الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عمر غباش: مسرحنا المحلي انطلق رغم كل الحواجز والتحديات

عمر غباش: مسرحنا المحلي انطلق رغم كل الحواجز والتحديات
21 ديسمبر 2011 00:14
استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بثقافية الشارقة مساء أمس الأول بسوق العرصة التراثي الفنان المسرحي عمر غباش في ندوة حملت ملامح وصور عديدة لتجربة غباش المسرحية الطويلة التي توثق لمنابع وشرارات ذاكرة المسرح المحلي بكل تفاصيله الأولى وبكل الإحباطات والإنجازات التي رافقته منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي ووصولا للمراحل الزاهية والمتوهجة التي قطعها المسرح الإماراتي حالياً. قدم للندوة المسرحي السوداني السيد أحمد وحضرها لفيف من المسرحيين والإعلاميين، واستعرض أحمد في بداية الندوة جوانب ومحطات من السيرة الأكاديمية والمهنية والإبداعية التي كوّنت النسيج الفني والهوى الشخصي الذي ربط غباش بعالم المسرح وبكل تحدياته وتشعباته ومساراته المتداخلة مع مسيرة المسرح المحلي منذ بداياته المتواضعة وحتى وصوله لمرحلة ساطعة من النضج والتطور على مستوى الفعاليات والمهرجانات وعلى مستوى العطاءات الإبداعية المتميزة على خشبة المسرح في المناسبات المحلية والخارجية. واستهل عمر غباش حديثه باسترجاع مشاهد بعيدة وغائرة في الماضي، ولكنها بالنسبة له مازالت حاضرة وحية وكأنه يعيش تفاصيلها ولحظاتها بدقة وانتباه واستعادة بصرية وذهنية ماثلة فيه، حيث تطرق للحظة ارتباطه بالمسرح عندما كان يرتاد المكتبة العامة بدبي في منطقة “الراس”، وحصل فيها على مخزون وافر من القصص والمجلات والصحف والروايات والقصائد، وهو مخزون شكل معينا خصبا لوعيه الفني والثقافي تجاه ما يحيط به من أحداث وتقلبات وانشغالات موصولة بدهشة الطفولة وشغف البحث والاكتشاف. وأشار غباش إلى أن أول عمل مسرحي قدمه كان مع المخرج عبدالكريم جواد وحملت المسرحية عنوان “واو فاء قاف” اختصارا لعبارة “ الواسطة فوق القانون”، ثم قدم مسرحية “سلطان والحرامي” وهو ما زال في مرحلة الدراسة الإعدادية، وقال غباش “إن تعرفه بعد ذلك على مخرجين وفنانين مثل عبدالله السعداوي من البحرين، ومحسن محمد من مصر وعبدالإله عبدالقادر من العراق، بالإضافة إلى الجيل المؤسس للمسرح الإماراتي مثل عبدالله المناعي ومحمد يوسف وسيف المري وعلي العبدول وعبدالله بن سوقات، جعله محاصرا بجو المسرح ومهموما بتقديم أعمال لافتة وقوية رغم كل الصعوبات والحواجز الاجتماعية التي رافقت انطلاقة المسرح المحلي في بداياته”. وعرج غباش بعد ذلك على تجربته مع النادي الأهلي وتكوين فرقة “المسرح التجريبي” التي ضمت عددا من الفنانين الهواة المتحمسين لهذا الفن الجديد من اجل تأكيد حضوره في المكان، حيث قدمت الفرقة مسرحية “أغنياء ولكن” تحت إدارة المخرج محسن محمد الذي كان له دور كبير ــ كما أكد غباش ــ في إقحام المجموعة داخل اللعبة المسرحية بكل ما تحمله من عناصر التخييل والاسترخاء والإلمام بأسرار الأداء التمثيلي واستغلال فضاءات الخشبة. وكان أول عمل ناضج له ـ كما أشار غباش ــ هو مسرحية تم اقتباسها من نص “نهر الحنون” لتوفيق الحكيم، حيث كانت بروفات المسرحية تقام في الصحراء وعلى أضواء السيارات، نظرا لعدم وجود مقر جاهز أو مكان مناسب لإقامة هذه البروفات في امارة الشارقة. ثم تحدث عن مرحلته الاكاديمية ودراسته لفنون المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية والتي توجها بتحويل نص ليوجين يونيسكو إلى عمل مسرحي كمشروع لتخرجه من الجامعة في العام 1987 . وتطرق غباش بعد ذلك إلى مشاركته العديدة التي بدأت مع أول مهرجان للمسرح المدرسي، أقيم بالشارقة عام 1979 وهناك تعرف على الفنانين إبراهيم سالم وحميد سمبيج وعبدالله أبو عابد، كما شارك في أول مهرجان للمسرح التجريبي في القاهرة. وفي نهاية حديثه أشار غباش إلى أنه لم يحصر أسلوبه الإخراجي في إطار واحد وثابت، لأن المسرحي في النهاية ــ وكما قال ــ يجب أن يخلق نوعا من التجديد والتجريب والتنويع في إسهاماته الفنية والفكرية التي تدلل على رؤى إخراجية تتواصل مع المناهج والمدارس المسرحية المختلفة مثل المسرح الفقير والمسرح التجريبي والمسرح السياسي والمسرح الأسود، وغيرها من الأنماط والاتجاهات التي تؤكد غنى وثراء فن المسرح في كل زمان ومكان.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©