الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«سخــانات الميــــاه» أو القاتل الخفي

«سخــانات الميــــاه» أو القاتل الخفي
25 فبراير 2017 14:10
(استطلاع) - فهد بوهندي وعمر الحلاوي تمثل سخانات المياه الكهربائية في حياتنا إحدى الركائز الأساسية لنمط الحياة اليومي الذي نعيشه الآن، فلا يكاد يخلو بيت أو متجر أو محل من سخان كهربائي. وفي موسم الشتاء تجدد الجهات المختصة في إدارات الدفاع المدني على مستوى الدولة، التحذير من خطورة إهمال صيانة السخانات الكهربائية، لكن على الرغم من توالي تلك التحذيرات التوعوية فإن خطر تلك السخانات يظل قائماً في بيوتنا. ووصف خبراء في مجال المواصفات والمقاييس هذه السخانات بـ«القاتل الخفي» حيث لا يمكن التكهن بما يمكن أن يسببه نتيجة الإهمال، وترك الصيانة الدورية، أو تركيبه من قبل فني غير كفء، أو غير مرخص من الجهات المختصة. واعتبر طبيب أطفال أن الحروق التي تسببها المياه الساخنة تكون على أقل تقدير من الدرجة الثالثة وتحدث في أقل من خمس ثوانٍ إذا كانت درجة حرارة المياه عالية. لفت الخبراء إلى أن هنالك ثلاثة عناصر تؤدي إلى الموت المباشر بسبب حدوث تماس كهربائي في سخان المياه أو الانفجار، وهي تركيب السخان من قبل فني غير كفء ينسى وضع صمام الأمان، وأحياناً يعزل توصيل السلك الأرضي، أو عدم صيانة السخان بشكل دوري والإهمال، أو استخدام توصيلات غير جيدة، لافتين إلى أهمية تشديد الرقابة على الأسواق ومنع بيع الأجهزة الكهربائية غير المطابقة للمواصفات والمقاييس الإماراتية. ولفتوا إلى أن الدولة شهدت حوادث قاتلة لسخانات المياه من بينها وفاة شاب صغير بسبب تماس كهربائي صادر عن السخان، فيما أدى التركيب الخاطئ إلى انفجار السخان والجدار. «الاتحاد» تسلط الضوء اليوم على آليات الوقاية وتعزيز الوعي تجاه صيانة سخانات الماء الكهربائية، خاصة في ضوء انخفاض درجات الحرارة وزيادة معدلات برودة الطقس في هذا الموسم. وقال عبدالهادي أحمد: «للأسف لا يكاد يخلو منزل من مشكلات السخان، لأنه موجود في كل دورة مياه، وفي المطبخ واستخداماته متعددة، ونحن نعاني من غش أصحاب بعض المحال التجارية وتلاعب الفنيين، حيث يرفضون أعمال الصيانة أو استبدال القطعة التالفة، ولكنهم للأسف يصرون على استبدال السخان مباشرة مع أي مشكلة حتى وإن كان جديداً، ليجنوا مبالغ مالية أكبر مقابل جهد أقل. كما أن بعض أصحاب المحال التجارية لا يعطون ضمان استبدال للسخان في معظم الأحيان، وتكاد لا تفرق لديهم بين الأنواع الجيدة والأخرى الرديئة، ولا أعلم لماذا يسمح لهم بوضع سخانات غير مناسبة للبيع، وتجد أسعارها جميعاً متقاربة ولا تفرق بينها. وقال المواطن جاسم المنصوري: «برأيي أن تعليمات السلامة واضحة من الجهات المختصة، ويجب على المستهلك أن يدرك أنه مجبر وليس حر الاختيار في تنفيذ اشتراطات السلامة في كل الأجهزة الكهربائية، التي قد يشكل سوء استخدامها خطورة على أفراد الأسرة والسكان، وللأسف بعض أصحاب البيوت لا يحرص على الفحص الدوري، ولا يستبدل قطعة إلا بعد تلفها تماماً، أو وقوع مشكلة، ولكن بعد فوات الأوان أو تعرض أحد أفراد الأسرة للضرر، وعندها يفكر في اتخاذ القرار المناسب متأخراً. لذا ينبغي على أولياء الأمور تفقد سخانات منازلهم جميعها عند بدء استخدامها في فصل الشتاء، لأن الأطفال والمراهقين غالباً لا يدركون خطورة السخان، وقد لا يعطون اهتماماً لوجود عطل أو تسريب في السخان، وبالتالي يشكل خطورة كبيرة على حياتهم. ورأى حميد ماجد أن الاستخدام الصحيح للسخان، واتباع تعليمات الوقاية