صبري علي (دبي) - تبقى المباراة التي تجمع بين العين والوحدة لقاء قمة، في كل الظروف، وبغض النظر عن موقع الفريقين في جدول الترتيب وهي «الكلاسيكو» الذي ينتظره الجميع، وإن اختلف شكله المتوقع هذه المرة في ظل حالة الانتعاش التي يمر بها «الزعيم» متصدر الجدول، في مواجهة حالة عدم التوازن التي يعيشها «العنابي» منذ فترة، والنتائج السيئة التي حققها في الجولات الماضية، وهو ما ينطبق على مواجهة الليلة باستاد طحنون بن محمد في القطارة كأقوى لقاءات الجولة.
ورغم أن الوحدة كسر سلسلة الخسائر بالفوز على الظفرة في الجولة الماضية 3 - صفر، إلا أنه لا يزال في موقف صعب أمام جماهيره التي تنتظر منه الكثير دائماً، وهو يخوض اليوم أصعب التحديات في مواجهة العين على ملعبه وبين جماهيره، خاصة أن المنافس يمر بأفضل فتراته، وأنه حقق الفوز في الجولة الماضية على بني ياس 3 - صفر ليدعم صدارته المنفردة في سعيه للاحتفاظ باللقب، الذي أصبح المرشح الأول له مع اقتراب انتهاء النصف الأول من المسيرة نحو هذا الهدف.
ويملك العين 28 نقطة في القمة وحيداً، وهو صاحب الرقم الأفضل في الأداء الهجومي، ويملك الوحدة 18 نقطة يحتل بها المركز السادس، ورغم فارق النقاط العشر وظروف الفريقين المختلفة تظل المباراة واحدة من المواجهات التي ينتظرها جمهور كرة القدم، التي تؤثر نتيجتها على شكل الدوري ويكون للفوز بها اعتبارات خاصة لدى عشاق الفريقين دائماً، وهو ما يفوق مجرد النقاط الثلاث، وذلك في ظل المنافسة التقليدية المعروفة بين الفريقين في المواسم السابقة وتاريخهما الكبير.
وبالطبع سوف يلعب الفريقان للفوز بالمباراة، «البنفسج» يملك التصميم على مواصلة الزحف القوي نحو الإبقاء على الهوية العيناوية للدرع، و«العنابي» لديه التحدي لاستعادة مكانته وبريقه، وإن كان المنطق يقول إن العين سوف يكون أكثر سعياً لتحقيق ذلك، من خلال الفكر الذي يطبقه مدربه الروماني كوزمين، دون إغفال الجوانب الدفاعية، بينما قد يلعب برانكو مدرب الوحدة أكثر تحفظاً بحثاً عن أفضل نتيجة، فإن لم يتحقق الفوز يبقى التعادل أمراً مقبولاً أمام حامل اللقب والمتصدر على ملعبه وبين جماهيره، وهو ما يجعل كل النتائج ممكنة في المباراة، ويملك الفريقان الأدوات التي من الممكن أن تحقق الهدف المطلوب، سواء من الناحية الهجومية أو الجوانب الدفاعية.
أكد أن كبرياء اللاعبين يظهر في المباريات الكبيرة
كوزمين : اللقاء عادي لكنه مهم ولن نلتفت إلى التصريحات الذكية
محمد سيد أحمد، صلاح سليمان (أبوظبي، العين) - أشار الروماني أولاريو كوزمين مدرب العين إلى إنه لا يعتقد أن لقاء اليوم أمام ضيفه الوحدة يمثل طابع الخصوصية لـ «الزعيم»، حيث يرى أنه مثل غيره من لقاءات الدوري، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه يعتبره لقاءً مهماً، كما هو الحال بالنسبة لمباراة الجولة الأخيرة بالدور الأول أمام النصر، وأن هذا الأمر ينطبق أيضاً على مباراة الفجيرة في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ما يؤكد أن جميع المباريات تكتسب الأهمية نفسها، وأن الضغوط ستكون حاضرة بقوة، سواء في «الديربي» أو في مواجهة متذيل الترتيب، ولكن ما يعرفه أن كبرياء اللاعبين وتركيزهم العالي، يظهر دائماً في اللقاءات الكبيرة، على شاكلة مواجهة الليلة أمام الوحدة .
