السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سراب.نت» فيلم جريء لمنصور الظاهري ينافس على «المهر الإماراتي»

«سراب.نت» فيلم جريء لمنصور الظاهري ينافس على «المهر الإماراتي»
10 ديسمبر 2012
انطلقت فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، مساء أمس، في دورته التاسعة في مدينة جميرا، والتي تستمر على مدار ثمانية أيام حافلة بحضور نجوم عالميين وعرب، وبمشاركة 158 فيلماً، من 61 دولة، من بينها 50 عرضاً عالمياً أول، يستهلها فيلم افتتاح المهرجان «حياة باي» الذي يُعرض بالتقنية ثلاثية الأبعاد. كما تتنافس عشرات الأفلام في مسابقات الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الوثائقية (15 فيلماً)، وأفلام المهر العربي (16 فيلماً)، وأفلام المهر الإماراتي.. وقال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان: «تتميّز هذه الأفلام بجودة فنية عالية، لها أن تمنحنا مساحة لمعاينة الجديد والمُتجدّد في الإبداع العربي، وأساليب المقاربات الفنية للواقع العربي، بالتناغم مع قدرة السرد السينمائي على قراءة الحاضر الذي يضيء على المستقبل». ضمن مسابقة أفلام المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي، يشارك المخرج الإماراتي منصور الظاهري بفيلم «سراب نت»، والذي يطرق باباً قد يكون قلة من السينمائيين طرقوه قبلاً، حيث يناقش المخرج الظاهري الذي حاز العديد من الجوائز المحلية الدولية أحد أهم القضايا الاجتماعية بجرأة لا تخلو من تشويق في فيلمه» سراب.نت»، حيث يحاول إيصال رسالة تحذيرية هادفة إلى المجتمعات العربية عن الجرائم الإلكترونية التي تقع في عالم الإنترنت ولم تلق اهتماماً جدياً يحد من مخاطرها وتبعاتها التي تؤثر على البيئة الشرقية، ويعرض في العالم الافتراضي الطرق الملتوية العابثة لبعض الشباب المستهتر الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الفتيات الباحثات عن فارس الأحلام الذي لم يجدنه في في حياتهن العادية والتي يعشنها يومياً، ليحوّلهن عبث أولئك الشبان وطيشهم إلى ضحايا. ضحايا الإنترنت ويستعرض فيلم «سراب.نت» فلسفة قديمة متجددة في محيط الإنترنت ينتقد فيها إساءة استخدام وسائل الاتصال الحديثة، لتتحول إلى أداة ضارة في أيدي هؤلاء الشبان واستخدامها للإيقاع بضحاياهم من خلال إنشاء علاقات حب مزيفة، لا تراعي عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيشه، ويوضح كيف أصبح الإنترنت أداة خطر كبيرة في يد من يسيء استخدام الوسائل التقنية عوضاً أن يستخدمها للمنفعة العامة. ويقول الظاهري عن فيلمه :»حاولت في هذا الفيلم «مدته نصف ساعة» إيصال رسالة شديدة الأهمية إلى مجتمعاتنا، ابتدأت هذه الرسالة من عنوان الفيلم الذي يحذر مرتادي عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في انها ليست سوى عالم خيالي يتخفى به المجرمون المستغلون لهذه المواقع، خاصة مواقع الزواج، متربصين بشر مستطير مختف خلف شخصيات برئية، للإيقاع بمن يبحثن عن ضالتهن وهو فارس الأحلام المنتظر للهروب من الزواج التقليدي»، وعن المحتوى من المشاهد يضيف الظاهري: «يحتوي الفيلم على مشاهد سوداوية لا تخلو من الجرأة في الطرح لتوصل المضمون المخفي والذي قد يتحاشاه البعض». جرائم الشرف ويستعرض