والسلامة لا يشكل خطورة أبداً سواء في السخان أو غيره، ولكن الإهمال وسوء الاستخدام حتماً ستكون عواقبه وخيمة، فمثلاً تجد شخصاً يضع سخاناً في حديقة المنزل دون مظلة، ضارباً عرض الحائط بقواعد السلامة، ويكون السخان معرضاً للأحوال الجوية كالأمطار والحرارة الشديدة وأشعة الشمس طوال العام، مما يجعله عرضة للانفجار أو الماس الكهربائي، وبعدها يتهم الشركة المصنعة أو المحل التجاري بالغش، ولا يدرك أنه حمل هذا الجهاز فوق طاقته واستخدمه بشكل سيئ أدى لوقوع كارثة. وقال المواطن إبراهيم الروباري: للأسف حوادث سخانات المياه تنتج عواقب وخيمة، فهي تودي بالأرواح والممتلكات، لذا يحتاج الناس إلى وعي أكبر، بضرورة اتباع تعليمات الدفاع المدني، والإرشادات المتعلقة بالاستخدام الجيد والمناسب للسخان، لنحمي أنفسنا وأفراد أسرنا من مخاطر هذا الجهاز ذا الحدين، وهو أصبح اليوم من ضرورات الحياة ويوفر حاجة ملحة للإنسان، لذا يجب التعامل معه بحذر ودراية، وأنا عن نفسي أحرص على صيانته والتأكد من سلامته في كل غرف المنزل بشكل دوري وسنوي، وليدرك الجميع أن تكلفة زهيدة لصيانة هذا السخان كفيلة بحماية حياتك وحياة أسرتك. كما أني أنصح أفراد أسرتي دائماً بعدم الاستحمام والسخان في وضع التشغيل، تخوفاً من الماس الكهربائي، إضافة إلى عدم تركه في وضعية التشغيل بشكل مستمر طوال اليوم، حيث يجب تشغيله لفترة معينة إلى أن تصل حرارة المياه للدرجة المطلوبة، ومن ثم فصل التيار الكهربائي. ضرورة الصيانة وقال فني التصليح نيمو نواز: «السخان من الكهربائيات الأساسية في كل منزل، حيث يضم كل منزل أكثر من سخان، لذا ينشط عملنا في صيانة واستبدال السخانات خلال فصل الشتاء، بسبب زيادة عملها وازدياد احتياج الناس للماء الساخن، علماً أن العمر الافتراضي غالباً للسخان مرتبط بنوعه، لأن المشكلة الرئيسة التي تواجه المستهلك في السخان، هي استخدام سخان غير أصلي ومن نوعية رديئة ورخيصة، وهنا تكون النوعية هي العامل الأهم للعمر الافتراضي للسخان، حيث إن الأنواع الجيدة وتكون من بلدان معينة يصل عمرها الافتراضي إلى 4 سنوات تقريباً أو أكثر وتكون مبطنة من الداخل بمادة متخصصة من الزجاج، بينما لا يصل العمر الافتراضي للسخان الرديء إلى سنتين، ويصاب بالصدأ مباشرة من الداخل والخارج. وعن أهم مشكلات السخان الفنية قال نيمو: «يضم السخان قطعة تسمى منظم الحرارة هي الرئيسة، ومسؤولة عن جودة أداء السخان أو انتهاء عمره الافتراضي، وإذا تلفت يجب تغيير السخان أو تبديلها، ومن مشكلات السخان الرئيسة أيضاً هي التسريب وبداية الصدأ، لأن الصدأ والتسريب قد يسببان خطورة كبيرة جداً على المستخدم، وخطورة السخان تكمن في أن الجهاز يجمع بين التيار الكهربائي والمياه، وفي حالة التسريب نتخوف من وصول المياه إلى السلك الكهربائي، أو أن تصل المياه الساخنة جداً إلى الأشخاص عند وجودهم تحت السخان، وهنا نقوم بعمل صيانة للسخان إذا كانت الأنابيب الخارجية تالفة ونقوم باستبدالها، أما إذا كان التلف من صدأ أصاب جسم السخان فيجب استبداله مباشرة». وأضاف: «أنا كفني متخصص، أعمل في صيانة سخانات المياه، أنصح المستهلك أن يقوم باستبدال السخان في حال وجود أي عطل رئيسي في جسم السخان نفسه، كالصدأ أو عطل القطعة الحساسة بداخله أو وجود صوت واضح يصدر عنه، لأن السخان خطير ويجب التعامل معه بحذر. كما أنصح بالصيانة الدورية له واستبدال خراطيم المياه الخارجية بشكل دوري، واستدعاء الفني بشكل سنوي مع بداية الشتاء للتأكد من سلامة السخان ومدى حاجته الفعلية للصيانة أو الاستبدال». ومن