ووصف كوزمين لقاء اليوم بـ «الديربي» المنتظر، والذي يأتي في ظروف خاصة، كونه يمثل حافزاً معنوياً لجميع اللاعبين، ويشجعهم على إبراز قدراتهم ومهاراتهم، وتأكيد جاهزيتهم الفنية والبدنية والذهنية، مشيراً إلى أن الوحدة يبقى منافساً كبيراً بتاريخه الذي لا علاقة له بنتائجه هذا الموسم، وتراجع مركزه على لائحة الترتيب، فالمهم أن نأخذ الأمور على محمل الجد والحذر، ونحترم طموحات الطرف المنافس، وأن نسعى إلى عدم ارتكاب أي أخطاء في مواجهته .
وأضاف: «يتحدث البعض عن أن هناك ترتيبات خاصة لمواجهة الوحدة، ولكن المؤكد أنني لن أنتظر حلول شهر أبريل من العام المقبل موعد مباراة الإياب أمام الوحدة، حيث إننا نضع في تقديرنا وحساباتنا أهمية جميع المباريات، ونطمح إلى حصد النقاط الثلاث.
ولفت مدرب العين نظر لاعبيه إلى أهمية عدم الالتفات والانسياق وراء التصريحات التي يصدرها البعض، بغرض إيهامهم بأنهم حسموا الصراع على لقب بطولة الدوري، وقال كوزمين: «سمعت أن مدرب النصر الإيطالي والتر زنجا تحدث في تصريح له عقب الجولة الأخيرة بطريقة لا تخلو من الذكاء، حيث أشار إلى استحالة إيقاف زحف العين نحو الصدارة، إلا عن طريق « إشارات المرور»، وأريد تذكير اللاعبين بعدم الاهتمام بمثل هذه التصريحات، وتجاوزها ومحاولة الاستفادة منها، وأن لا يتركوها تؤثر في طموحاتهم، أو تدفعهم إلى مجرد التفكير بأن البطولة باتت محسومة، وفي كثير من المناسبات أحرص على توعيتهم بخطر مثل هذه الأمور، ومطالبتهم بعدم منحها أي قدر من الاهتمام، حيث هناك من يسعى إلى التأثير على أفضلية العين في البطولة بشتى الطرق».
وقال كوزمين: «لا شك أن الوحدة يضم عناصر متميزة، ما يدعو إلى أهمية التركيز في مواجهته، بالرغم من غياب إسماعيل مطر بقيمته الفنية الهائلة، فهو لاعب ذكي ورائع بدرجة كبيرة، وسبق لي أن أشرفت على تدريبه عندما انضم إلى صفوف السد القطري، ويتوجب علينا أن نتذكر ما فعله لاعبو الوحدة في المباريات الماضية، للعودة إلى وضعهم الطبيعي مجدداً وتصحيح صورتهم، وتابعت مبارياتهم أخيراً، حتى أقف على حالة الفريق الفنية، ويبقى من المهم التذكير مرة أخرى بأهمية احترام المنافس وعدم التقليل من خطورته.
وحول تراجع المردود الفني للمهاجم الغاني أسامواه جيان، قال: «ربما يعود ذلك إلى تأثره بوفاة والدته التي رحلت مؤخراً، أثر حادث أليم، ولكنه يسعى بشتى الطرق لتجاوز هذه المرحلة، وسوف ينجح في ذلك لأنه لاعب مخلص، لدرجة أنه لا يكتفي بالتدريبات مع الفريق، بل يقوم بتدريبات خاصة، لمزيد من الجاهزية البدنية، ولذلك تبدو الأمور رائعة بمرور الوقت وسوف ينجح أسامواه في متابعة ظهوره الرائع مع العين.
من ناحية أكد الكرواتي برانكو إيفانوفيك مدرب الوحدة أن مشاكل فريقه المتمثلة في النقص الحاد في العناصر الأساسية، بسبب الإصابات والإيقاف، لن يجعل «العنابي» يذهب إلى العين بيد فارغة، بل لتقديم المستوى المتميز، ويبحث عن النتيجة الإيجابية، وأن مواجهة الفريقين قمة كبيرة في الدوري، وستكون قوية بغض النظر عن وضع فريقه.
وقال برانكو «إن مشكلتنا معروفة، وهي أننا لا نستطيع اللعب بتشكيلة ثابتة، بسبب الغيابات المتتالية، لكن ذلك ليس مبرراً للتهاون أو التراخي، لأننا حضرنا المجموعة الموجودة بشكل جيد، وأنا أثق في أنهم سوف يعملون بكل طاقتهم خلال المباراة، وأن يقدم كل منهم الجهد المضاعف ولست متخوفاً من المواجهة».