الفيلم المشاكل الاجتماعية التي تنشأ من الجرائم المتعلقة بالشرف، حيث يستغل الشباب اللاهي العابث عامل خوف الفتيات من تحولهن إلى ضحايا في مجتمع متشدد خوفاً من جرائم الشرف المرتبطة بالفضائح دائما، ليقعن ضحايا وحوش بشرية ويفضلن ستر الفضائح، مما يضطرهن للبقاء صامتات رعباً من المستقبل المجهول الذي قد يواجهنه في حال انكشفن على الملأ مما يكون سببا لانجرارهن إلى أخطاء قد تكون أكثر خطورة. وبناء على هذا الرعب المرافق لتستر الفتيات على أنفسهن يطرح الظاهري فرضية في غاية الأهمية بغض النظر عن ملاءمتها للمجتمع العربي وهي تساؤل فيما لو لم يكن هناك تشدد في المجتمع، وماذا لو لم يكن هناك خوف وذعر من جرائم الشرف الذي يضطر الفتيات للسكوت على استغلالهن وابتزازهن، فهل سينجح الشباب العابث في الإفلات من العقاب على جرائمهم، وهل سيكون بمقدورهم استغلال هذه المواقع متسلحين بالهلع المترافق للفتيات من هول مصيبة الفضيحة. مواهب تمثيلية تميز فيلم «سراب.نت» بالإضافة إلى السيناريو والحبكة بأنه وكأول فيلم إماراتي احتوى على ما يقارب 15 ممثلا إماراتيا حديثي التجربة، تم تدريبهم مؤخراً من خلال انتسابهم للمعاهد المسرحية وحصولهم على دبلوم التمثيل، حيث لم يسبق لمعظم المشاركين التمثيل في أي من الأفلام السينمائية، وذلك في تجربتهم الأولى، التي كانت حافزاً استفز مشاعرهم لتقديم أداء مميز لاندماجهم بالمشاهد التمثيلية ولإيمانهم بقضية الفيلم والرسالة الموجهة إلى المجتمعات العربية. ويشرح الظاهري هذا الاندماج من خلال الجميع بأنهم طاقم عمل الفيلم بجميع كوادره كانوا على قلب شخص واحد، حيث لم تخل المشاهد التمثيلية من مشاهد حقيقية الانفعال بسبب حالة التقمص الشديد والانصهار بالشخصيات لدرجة البكاء والتأثر النفسي للممثلين، وحرص الظاهري على العمل بقرب من كل شخصية وكل ممثل حتى يستطيع إخراج أقصى ما عند كل ممثل من أداء طبيعي للشخصيات. وعن صعوبات التصوير التي رافقت الفيلم يقول الظاهري: «لقد كان عملنا مضنياً وهذا شيء طبيعي ومتوقع في عالم السينما، لقد استغرق التصوير في بعض الأيام ما يقارب 16 ساعة يوميا، والجميل أثناء التصوير هو الحماس الذي تشرب به الجميع بمن فيهم الطاقم التقني الذين كانوا يعملون دون كلل أو ملل لإنجاز الفيلم والانتهاء بأسرع وقت، كان عملاً مليئاً بشغف حقيقي». وظهور منصور الظاهري بهذا المستوى، يبشر بولادة مخرج إماراتي سيحدث طفرة في الساحة السينمائية الإماراتية، وسيغير الكثير من خريطة العمل الفني في العالم العربي. الظاهري الذي نال فيلمه الأخير «عيال الصقور ما تبور»، الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام الإماراتية الوثائقية في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته قبل الماضية، يختزن في رصيده أكثر من 20 فيلماً قصيراً، وهو أحد القلائل في العالم العربي ممن يمتلكون أساليب ووسائل العمل الهوليوودي، بعد أن حصل على ماجستير في صناعة الأفلام من الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة لامتلاكه العديد من الصداقات في محيط العمل. مشاركة للمرة الأولى تعتبر هذه المشاركة الأولى التي يشارك بها الظاهري في مهرجان دبي السينمائي الدولي، علماً أنه شارك في مهرجانات دولية سابقة، فقد حصل على