من المهد إلى اللحد..
أرفع قبعتي احتراماً لمقالة زميلنا وأستاذنا عصام سالم في ''الاتحاد الرياضي'' يوم الأحد والتي أعطاها عنوان ''الإعصار وتوابعه''، فهو وضع الإصبع على الجرح وتحدث عن أشياء كانت تبدو من المحظورات سابقاً··· ولم أفهم أصلاً لماذا يستثني الاتحاد الدولي الإمارات من قوانين نافذة تعمل بها معظم دول العالم وحتى محاولة الأستاذ يوسف السركال إقناع الفيفا بفترة سماح لمدة سنتين، فهي جاءت مع احترامي للخطوة إلا أنها في مصلحة الأندية قبل أن تكون في مصلحة اللاعبين، لأن من حق اللاعب أن يجد الأفضل له ولمستقبله، ومن حقه أن يستفيد من القوانين التي وضعت أساساً لحماية الأندية وحماية اللاعبين من الاحتكار أوالاستغلال، فلا اللاعب بقادر على خرق عقده واستغلال نجوميته التي قد تتجلى وتظهر بقوة بعد توقيعه لعقده، ولا النادي بقادر على وضع اللاعب في الزاوية وإجباره على مبالغ قد تكون أقل مما يستحقها··
من حق أي ناد أن يبحث عن مصلحته، وكذلك من حق أي لاعب أن يفعل المثل، شريطة أن يكون الجميع تحت سقف القانون، وأذكر أن الفتى الجامايكي جون بارنز وقع مع واتفورد مقابل طقم من الألبسة، أما وين رووني فوقع مع مكتشفيه في إيفرتون حيث كان يحلم أن يلعب وهو القادم من بيئة فقيرة جداً مقابل ثمانين جنيهاً استرلينياً أسبوعياً وهو دون الحادية عشرة من عمره···
وبعد انتقاله للفريق الأول وتحديداً يوم لقاء إيفرتون مع آرسنال في 19 أكتوبر من عام 2002 (وكان عمره 16 سنة و360 يوماً) ورغم أنه دخل في الدقيقة الثمانين إلا أنه سجل في مرمى ديفيد سيمان فهزم آرسنال بهدفين لهدف، وأنهى ثلاثين مباراة للغانارز بدون هزيمة، فبات هدفاً لصائدي المواهب بعد أن أصبح رسمياً أصغر لاعب في تاريخ الدرجة الممتازة يسجل هدفاً··· (الرقم انتقل لاحقاً إلى جيمس ميلنر لاعب ليدز ثم جيمز فوغان لاعب إيفرتون)·
في إنجلترا يجب أن يكون اللاعب في السابعة عشرة من عمره حتى يوقع عقداً احترافياً رسمياً، وهو ما فعله رووني مع إيفرتون··· وبعد تألقه في كأس أمم أوروبا عرض عليه إيفرتون 12 ألف جنيه إسترليني إسبوعياً لمدة ثلاث سنوات فرفض وكيل أعماله لينتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل صفقة إجمالية بلغت 49 مليون جنيه إسترليني أي حوالي مائة مليون دولار بأسعار اليوم ووصل راتب رووني إلى 755,51 جنيه إسترليني إسبوعياً··· أي أن ناديه استفاد، وهو استفاد، وكلاهما تحت مظلة القانون····
ليس هناك ظلم في قانون الفيفا، وعلى الجميع أن يتعلم كيف يستفيد من هذا القانون، إما من خلال اكتشاف المواهب وبيعها بالنسبة للأندية الفقيرة والغنية، أومن خلال استغلال هذه المواهب بالنسبة للاعبين، وطالما نتحدث عن احتراف حقيقي وكامل فسيأتي قريباً على كرة الإمارات فليتهيأ الجميع لهذا منذ الآن····
عدد اليوم
