بيروت - الاتحاد ووكالات الانباء: تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد شمال لبنان لليوم الـ24 على التوالي· ووصف مصدر عسكري القتال بأنه اشد من المعتاد وسط مكافحة فرق الإغاثة لإجلاء المدنيين الذين مازالوا محاصرين داخل المخيم·
وأوضح المصدر ان الجيش استانف قصف مواقع الجماعة بالقذائف المتوسطة خصوصا على المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، وقال ''هناك اشتباكات عنيفة والجيش نجح في الاستيلاء على موقعي النورس والوحش القريبين من موقع ''صامد'' معقل المتشددين وأجبرهم على الفرار''، واضاف ان مواجهات حامية جرت في محيط مسجد القدس وقرب مبنى التعاونية حيث قام الجيش بعملية انزال باتجاه مجمع مدارس الاونروا والمباني المحيطة وخاض اشتباكات بالأسلحة الخفيفة مع المتشددين·
وقالت قيادة الجيش في بيان ان الواجهة البحرية للمخيم أصبحت بالكامل تحت مرمى نيران الوحدات العسكرية التي تتابع أيضا تنظيف الابنية من الأفخاخ والالغام وملاحقة فلول الهاربين، وكررت دعوتها المسلحين الى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، ودعت سكان المخيم ألا يجعلوا أنفسهم دروعا بشرية لعصابة الشر أو ملاذا آمنا لغدرهم· فيما ذكرت ''الوكالة الوطنية للإعلام'' أن المسلحين تكبدوا 10 قتلى على الأقل الى جانب تدمير آلياتهم العسكرية ومرابض مدفعية الهاون ومنصات الصواريخ التي كانوا يستخدمونها في الجهتين الغربية والشمالية وتراجعوا إلى الخطوط الخلفية في عمق المخيم· وأضافت انه تم اعتقال ستة من المشتبه بانتمائهم لـ''فتح الإسلام''·
وقال شهود عيان ان حرائق كبيرة اشتعلت داخل المخيم وان المتشددين اطلقوا صواريخ على مواقع الجيش· واوضح لاجئ فلسطيني منفعل من داخل المخيم ''القصف عشوائي على المدنيين·· تسقط نحو 10 أو 20 قذيفة كل دقيقة··ابنة عمي هذه هي ميتة امام عيني لا استطيع ان ارفعها لا استطيع ان انقلها··هناك مدنيون هناك اطفال يقصفون عليهم·· لم اترك المخيم الى اين سأذهب·· اقيم في الشوارع·· نحن لا نسمح للمتشددين ان يدخلوا شوارعنا··نحن اقفلنا طرقنا''· وكانت قوة خاصة من ''الكوماندوز'' التابعة للجيش اقتحمت منزل زعيم ''فتح الاسلام'' شاكر العبسي وسط المخيم ودمرته بعد ان صادرت مستندات ووثائق مهمة· وأكد مصدر فلسطيني داخل المخيم تدمير منزل العبسي قرب شاطئ البحر، وقال ان قوة من مغاوير الجيش قامت بإنزال بحري ووصلت الى المنزل حيث اشتبكت مع عناصر من ''فتح الاسلام'' ثم فجرت المنزل قبل مغادرتها·
ونعت قيادة الجيش ثلاثة عسكريين سقطوا في المواجهات هم مصطفى علي الضاحي وشادي حليم الجلبوط ومحمد عثمان حسين· ونفت من جهة ثانية ما نشر عن إقدام عناصر من ''فتح الاسلام'' على خطف جنديين من احد شوارع طرابلس وإن كانت شددت اجراءات التفتيش في المدينة واقامت حواجز في الشوارع وعلى طول الاوتوستراد من البحصاص الى الملولة· فيما اعتقلت قوات الأمن ثمانية أشخاص يشتبه بأنهم متشددون في البقاع بتهمة حيازة الاسلحة والمتفجرات·
وشيع اللبنانيون مسعفي الصليب الاحمر اللذين قتلا برصاص ''فتح الاسلام'' داخل مخيم ''البارد'' وهما هيثم سليمان وبولس معمري· في وقت اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على اهمية وضرورة اجلاء المدنيين الذين لم يغادروا المخيم حفاظاً على حياتهم، وقال خلال اجتماعه مع الهيئات الانسانية ان ادخال الباصات لإخراج المدنيين من المخيم يصبح صعباً اكثر فأكثر لأن عملية الاخلاء تتم انطلاقاً من اماكن متفق عليها وهي باتت بعيدة عن منازل الذين يودون المغادرة·
الى ذلك، كشف عضو رابطة علماء فلسطين محمد الحاج الذي اصيب بإطلاق نار لدى خروجه من المخيم في مهمة وساطة التقى خلالها المسؤول الاعلامي لـ''فتح الاسلام'' شاهين شاهين ان هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات لإيجاد حل سياسي للازمة، لافتاً الى ان العبسي وابو هريرة متواريين عن الانظار منذ اربعة ايام·من جهة اخرى، نسبت وكالة ''اسوشييتد برس'' الى تنظيم ارهابي يطلق على نفسه اسم جماعة ''التوحيد والجهاد في سوريا'' تهديده امس عبر موقع على شبكة الانترنت بشن هجمات على المصالح اللبنانية واللبنانيين الموجودين في سوريا ما لم يرفع الحصار عن مخيم نهر البارد· وقال بيان ان الجماعة بقيادة ابو جندل الدمشقي تقف مع ''فتح الاسلام'' وتدعمه بقوة، مشيرا الى اجتماع عقد بين ممثلي الجانبين مؤخرا· واضاف ''نحذر الحكومة اللبنانية ان مصالحها ومسؤوليها وابناءهم في سوريا سيتحولون الى اهداف للاغتيال اذا لم يرفع حصار المخيم··سنفتح ابواب جهنم عليهم ولن يسلموا من الخطف والاغتيال وقطع الرؤوس اذا لم يستجيبوا لمطالبنا''· كما عرض موقع ''شبكة النصرة الجهادية'' على الانترنت بيانا لجماعة تطلق على نفسها اسم ''أنصار الجهاد في العراق'' هددت فيه الحكومة اللبنانية بضرورة رفع الحصار عن ''البارد'' وإلا فأنها ''ستلجأ إلى اتخاذ الرهائن وقطع الرؤوس''·
عدد اليوم