وأضاف: «خسرنا حتى الآن 5 مباريات في الدوري، لكن هدفنا دائماً هو تحقيق الفوز، وأعتقد أننا رغم ذلك قمنا بعمل كبير، وكنا في أحيان كثيرة لا نستحق أن نخسر النقاط، ونجحنا في بناء فريق جيد، يمكنه أن يقدم المتوقع منه، رغم ظروفه الحالية وسوف نواصل العمل في الاتجاه ذاته».
وعما إذا كان سيلعب للتعادل قال برانكو: «سنكون راضين جداً لو خرجنا بنقطة من المباراة، خاصة أنها على ملعب العين المتصدر، لكن في داخلي لن أكون سعيداً، إلا بالحصول على نقاط اللقاء كاملة، وما أؤكده أننا نعمل على الخروج منتصرين، بصرف النظر عن أي نقص، وأنا شخصياً لا أحب البكاء على غياب مفاتيح لعب مهمة، مثل إسماعيل مطر وسردان، وأركز مع المجموعة الموجودة، وكما أكدت فإن ثقتي فيها كبيرة وأدفع بـ11 لاعباً وسوف يقدمون أفضل ما عندهم، ويجب عليهم ألا يشعروا بالخوف، وأن يستمتعوا بلعب المباراة».
وعن العين قال برانكو: «هو فريق كبير لا يحتاج للحديث عنه، فهو حامل اللقب والمتصدر للبطولة، ويملك لاعبين من نوعية عالية الجودة في جميع خطوط لعبه، وبصفة خاصة نجمه عمر عبد الرحمن ومهاجمه الغاني أسامواه جيان اللذين يصنعان الفارق، وأرى أن أسامواه أفضل مهاجم في منطقة الخليج، وليس في الدولة فقط، كما أنه اسم كبير في القارة الأفريقية، ويملك خبرات كبيرة للعبه في الدوري الإنجليزي، وعلينا الحد من خطورته.
الغيابات
العين (الاتحاد) ــ يستضيف العين منافسه التقليدي الوحدة، وهو مكتمل الصفوف، وتخلوا القائمة من الإصابات أو الغيابات بسبب البطاقات الملونة، ما يؤكد أن «الزعيم» سوف يخوض اللقاء بالعناصر نفسها التي حققت الفوز على بني ياس على ملعبه في الجولة الماضية.
في المقابل، ما زالت لعنة الإصابات تطارد فريق الوحدة، وواصلت عادتها الأسبوعية، بتعرض المدافع هيثم عتيق للإصابة بالرابط الصليبي، يغيب بسببه حتى نهاية الموسم، لينضم بذلك إلى قائد الفريق إسماعيل مطر ومحمود خميس وسالم جاسم ومحمد الشيبة وراشد لاهي وعامر عمر للإصابة، بجانب الكرواتي سردان الذي يغيب للإيقاف، بعد حصوله على الإنذار الثالث في لقاء الجولة الماضية أمام الظفرة.
التدريب الأخير
العين (الاتحاد) ــ خضع لاعبو العين مساء أمس للتدريب الأخير الذي جرى على ستاد طحنون بن محمد بالقطارة، حيث حرص على وضع اللمسات الأخيرة على خطة اللعب التي يواجه بها «العنابي» ووضح اطمئنان الروماني أولاريو كوزمين مدرب «البنفسج» على هضمها وتنفيذها بدقة من اللاعبين، بجانب التأكد من جاهزية جميع العناصر الأساسية والبدلاء من الناحيتين الفنية والبدنية.
من ناحية أخرى، لم تشهد التدريبات الأخيرة في الوحدة خروجاً عن النمط المألوف، وسعى الجهاز الفني لإعادة ترتيب أوراق الفريق، وتعويض بعض الغيابات، مع تنظيم الخطوط الخلفية بشكل لا يتحرك مساحات لتحرك المنافس، خاصة في ملعب «العنابي»، ولم يهمل برانكو الجانب الهجومي، من خلال التوازن بين الدفاع والهجوم.
مطر يمنحنا الثقة من خارج الخطوط
سانتو: الروح فقط عامل الحسم واللقاء تحدٍ خاص علينا أن نخرج منه مرفوعي الرأس
أبوظبي (الاتحاد) ـ قال عيسى سانتو مدافع الوحدة «إن قوة العين في جميع خطوط لعبه، لا يختلف عليها اثنان، كما أنه أثبت ذلك عملياً في بطولة الدوري، حيث إنه يحلق بصدارة المسابقة، بفارق مريح عن أقرب منافسيه، ولكن في الوقت نفسه، لابد أن ندرك تماماً أن مباريات «الكلاسيكو» بين الوحدة والعين يحسمها عامل الروح القتالية في الملعب، وليس أي عامل آخر، أو معطيات سبقتها والعين يعلم ذلك جيداً».
