذي تحل فيه الروبوتات محل العاملين في المصانع الصينية. وبدأت موجة من تطوير الروبوتات الصناعية في الصين تتراوح بين الإنسان الآلي الذي يتميز بالرؤية وحاسة اللمس وحتى مقدرات التعلم، إلى الرخيصة منها، في سعي لخفض معدل الحد الأدنى للأجور في البلاد. ومن المنتظر في غضون السنوات الخمس المقبلة، أن تؤدي هذه التقنيات إلى تغيير المصانع الصينية، وتساعد في جسر فجوة نقص العمالة المتزايدة، في وقت تراجعت فيه رغبة الشباب للانخراط في الوظائف العمالية. ويرتبط حدوث ذلك التغيير، بعدد سلاسل توريد الإلكترونيات التي تظل تمارس نشاطها داخل الأراضي الصينية. ولا يتعلق الأمر بنمو شركات صناعة الروبوتات التقليدية، مثل أيه بي بي التي تتخذ من زيوريخ مقراً لها وكوكا الألمانية. وتخطط شركات أخرى تتضمن دلتا للإلكترونيات ومجموعة فوكسكون للتقنية لصناعة روبوتات أكثر جودة، بجانب شركات أخرى صغيرة مثل يونيفرسال روباتيكس الدنماركية. لكن حذر بعض الخبراء من أن التحول الآلي في الصين، ربما يتطلب عدداً من السنوات، بالإضافة إلى العديد من التحديات التي تعترض طريقه، بما فيها ارتفاع أسعار الروبوتات المتطورة والفرض المستمر للقيود التقنية، وحتى عدم المرونة التي تصاحب جلب الروبوتات للمصانع. ويقول تيم لي، نائب مدير شركة كوانتا للكمبيوتر التايوانية: «في حالة تراجع معدل الطلبيات يمكن الاستغناء عن بعض العاملين، الشيء الذي لا يمكن القيام به بالنسبة للروبوتات». وبدأت دلتا التايوانية التي عكفت لفترة طويلة من الوقت على صناعة محولات الكهرباء لشركات مثل آبل التي كانت واحدة من آخر الشركات التي انضمت إلى هذا المجال، في التحول نحو صناعة روبوتات بثمن قليل يمكن معه لشركات الإلكترونيات في الصين، الاستغناء عن العاملين فيها. ويقول مدير دلتا يونشي هاي: «من الواضح أن التقنية الآلية هي من التوجهات المستقبلية في الصين، لكن يكمن السؤال في كيفية تقليل تكلفة إنتاج الروبوتات. واعتقد أنه يمكننا تخطي هذه العقبة طالما أننا نقوم بصناعة ثلث المكونات بأنفسنا». وتقوم دلتا حالياً بإجراء اختبار على روبوت بيد واحدة وأربعة مفاصل، له المقدرة على تحريك الأجسام وربط الأجزاء وعمليات أخرى مشابهة. وتتطلع الشركة بحلول 2016 لبيعه بسعر لا يتجاوز 10 آلاف دولار، أي بأقل من نصف تكلفة الروبوتات الرئيسية المستخدمة في خطوط الإنتاج في الوقت الراهن. كما يقل هذا السعر عن أجر العامل الصيني، إضافة إلى عمل الروبوت على مدار الساعة. وتعتقد دلتا أنها قادرة على تحقيق خفض السعر من خلال مميزات التكلفة في مصنع تايوان وإنتاجه للمكونات محلياً، بجانب قصر العمر الافتراضي للروبوت. وتوجد خارج تايوان روبوتات متطورة تعمل في خطوط الإنتاج جنباً إلى جنب مع العاملين دون وجود مخاطر الإصابات. وتنتج على سبيل المثال شركة أيه بي بي، روبوت بيدين بكل منهما 7 مفاصل يعمل بكفاءة عالية ويتوقف بمجرد قيام شخص بلمسه. وتفوق تكلفة هذه الروبوتات العاملين في المصانع، إلا أن الفجوة آخذة في الانحسار في ظل ارتفاع الأجور في الصين بنسبة سنوية كبيرة. وانعقد مع التطور في