جهته قال شاجو صاحب مؤسسة تجارية للأدوات الكهربائية: «السخانات متنوعة وفيها الجيد المضمون، وفيها أنواع أخرى رخيصة، فهناك مثلاً علامات تجارية ممتازة جداً، وهي معتمدة لدى كثير من شركات المقاولات وهي معروفة، ويبلغ سعر السخان فيها قرابة 400 درهم أو أقل وعليها ضمان، وتكون مبطنة بمواد تحافظ على سلامة السخان ومستخدميه، بينما توجد أنواع أخرى متوسطة ورديئة، تتراوح أسعارها من 200 درهم ولغاية 300 درهم، وتكمن المشكلة في أن بعض المستهلكين يوفرون مبالغ مالية قليلة لا تكاد تذكر، ويقتنون سخانات رديئة لا يصل عمرها الافتراضي إلى نصف مدة السخان الأغلى ثمنا، ويعتقدون أنهم يوفرون المال، بينما هم في الحقيقة يعرضون أنفسهم لمشكلات ومخاطر السخان، ويضطرون لاستبدال آخر به خلال فترة زمنية قصيرة. ومن جانبه قال المهندس الكهربائي جاسم آل علي الخبير الإماراتي في مجال المواصفات والمقاييس وممثل الدولة في سلامة المركبات في عدد من المؤتمرات الدولية: «إن غالبية المستهلكين لا يدركون أهمية صيانة سخانات المياه بشكل دوري والتأكد من الوصلات الكهربائية»، لافتاً إلى أن أغلبية سخانات المياه يبلغ عمرها الافتراضي ما بين 3 إلى 5 سنوات على أكثر تقدير ومن بعدها تبدأ في التهالك، ويبدأ الحديد في الصدأ لأن سخان المياه يوجد في بيئة رطبة، ومن ثم تتسرب المياه بداخله، وقد تصل إلى الأجهزة الكهربائية وتكون غير مرئية، وهناك مؤشرات تظهر أحياناً بانتهاء صلاحية سخان المياه، وتهالك الأجزاء الداخلية وتآكل طبقة الحماية الداخلية مثل وجود المياه «العكرة» في صنبور المياه، حيث إن السخان لا يعتبر مجرد حاوية، فهو يتأثر بالتوصيلات الكهربائية ويتفاعل معها والماء عنصر جيد جدا لتوصيل الكهرباء. وأضاف: «إن وجود المياه المالحة في بعض المناطق يؤثر بشكل أسرع في صلاحية السخان، ويقلل من عمره الافتراضي، وكذلك تشغيل السخان بشكل دائم لفترات طويلة يؤدي إلى تقليل الفترة الافتراضية لصلاحيته، كما أنه يستخدم كهرباء بشكل كبير، وسخان المياه الواحد يستهلك أحياناً نحو 300 واط في الساعة والتي تعادل استهلاك 15 ثلاجة». ولفت إلى أن إهمال صيانة سخانات المياه تؤدى لتحويلها إلى «قاتل خفي» حيث إن الإهمال يسبب في تأكل الحاوية نفسها، ومن ثم تسريب المياه، وفي أسوأ الحال لا يرى بالعين المجردة حيث يكون التسريب داخل السخان، ومن ثم عند الاستخدام يحدث تماس كهربائي في ثوانٍ قليلة لا ينجو منها الشخص، مضيفاً أن صيانة السخان بشكل دوري تحتاج إلى خبير فني مرخص، وبعض الفنيين عديمو الخبرة يفصلون سلك العزل الأرضي، ولا يعرفون أهميته وبعضهم لا يوصل جهاز الحماية الذي يوجد في الصندوق مع سخان المياه، كما أن الأسواق تضم سخانات مياه لا تنطبق عليها الشروط الإماراتية، وتحتاج جهود الجهات الرقابية وتوعية المستهلكين بضرورة البحث عن «الكود» المفرق، والتأكد من وجوده ومعرفة تفاصيل السخان والاتصال بأقرب جهة رقابية في حالة خلو سخان المياه من الكود التعريفي. وأضاف أن السخانات كارثة حقيقية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح لأنها تؤدي إلى فقدان الأرواح فالخسائر البشرية شبه مؤكدة برغم أن الخسائر المادية تكون قليلة، لافتاً إلى أن كثيراً من سخانات المياه لا نكتشف العطل الموجود فيها إلا في حالة طلب الصيانة الدورية، لذلك ينظر إليها على أنها «قاتل خفي»، مشيراً إلى أن المنازل الحديثة تتضمن جهاز حماية، ولكن التركيب الخاطئ يلعب دوراً في تلك الحوادث حيث انفجر سخان مياه جديد بسبب التركيب الخاطئ، وأزال جدار شقة بالكامل