الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شيفرون» تعيد النظر بمشروع نفط بحري في المملكة المتحدة

«شيفرون» تعيد النظر بمشروع نفط بحري في المملكة المتحدة
20 ديسمبر 2013 21:10
قالت عملاقة النفط الأميركية شركة شيفرون مؤخراً إنها بصدد إخضاع مشروع تطوير المياه العميقة البريطاني للمراجعة، حيث قالت إن ارتفاع تكاليفه قد لا يجعل استمراره مجدياً. وقالت الشركة إن زيادة تكاليف عمليات الحفر البحري وخطوط الأنابيب وغيرها من المعدات والأنشطة الأخرى ذات العلاقة تعني أن المشروع المسمى «روزبنك» لا يشكل حالياً عرضاً ذا فائدة اقتصادية تبرر المضي قدماً في استثمار بهذا الحجم. وإذا ما ألغي هذا المشروع فسيكون بمثابة ضربة لصناعة النفط البحرية الأوروبية خصوصاً في بريطانيا. وقالت ستاسي أولسون مدير عام شيفرون لتطوير الأصول في أوروبا إن البيانات المالية التي تلقتها الشركة في الأشهر القليلة الماضية دفعت إلى ذلك التغير، مشيرة إلى أنه نظراً لزيادة التكاليف تحتاج الشركة إلى وقت للمراجعة للتأكد من إمكان تغلب مشروع روزبنك على العوائق الاقتصادية. غير أن أولسون لفتت الانتباه إلى أن شيفرون لم تتخل بعد عن مشروع روزبنك، وقالت إنها لا تتحدث سوى عن شيفرون التي تبلغ حصتها 40% في المشروع الذي تمتلك فيه شركة أو أم في النمساوية وشركة دونج اينرجي الدنماركية حصصاً متفاوتة أخرى. ويعتبر ذلك التصريح دليلاً آخر على الضغوط التي يمارسها المستثمرون على شركات النفط لتقليص المتطلبات الرأسمالية الكثيفة، فيما تتوجه عمليات الاستكشاف البحري إلى مياه أكثر عمقاً وأشد مخاطرة. وقال فاضل غيث المحلل في أو بنهايمر اندكو في نيويورك: «زاد الإنفاق الرأسمالي لجميع الشركات ولكن الربحية لم تزد»، وتوقع غيث أن تتعرض المشاريع الحديثة باهظة التكلفة لمشاكل لو هبطت أسعار النفط إلى 70 دولاراً أو 80 دولاراً للبرميل. يذكر أن خام برنت مزيج بحر الشمال يُتداول سعره حالياً فوق 110 دولارات للبرميل. زاد الإنفاق الرأسمالي لشركة شيفرون بنسبة 27% خلال الأشهر التسعة الأولى لعام 2013 مقارنة بالعام الماضي إلى 28?9 مليار دولار، فيما تقوم الشركة بتطوير مشروعات في أستراليا ومياه خليج المكسيك العميقة، وقالت أولسون: «إن الأمر لا يتعلق برأسمال محدود، فبالنسبة إلى شيفرون لابد لكل مشروع أن يدر حداً أدنى من العائد الاقتصادي، ولا يحقق مشروع روزبنك هذا الشرط حالياً». يذكر أن سهم شيفرون تغير قليلاً إلى 123.5 دولاراً في الجمعة 22 نوفمبر ظهراً في نيويورك، غير أن غيث ذكر أنه في 14 نوفمبر ارتفع سهم الشركة بنسبة 10% في عام واحد متجاوزاً نسبة 6% التي تشكل متوسط ارتفاع أسهم نظرائها. وتعتبر شيفرون ضمن أكثر الشركات ربحاً لكل برميل في قطاع النفط نظراً لأن إنتاجها يأتي في المقام الأول من النفط وليس من الغاز الذي تراجعت أسعاره في السنوات القليلة الماضية. ورغم استمرار الشكوك في مستقبل جدوى صناعة النفط البحرية شمالي إسكتلنديا، إلا أن صناعة النفط البريطانية عموماً تحقق نجاحات نسبية، ذلك إن إجمالي الاستثمارات في مشاريع النفط هذا العام البالغ نحو 13.5 مليار جنيه أسترليني (21.9 مليار دولار) يعتبر رقماً قياسياً، غير أن الإنفاق يخفي مشاكل خطيرة، بحسب دراسة أجراها لحساب الحكومة البريطانية سير ايان وود مؤسس مجموعة وود جروب شركة الخدمات النفطية المتمركزة في أبردين إسكتلنديا. وقال وود إن الإنتاج انخفض بنسبة 38% في السنوات الثلاث الأخيرة في قطاع النفط البحري البريطاني، وإن تراجع الإنفاق على عمليات الاستكشاف أدت إلى اكتشاف أقل من 50 مليون برميل في عام 2012 وهو حجم شديد التدني، بحسب وود، فإذا استمر الحال على هذا النحو ستتعرض صناعة النفط البريطانية إلى أزمة. واجهت شيفرون صعوبات تطوير حقل روزبنك منذ اكتشافه في عام 2004 على عمق 3600 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي غربي جزر شتلند، وتعتبر هذه المنطقة الواقعة قبالة الساحل الإسكتلندي حالياً أهم مناطق استكشاف النفط البريطانية، وبجانب عمق البحر الشديد عند حقل روزبنك تتطلب التركيبات هناك تصاميم تتحمل أحوالاً بالغة القسوة كالأمواج التي قد يبلغ ارتفاعها 100 قدم. وما يزيد الطين بلة أن مكامن النفط تقع أسفل طبقة من البازلت، الأمر الذي يصعب اكتشافها من خلال استخدام تقنية القياسات الزلزالية، وقال ستنوارت كلاين مدير المشروع في مقابلة أجريت الصيف الماضي إن شيفرون وشركاءها أنفقت مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية على عمليات الحفر وأعمال التصميم وجهود فهم الحقل. وأضاف كلاين أن شيفرون حصلت على إعفاءات ضريبية جيدة من الحكومة البريطانية زادت من جدوى روزبنك المالية. ويتمثل أحد العيوب في أن الكمية المقدر استخراجها من النفط والغاز من حقل روزبنك تبلغ 240 مليون برميل، ورغم كبر هذا الحجم إلا أنه صغير بالنسبة لمليارات الدولارات من الاستثمارات اللازمة لبلوغه مرحلة الإنتاج. عن «إنترناشيونال نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©