صناعة الروبوتات، أمل بإعادة شركات الإلكترونيات لبعض نشاطاتها إلى أميركا. لكن يرى المتابعون لشأن القطاع، أن مجال تجميع الإلكترونيات، ربما يظل في الصين حتى بعد أن أصبحت عملية التشغيل الآلي أكثر سهولة، نتيجة لوجود سلاسل توريد المكونات الكبيرة داخل البلاد. ومن المعلوم أن الروبوتات قادرة ومنذ وقت طويل على إنجاز مهام، مثل وضع المكونات وتثبيت لوحات الدائرة الكهربائية ووضعها داخل الصناديق المعدة لها، ومن ثم ربط تلك الصناديق وتنظيف الأجهزة وغيرها. لكن لا تزال الأيدي العاملة أقل تكلفة للقيام بمثل هذه الوظائف في الصين، كما يمكن للعامل تغيير المهمة الموكلة له بسهولة، على العكس من الروبوت الذي يتطلب إعادة برمجة في مثل هذه الحالات. كما لا تخلو عملية التشغيل الآلي من العقبات اللوجستية، نظراً لقصر دورة مبيعات الأجهزة الإلكترونية، حيث لا تزيد الفترة التي يستمر فيها إنتاج السلعة عن ما بين 9 و18 شهراً، مع ضرورة تغيير طريقة إعدادات الإنتاج بعد ذلك. واستمرت حتى شركة فوكسكون التي تُعد أكثر المؤيدين للتشغيل الآلي، في الاعتماد على المصانع الضخمة التي تضم أكثر من مليون عامل يقومون بعمليات تجميع هواتف الآي فون والأجهزة الإلكترونية الأخرى يدوياً. وتخطط الشركة لاستغلال نحو مليون يد تعمل بالروبوت في مصانعها بحلول العام المقبل، مع أن المراقبين يرون أن تحقيق ذلك الهدف يستغرق وقتاً أطول. ومن المرجح أن تساعد الروبوتات شركات مثل فوكسكون التي تعرضت للعديد من الانتقادات، بسبب سوء بيئة العمل. وفي حقيقة الأمر، وجهت مؤخراً المنظمة الصينية غير الربحية لمراقبة العمل، الاتهام لشركة بيجاترون التايوانية المتخصصة في صناعة الآي فون وواحدة من شركات التوريد لشركة آبل، بحجة خرق حقوق العمال. وتركز الشركة جهود التشغيل الآلي، حول أكثر العمليات خطورة ومشقة. واستثمرت بيجاترون في العام الماضي نحو 100 مليون دولار في التشغيل الآلي لإنتاج الأغطية التي تغلف الأجهزة الإلكترونية، المهمة التي تتطلب مواد كيماوية مركزة. وتتوقع كوانتا، أكبر شركة تعاقدية في العالم لإنتاج الكمبيوترات الشخصية، تحولاً ضخماً نحو تبني تقنيات التشغيل الآلي في غضون السنتين المقبلتين نتيجة لارتفاع تكاليف العمالة. وتقوم شركة كوكا الألمانية في الوقت الحالي بالاستثمار في إنشاء مصنع جديد في الصين، من المنتظر أن يساعد على زيادة معدل الإنتاج الحالي الذي يتراوح بين 1500 إلى 2000، إلى 5 آلاف روبوت. كما أعلنت كل من يونيفرسال روباتيكس وأيه بي بي، عن تعزيز استثماراتها الصينية، مع أسباب وجيهة تشير إلى ارتفاع صادرات الصين من الروبوتات الصناعية من 26 ألفاً في 2012، إلى 35 ألفاً بحلول 2015، في زيادة هي الأكبر بالمقارنة مع أي بلد آخر، حسبما جاء عن الاتحاد الدولي للروبوتات. وفي حين يتم استخدام الروبوتات في المصانع الصينية بمختلف نشاطاتها، يرى المحللون والشركات العاملة في صناعتها، أن تزايد الطلب على تحويل سلاسل التوريد للتشغيل الآلي، أدى إلى ارتفاع مؤكد في طلب الروبوتات. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©