حيث لم يكن صمام الأمان مثبتا وظل السخان يعمل فترة طويلة. وأكد آل علي أن دولة الإمارات تتضمن تشريعات قوية فيما يتعلق بالمواصفات والمقاييس بحيث لا بد أن يكون في كل سخان مياه أو أي أداة كهربائية مرفق بالمواصفات، ولكن تسرب الأجهزة غير المطابقة للمواصفات تحتاج لبذل مجهود إضافي من قبل الجهات الرقابية والمستهلكين لأن المسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع. من جانبه اعتبر الدكتور زكريا آل صالح الإخصائي في مستشفى الواحة أن خطورة سخانات المياه على الأطفال تكون بسبب تركهم لوحدهم عند استخدام المياه الساخنة دون أن تختبر الأم درجة السخونة بنفسها قبل الاستخدام، مما قد يؤدي إلى حروق من الدرجة الثالثة في ثوانٍ، كما قد تؤدي إلى وفاة الطفل إذا كان صغير السن في حالة تركه بـ«البانيو» وحيداً، لافتاً إلى أن الحروق تعتبر من أكثر الإصابات المنزلية والمتكررة. إهمال الصيانة قال المواطن سالم عبد الله البلوشي: «إن حوادث سخانات المياه تكون نتيجة الأعطال والإهمال لسنوات، وعدم الصيانة، مما يؤدي لعطل في عازل الكهرباء أو صمام الأمان، إضافة إلى أن السخانات القديمة لا تتحمل الضغط الناتج عن الحرارة الزائدة مع ضعف جدران الحاوية بسبب انتهاء العمر الافتراضي، مما يؤدي إلى انفجار السخان أو حدوث تماس كهربائي، مشيراً إلى أن بعض العادات السيئة تتسبب كذلك في سرعة تعطل سخانات مياه، والبعض يشغل السخان مع بداية الشتاء ولا يتم إغلاقه إلا بعد انتهائه، وحينما يكون السخان جديداً لا يشعر المستهلك بالمشكلة، ولكن مع مرور الوقت ونتيجة التشغيل لفترات طويلة يتعطل بشكل سريع ويسبب كارثة للأسرة. نوعية رديئة أشار المواطن أحمد حسن إلى خطورة سخانات المياه وسوء استخدامها وإهمال الصيانة الدورية لها مما يجعلها معرضة للانفجار في أي لحظة، أو أن تتحول إلى صاعقة كهربائية تسبب الوفاة لمن يستخدمها. وعبر المهندس محمد مبارك عن أسفه لاستخدام بعض المستهلكين النوعيات الرديئة لافتاً إلى أن النوعية الجيدة من سخانات المياه تستمر صلاحيتها إلى خمس سنوات، مطالباً المستهلكين بتركيبها بشكل صحيح من خلال الاتصال بالشركات المرخصة، والتي تتحمل المسؤولية كاملة في حدوث أي مكروه، في حين أن الفني غير المرخص لا يمكن تقديم شكوى ضده لعدم وجود عنوان له، إضافة إلى أن استخدامه مخالف لقوانين الدولة. وأكد محمد عبد الله أن سخانات المياه ضرورة حيث لا يوجد منزل لا يستخدم المياه الساخنة في الشتاء، ولكنها تحتاج إلى مراقبة دورية وصيانة سنوية، وتبديل السخان القديم بآخر حديث، وتركيبها في المكان السليم بعيداً عن «دش» الماء، بحيث تكون خارج دورات المياه أو في الاتجاه الآخر حتى لا تتأثر التوصيلات الكهربائية بتدفق المياه المستمر، مما قد يسبب كوارث. الوقاية خير من العلاج وفي المقابل أكدت الإدارة العامة للدفاع المدني على ضرورة اتباع الإرشادات، وخطوات الوقاية والسلامة في استخدام السخانات الكهربائية من خلال خطوات رئيسة يجب اتباعها، وهي التأكد من توقف السخان عن العمل في حال وصول الماء إلى درجة الحرارة المطلوبة، وأهمية وضع المفتاح الكهربائي بعيداً عن أيدي الأطفال ليكون التحكم في أيدي البالغين فقط. كما يجب عزل التوصيلات الكهربائية جيداً عن الماء، والتأكد من أن منظم الحرارة يعمل بكفاءة وبالشكل المطلوب، ومن الضروري جداً أن لا تتجاوز درجة حرارة السخان 60 درجة مئوية، إضافة إلى الحرص من قبل المستهلك على إجراء عملية الصيانة من قبل الفنيين المختصين .  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©