وأضاف: «المباراة ليست فقط لقاء كبيرا له تاريخ، ونكهة خاصة تميزه عن بقية المباريات، لكنها تعني لنا هذه المرة التحدي الخاص، علينا أن نكسبه، ويجب أن نخرج منه مرفوعي الرأس، رغم الظروف التي نعيشها، بسبب الإصابات المتواصلة في كل مباراة أو الإيقافات، وكما أن المواجهة فرصة لنا، لكي نبرهن على قدراتنا، وأننا نستطيع تعويض النقص الكبير في الفريق».
ويرى عيسى سانتو أن وجود قائد ونجم الفريق إسماعيل مطر في الملعب، حتى لو لم يشارك يمنح المجموعة التي تدافع عن ألوان «العنابي» ثقة كبيرة، ويعتبر عاملاً محفزاً لهم، وأنه شخصياً كان يتمنى أن يتواجد مطر في اللقاء، وأن يعلم أن مطر كان يستطيع المشاركة مع الإصابة بنسبة 50% فقط، لأصر على خوض المواجهة.
وأضاف: «نقاتل في المباراة، لأننا نعتبر أن الفوز الذي حققناه على الظفرة في الجولة الماضية كان معنوياً، وسوف نبذل كل جهدنا لتحقيق الفوز على العين المتصدر، لأن ذلك سيكون بمثابة عودة قوية للمنافسة، وفي توقيت جيد من عمر المسابقة».
وقال أنهم كلاعبين ليسوا راضين عما قدموه في اللقاء السابق، رغم الفوز الجيد، ويسعون لتقديم الأفضل أمام العين، وأن كل اللاعبين على قلب رجل واحد، ويدركون جيداً أهمية المباراة، دون تنبيه أو تذكير من أحد، وأن «الكلاسيكو» مناسبة ليبرهن بعض اللاعبين في الفريق على أنهم مقاتلون أقوياء، وأن اللقاء السابق الذي جمع الفريقين هذا الموسم انتهى بالتعادل بعد عرض جيد، ويعملون على أن يخرجوا بنتيجة إيجابية بكل ما يملكون من قوة اليوم.
هلال سعيد: أتمنى أن أواصل مع «البنفسج» مشوار التفوق على «أصحاب السعادة»
العين (الاتحاد) ــ أكد هلال سعيد قائد فريق العين أنه واجه الوحدة من قبل مرات عديدة في مرحلته الأولى مع العين، كما لعب أمامه أكثر من أربع مباريات بقميص الجزيرة، إلا أنه خلال مواجهات الجزيرة والوحدة لم يخسر إلا مرة واحدة فقط، في الموسم الأول له مع «الفورمولا»، ويتمنى أن يواصل مع «الزعيم» مشوار التفوق على ضيفهم «العنابي» بجهود وتركيز زملائه اللاعبين، وروحهم القتالية العالية وحماسهم عندما يلتقيان مساء اليوم بالقطارة.
وقال هلال سعيد: «فريقنا كامل العدد، ولا يعاني من أي نقص، حيث إن المدرب أولاريو كوزمين يجد القائمة كاملة بين يديه، لاختيار التشكيلة المثلى، والعناصر الأفضل من أساسيين وبدلاء لهذا اللقاء المهم، وبالطبع نواجه منافسنا وفق التكتيك الذي يحدده المدرب، ونأمل أن نطبقه بحذافيره، وكما هو معروف لكل مباراة تكتيكها الخاص يضعه المدرب حسب قوة المنافس، والعين يلعب دائماً بالطريقة والأسلوب نفسه، مع بعض التغييرات أحياناً، وفق ما تقتضيه الظروف».
وأضاف: «من المؤكد، وفي ظل النقص العددي الذي يعاني منه الوحدة، فإنني أتوقع أن يلعب الفريق الضيف في مباراة اليوم بأسلوب دفاعي، ويعتمد على الهجمات المرتدة طمعاً في العودة من «دار الزين» بنقطة.
وأضاف: رغم أن هذا هو السيناريو المتوقع، إلا أنني أتمناها أن تكون مباراة مفتوحة لمزيد من المتعة والإثارة، كما أن غياب عدد من عناصر الوحدة من الأساسيين سيكون دافعاً قوياً للبدلاء لمحاولة إثبات وجودهم وتقديم أفضل ما لديهم، ومن جانبنا نسعى لحصد كامل النقاط في اللقاء حتى ننهي الدور الأول من دوري المحترفين وفريقنا يعتلي القمة.
عدد اليوم
