السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبريات شركات الإنترنت الصينية تتوجه إلى الولايات المتحدة

كبريات شركات الإنترنت الصينية تتوجه إلى الولايات المتحدة
20 ديسمبر 2013 21:08
تسعى كبريات شركات الإنترنت الصينية إلى ممارسة أنشطة في وادي السليكون، وتقوم الشركات الصينية التي ليس لديها غير القليل من أعمال المستهلك خارج سوقها المحلية بالاستثمار في شركات ناشئة لمحاولة فهم ثم دخول السوق الأميركية المحيرة. وتردد أن تنسنت هولدنجز شركة التواصل الاجتماعي والألعاب الصينية تقدمت في مطلع شهر نوفمبر الماضي بعرض تمويل 200 مليون دولار لشركة سنابتشات الأميركية المتخصصة في تطبيقات الرسائل، ويرجح أن يقدر استثمار تنسنت الشركة التي مضى على تأسيسها سنتان بأربع مليارات دولار. تعد سنابتشات أحدث ما استهدفته الشركات الصينية، يذكر أن تنسنت التي لديها ما يتجاوز 5 مليارات دولار من الاحتياطيات النقدية من نشاطها الواسع في مجالي شبكات التواصل الاجتماعي والألعاب على الإنترنت استثمرت في الصيف الماضي 150 مليون دولار في فاب دوت كوم، شركة التجارة الإلكترونية الأميركية، كما قامت علي بابا جروب هولدنجز باستثمار 206 ملايين دولار في شوبرنر إحدى الشركات المنافسة لأمازون دوت كوم، كذلك قالت شركة تصفح المحمول الصينية يوسي ويب، إنها تبحث بجدية عن فرص استثمار في الولايات المتحدة. طالما خضعت سوق الإنترنت الصينية البالغ حجمها 600 مليون مستخدم لنظام رقابي يمنع دخول منافسين دوليين، الأمر الذي جعل شركات صينية مثل تنسنت وعلي بابا من أكبر الشركات العالمية، يذكر أن قيمة تنسنت تتجاوز 100 مليار دولار، بينما تشرف علي بابا على طرح اكتتاب عام أولى قد يوصل قيمتها أيضاً إلى 100 مليار دولار، غير أن نمو الشركات الصينية تباطأ في السنوات القليلة الماضية وسط تنافس محموم وبدأت الشركات الكبرى في البحث عن فرص جديدة خارج الصين. ولتحقيق ذلك تتوجه الشركات الصينية تدريجياً إلى وادي السليكون بالولايات المتحدة بما لديها من احتياطيات نقدية ضخمة. وراحت الشركات الصينية ضمن مساعيها تقارب دائرة محدودة من أبرز المصرفيين والتنفيذيين، ففي شهر أكتوبر أنشأت علي بابا مجموعة استثمارية متمركزة في سان فرانسيسكو يرأسها مايكل زايسر الذي سبق أن عمل في شركتي ليبرتي ميديا كورب وماكنزي. ونظراً لنهم الشركات الصينية الشديد، فإنها عملت على تعاظم قيمة الشركات البادئة في السوق الأميركية المتألقة والتي يتلقى مؤسسوها عروضاً مغرية. وقال ريتش وونج أحد شركاء اكسل بارتنرز للمشاريع المغامرة: «ينتظر أن تبدأ الشركات الصينية في التأثير على السوق الأميركية، إذ لديها التمويل اللازم الذي يتيح لها التوسع عالمياً». تعتبر تنسنت من أنشط الشركات الساعية إلى دخول السوق الأميركية وأضحت مؤخراً ضمن أكثر الشركات تأثيراً في وادي السليكون حسب مقابلات أجريت مع تنفيذيي شركات ناشئة وأصحاب رؤوس أموال مغامرة وموظفين سابقين. وليس لدى تنسنت ذراع ناشئة أو نشاط مدو بالولايات المتحدة غير أن أحد كبار تنفيذييها المتمركز في بالو التو كاليفورنيا ديفيد وولرستاين وزملائه يقومون بانتظام بزيارة مكاتب أصحاب رؤوس الأموال المغامرة ويجرون بهدوء محادثات هادفة في فعاليات صناعة التكنولوجيا. وهناك اثنان من الشخصيات البارزة يديران تنسنت المتمركز مكتبها الرئيسي في شنزن هما رئيس الشركة مارتن لو الذي سبق أن عمل في ماكنزي ثم عمل بعد ذك في جولدمان ساكس مديراً لمجموعة الاتصالات والوسائط والتكنولوجيا في آسيا، ومدير استراتيجية تنسنت جيمس ميتشل الذي سبق له رئاسة مجموعة تغطية الإنترنت العالمية في جولدمان ساكس في نيويورك ثم اجتذبته تنسنت في عام 2011. وقال متحدث باسم تنسنت: «نحن مهتمون بالعمل مع شركات لها ذات الأهداف من