جائزتين في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام وذلك عن أفضل فيديو موسيقى وأفضل زي في الكليب الوطني الإماراتي «عيال الصقور ما تبور». ويقول الظاهري إنه لم يتأخر في المشاركة بمهرجان دبي السينمائي، ولكنه انتظر الوقت المناسب للدخول في غمار المنافسة لمهرجان يعد الأفضل عالميا والمصنف دولياً وذلك من خلال فيلم جريء يطرح قضايا يتطرق إليها من وجهة نظره للمرة الأولى، ولأن مهرجان دبي السينمائي بحسب وجهة الظاهري هو الوحيد الذي يطرح الأفلام الأفضل فنيا مع توفير بيئة خصبة لصناع الأفلام من خلال سوق دبي السينمائي الذي يهدف بشكل رئيسي إلى جمع العاملين في صناعة السينما على مختلف خلفياتهم ومشاربهم، وتأمين البيئة المناسبة لتجارة وتوزيع الأفلام من مختلف بلاد الدنيا، فكان عليه أن يشارك بفيلم مجهزاً ليدخل المنافسة بشكل قوي يستحق المشاهدة ويطرح قضية شائكة تجعل من هذا الفيلم حديث المدينة، خاصة أن إدارة المهرجان تلتزم بترويج الأفلام التي تصنف تحت فئة «سينما العالم» وخصوصا الأفلام العربية والآسيوية والأفريقية. منافسة قوية ويؤكد الظاهري أن المنافسة لن تكون سهلة لأن الأفلام الإماراتية المشاركة في المهرجان قوية جداً، موضحاً: «ستكون الأفلام الإماراتية مفاجأة المهرجان هذه الدورة من ناحية الجودة وذلك من خلال معرفتي بقدرة وإمكانات صناع الأفلام الإماراتيين المشاركين والمستوى العالي والراقي الذي وصل إليه المخرج والفنان الإماراتي بفضل الأرض الخصبة ذات البنية التحتية القوية التي صقلها الاحتكاك بجميع صناع الأفلام العالميين والإقليميين الموجودين على أرض الدولة» ويشير الظاهري إلى الدعم الذي الذي تقدمه الدولة من خلال أعلى مستويات التعليم العالي للجميع في محاولة لاستخراج طاقاتهم الإبداعية، ويضرب مثالا على ذلك في برنامج «مبدعون» الذي يعتبر فرصة ومساحة لكل مبدع تستقطبه الدولة وتساعده بتذليل الصعاب التي يواجها هذا المبدع الإماراتي. يقول الظاهري إنه سيستمر في صناعة الأفلام الهادفة المرافقة لطرح رسائل للمجتمعات العربية بغض النظر عن الصعوبات التي قد يلاقيها، لأنه يرى أن هدف الأعمال السينمائية والتلفزيونية إجمالاً هو توعية جميع شرائح المجتمع بقضاياه المحيطة من خلال التشويق و»الأكشن» الذي اعتاد عليه المشاهد. ويؤكد أنه سيعمل دائماً على إظهار الموروث الإماراتي للدولة، ويقول «سأبقى على الطريق الذي انتهجته منذ البداية في إيصال الموروث الإماراتي للعالمية، ونريد لأجيالنا أن تتعرف إلى تاريخنا من خلال السينما أيضاً وليس من خلال الورق فقط». الجائزة الأهم حصل المخرج الإماراتي منصور الظاهري على عدة جوائز عالمية، لكن أهمها كما قال: حصول فيلم «عيال الصقور ما تبور» على جائزة المركز الأول في مسابقة الأفلام الإماراتية الوثائقية، ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة، وقد توقعنا فوزه لما تحمله فكرة الفيلم من تقدير وانتماء للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، الذي زرع بذور الحب والعطاء على أرض هذا الوطن، موضحاً: تدور القصة حول مآثر وإنجازات المغفور له الشيخ زايد في وطننا الغالي الإمارات، منذ التأسيس بطريقة سينمائية وثائقية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©