باكستان: جماعة إرهابية تقتحم أكاديمية الشرطة وتقتل 27

قتل أربعة إرهابيين وألقي القبض على ثلاثة بعد اقتحام قوات خاصة تابعة للجيش الباكستاني المبنى الرئيسي لأكاديمية شرطة في لاهور أمس، لتنهي حصاراً استمر ثماني ساعات لجماعة إرهابية هاجمت الأكاديمية واحتجزت عشرات الرهائن من رجال الشرطة، وقتلت عدداً آخر· وأعلن سكرتير وزارة الداخلية كمال شاه انتهاء عملية الاقتحام بمقتل أربعة إرهابيين واعتقال ثلاثة آخرين· وصرح بأن 85 من رجال الشرطة أصيبوا خلال الاشتباكات، مشيراً إلى استمرار التحقق من أعداد القتلى· وقال المسؤول بوزارة الداخلية رحمن مالك ''اعتقلنا بعض الإرهابيين ونقوم بالتحقيق معهم''· وحول طبيعة الهجوم قال مالك إنه''كان مخططاً ومنظماً، ويكشف المدى الذي يمكن أن يذهب إليه أعداء باكستان''· وشدد على تشكيل فريق تحقيق ''قوي جداً'' للتحقيق في حقيقة الأمر· ونفى مالك ما تردد عن انهيار الأمن والقانون في باكستان، التي تشهد موجة من هجمات المتطرفين· وقال إنه ''من الخطأ قول أن القانون والنظام في باكستان انهارا''· وأكد المسؤول اقتراب أجهزة الأمن من رصد الضالعين في شن هذه الهجمات، مشيراً إلى وضع قوات الأمن في حالة تأهب عام· ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الغارة لكن رحمن مالك، أعلى مسؤول أمني مدني باكستاني، قال أنا أنحي باللائمة في هذا الحصار على عناصر طالبان والمسلحين المتشددين· وقال ''لدينا معلومات موثوق بها أن حركة طالبان الباكستانية ومقاتلي القاعدة عقدوا اجتماعا مؤخرا وقرروا إرسال مسلحين في أنحاء البلاد للقيام بأنشطة إرهابية''، مضيفاً ''إنهم منتشرون بأعداد كبيرة وإننا نخشى من مثل تلك الهجمات''· ووسط إطلاق نار كثيف، حررت القوات الخاصة مبنى الأكاديمية عقب مقتل ما لا يقل عن 27 مجنداً وجرح العشرات خلال الاشتباكات التي دارت بين الشرطة والإرهابيين في الساعات الأولى من صباح أمس· ويعتقد أن بعض الإرهابيين الذين كانوا يحتجزون حوالي 150 شرطيا كرهائن فروا في اللحظات الأولى من عملية الاقتحام· وقال شرطي للصحفيين إن الإرهابيين فتحوا عليه النار قبل فرارهم في سيارة· وقال حاكم إقليم البنجاب سلمان تسير إنه ''وفقا لتقديراتنا، كان هناك ما بين ثمانية إلى عشرة إرهابيين داخل المبنى''· وأوضح مسؤولون وتقارير إخبارية أن المسلحين ارتدوا ملابس الشرطة وتسلقوا سور الأكاديمية خلال الانشغال بتدريبات الصباح· وشنوا هجوماً على المجندين بالبنادق والقنابل اليدوية مما أسفر عن مقتل وإصابة العديدين· وسارع المهاجمون بالاستيلاء على مستودع الذخائر لحرمان المجندين من الوصول إلى السلاح· ثم قاموا باحتجاز عشرات الرهائن· وقال ممتاز سوكيرا المسؤول بوزارة الداخلية إن تعزيزات ''النخبة'' التابعة للشرطة سارعت إلى الأكاديمية على متن آليات مدرعة· وفرض المئات من الجنود طوقاً أمنياً حول المبنى وتبادلوا إطلاق النار مع المسلحين لعدة ساعات، والتي لم ينجح خلالها الاستعانة بالقناصة ضد المهاجمين لتنكرهم في ملابس الشرطة ولتمركزهم في مواقع استراتيجية داخل الأكاديمية بالإضافة إلى احتجاز الرهائن· كما لم تجد الاستعانة بالمروحيات التي فتح عليها الإرهابيون النار· واستخدمت القوات الأمنية ناقلات الجنود المدرعة لنقل نحو 60 شرطيا مصاباً إلى خارج الأكاديمية ونقلوهم إلى مستشفيات· كما أنقذت المدرعات العشرات من شباب المجندين· إلا أن المهاجمين عطلوا إحدى المدرعات بإطلاق نيران كثيف على عجلاتها· وقال مشتاق سخيرا المسؤول بالشرطة الباكستانية إن ''نحو 850 رجل شرطة يتدربون هناك عادة، ولكننا لا نعلم بالضبط عدد الذين كانوا داخل الأكاديمية عندما وقع الهجوم''· وخلال الاشتباكات أخبر شرطي محاصر قناة ''عاج'' الإخبارية الباكستانية أنه و21 شرطيا آخر يختبئون في حجرة· وأضاف عبر هاتفه الجوال '' لا نستطيع رؤيتهم· عندما يواجهوننا يقذفون القنابل أو يفتحون النيران الكثيفة· لدينا بندقية واحدة فقط· اللهم دمر هؤلاء المجرمين''· وتجمع مدنيون خارج مركز التدريب ورددوا شعارات '' الله أكبر'' و'' تحيا باكستان'' في الوقت الذي وصلت فيه قوات الجيش وقوات حرس الحدود شبه العسكرية إلى الموقع· ويثير هذا الهجوم المزيد من المخاوف بشأن الاحتمالات المستقبلية لباكستان الدولة النووية· والذي جاء بعد ثلاثة أسابيع من نصب عشرة مهاجمين على الأقل كمينا لقافلة تضم فريق الكريكيت السريلانكي كان في طريقه إلى ملعب في لاهور، مما أسفر عن مقتل سبعة من أفراد الشرطة على الأقل وجرح ثمانية من فريق الكريكيت· ويذكر أن كلا العمليتين تم تنفيذهما على غرار عمليات الكوماندوز مشابهتين للعمليات التي نفذت في مركز الهند المالي مومباي في الثالث من نوفمبر الماضي، حيث لقي أكثر من 170 شخصا حتفهم وأصيب أكثر من 300 آخرين في المذبحة التي استمرت في مومباى لنحو يومين· وألقي باللوم فيها على جماعة عسكر طيبة المسلحة التي تتخذ من باكستان مقرا لها·