خلال شراكات أو منصات مفتوحة أو استثمارات ملكية». وبرزت تنسنت التي تأسست عام 1998، في بادئ الأمر من خلال إصدارها نظام رسائل لحظية يسمى كيوكيو كان موجهاً إلى طلاب الجامعات الصينية، واستغلت الشركة هيمنتها على الدردشة التي يستخدمها حالياً أكثر من 800 مليون مستخدم نشط شهرياً، في دفع المستخدمين إلى مواقع ألعاب الفيديو والتواصل الاجتماعي ما جعلها تحقق أرباحاً من خلال بيع منتجات افتراضية وفرض رسوم ممارسة الألعاب ونشر إعلانات، يذكر أن أقل من 10% من عائدات تنسنت تأتي من الإعلانات، بينما تحصل فيسبوك على 80% من عائداتها من الإعلانات. وسبق لشركة تنسنت أن أنشأت مشروعاً محدوداً في الولايات المتحدة لاتزال تديره حالياً في أحد أحياء بالو التو، غير أنها لاقت صعوبة لسنوات في الترويج لنشاطها هناك، حيث طرحت خدمات منها ألعاب على فيسبوك ولكنها لم تحقق نجاحاً حقيقياً، ثم استطاعت تنسنت أميركا لاحقاً استغلال عدد من الفرص الجيدة حين بادرت بالاستثمار في زينجا ويوتيوب. غيرت تنسنت استراتيجيتها في عام 2011 حين قررت استثمار ما لديها من احتياطيات نقدية بلا قيود، حيث أعلنت الشركة عن تشكيل صندوق حجمه 760 مليون دولار للاستثمار في شركات ناشئة، ثم تعاقدت لاحقاً مع ميتشل خريج جامعة أكسفورد الذي قضى سنوات في جولدمان ساكس يتعامل مع ماليات شركات إنترنت مثل جوجل وتنسنت. وبحلول عام 2012 كان فريق تنسنت في سبيله إلى إثبات ذاته كلاعب مالي في وادي السليكون، حيث راحت الشركة في الاستثمار في شركات المشاريع المغامرة مثل (اندرسين هوروويتز) و(إس في انجل)، الأمر الذي ساعد الشركة على التعامل مبكراً مع شركات ناشئة، وفي عام 2012 استحوذت تنسنت على معظم شركة (رايوت جيمز) صانعة الألعاب مقابل 231 مليون دولار، واشترت حوالي 40% من ابيك جيمز مقابل 330 مليون دولار، وأتى شراؤها رايوت جيمز بفوائد كبرى، يذكر أن أحد أعضاء مجلس إدارة رايوت السابقين ميتش لاسكي هو شريك في بنشمارك وعضو مجلس إدارة حالي في سنابتشات. وفي الصيف الماضي اشتركت تنسنت مع مجموعة استثمار في إنفاق 2.34 مليار دولار في شراء حصة 25% تقريباً من شركة اكتيفجن بليزارد. وأظهرت صفقة اكتيفجن مدى سعي تنسنت إلى ربط الاستثمارات والتعاون معاً، وقبيل الإعلان عن الاستثمار في شهر يوليو قالت اكتيفجن إنها تعتزم عقد شراكة حصرية مع تنسنت لإطلاق نسخة صينية من أكبر مشاريعها المسمى «كول اوف ديوتي». وقال محللون إن تنسنت تجتذب مؤسسي الشركات الناشئة من خلال وعود مساعدتهم على دخول السوق الصينية في الوقت الذي تستخدم الاستثمارات في فهم السوق الأميركية بشكل أفضل، كما أنها تتطلع إلى الاستثمار في شركات قادرة على تزويدها بالتقنيات أو المحتويات التي يمكنها طرحها في السوق الصينية من خلال تراخيص أو شراكات. ورغم ولع تنسنت بالشراكات، إلا أن موظفين في بعض شركات الألعاب الغربية قالوا إنهم لقوا صعوبات في العمل معها، ذلك أن التنافس الشديد بين فرق تنسنت الداخلية التي تعمل أحياناً في خدمات متنافسة يعني أن الشركاء لا يحصلون على ما يطمحون إليه من مستويات الترويج أو التعاون. ويمكن الربط بين سعى تنسنت للحصول على حصة في سنابتشات التي تتيح للمستخدمين إرسال رسائل موقوتة وبين طموحات تنسنت العالمية فيما يخص تطبيق رسائلها ويتشات المرتكز على الهواتف الذكية، هذا التطبيق الذي بلغ عدد مستخدميه النشطين 236 مليون مستخدم شهرياً انتشر انتشاراً هائلاً في الصين وإن كان أقل شيوعاً خارجها، ويمكن حتى لحصة صغيرة في سنابتشات أن تكفل لتنسنت تواجداً في خدمة يمكن أن تكون الضجة المنتظرة في الولايات المتحدة، ويعطي أيضاً تنسنت وضعاً أفضل نسبياً مقارنة بتطبيق دردشة علي بابا الجديد المسمى لايوانج. عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©