الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أساليب مبتكرة تستقطب السياح لزيارة مراكش

أساليب مبتكرة تستقطب السياح لزيارة مراكش
10 ديسمبر 2012
(الرباط) - شهدت السياحة في مراكش «المدينة الحمراء» قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة رغم الظرفية الاقتصادية الصعبة التي عاشها قطاع السياحة، وتمكنت المدينة من تحقيق نتائج مرضية والتغلب على الصعوبات التي شهدتها أهم الأسواق المصدرة للسياح وتزايد المنافسة، بفضل تطوير المنتج السياحي واستحداث أساليب جديدة للجذب السياحي منها الحصول على تجربة فريدة بالعيش في بيوت عتيقة، والتسوق داخل الأسواق التقليدية، وحضور أعراس ومواسم تراثية، وتنظيم رحلات لاستكشاف أماكن جديدة في المناطق الصحراوية والمناطق الجبلية حيث الوديان والشلالات والكثبان الرملية. ساحة جامع الفنا يبحث غالبية سياح مراكش عن فضاءات وعروض تعكس التقاليد والموروث الثقافي والإنساني وما يجري داخل المجتمعات القروية والتقليدية، ولعل هذا هو سبب توافد أعداد كبيرة من الأجانب الذين قرروا الاستقرار أو قضاء عطلهم بها، حيث توفر لهم مراكش فرصة لزيارة الأسواق والمواسم الشعبية وفضاءات الصناعة التقليدية، وساعد ترحيب الناس بالسياح الأجانب وقبول مشاركتهم هذه الأماكن في ارتفاع شعبيتها وتفوقها على معالم السياحة المعروفة. ويفتتن كل من يزور مراكش بساحة «جامع الفنا» التي توفر للسائح ما لا يتوفر في مكان آخر، ويتساوى في ذلك الذين عاشوا في المغرب واختلطت طفولتهم برائحة الساحة أو الذين لم يعرفوا هذا العالم إلا من خلال زيارات قصيرة؛ فساحة جامع الفنا التي تشكل قلب مراكش النابض تضم تجارا ومطربين وفناني الشارع يقدمون الرقصات الفلكلورية والأهازيج الغنائية والحكايا، وتعرض المحال التجارية في ساحة جامع الفنا الملابس والحلي والديكورات التقليدية والحديثة، أما الحكاؤون والفنانون فيقدمون فنهم في الهواء الطلق وقرب المطاعم الصغيرة التي تقدم مختلف الأطباق الشهية التي تميز المطبخ المغربي. وفي هذا الموقع الفريد المليء بالترفيه والخيال تمارس قارئات الطالع مهنتهن علنا وبكل حرية، حيث اخترن إحدى زوايا ساحة جامع الفنا لضرب الرمل والودع وقراءة أوراق الحظ والفنجان، ونجحن في جذب السياح إلى جلساتهن والتواصل معهم بمهارة. وتثير المواد والوصفات الشعبية الغريبة والعبارات السحرية التي تحيط بقارئة الحظ والبخور الذي يتطاير في كل مكان فضول السياح الذين يقبلون على جلسات قارئات الطالع للتعرف عن كثب على المعتقدات السائدة في الفلكلور المغربي. الضيافة التقليدية تفضل شريحة كبيرة من سياح المغرب الإقامة بـ»الرياضات» على الإقامة بالفندق وهي دور الضيافة التقليدية التي تنقل السائح إلى عراقة الماضي للاستمتاع بالطراز المغربي والعمارة المزدانة بالرسوم الزيتية والفسيفساء، ورغم ارتفاع قيمة الحجز في هذه الدور إلا أن السياح يفضلونها على الفنادق لأنها أشبه بمتاحف الفنون والآثار التي تعرض مختصرات من مختلف الحقب التاريخية، ويستمتعون بعد جولاتهم اليومية في الأسواق بأمسيات تطبعها إيقاعات خالدة تختزل تاريخ الموروثات الموسيقية المغربية بما فيها الرقصة الفلكلورية والأهازيج الغنائية التي يحكمها تنوع اللهجات والتقاليد. إلى ذلك، يقول الخبير في قطاع السياحة عمر بنيس «تحظى القصور الطينية والرياضات، وهي دور تقليدية فسيحة تم تحويلها إلى فنادق مع الاحتفاظ بطابعها الهندسي، بجاذبية شديدة لدى السائحين الذين يفضلون الإقامة بها للاستمتاع بعراقة الماضي، واستحضار حقب سلاطين الأساطير المغربية». ويضيف أن «هذه الرياضات توفر جوا رائعا يجذب الزوار خاصة أنها منتشرة في مراكش حيث توجد في وسط المدينة قرب جامع الفنا وفي ضواحي المدينة والواحات القريبة منها وتشتهر هذه القصور الطينية العتيقة بكونها شهدت تصوير بعض الأفلام الشهيرة كما كانت مكان إقامة بعض نجوم هوليود». ويُنصح الخبير السياحي عشاق الفنون والآثار بالإقامة بهذه الدور لأنها أشبه بمتحف الفنون والعمارة حيث تعرض بها مجموعة من التحف واللوحات، وتجمع ديكورات تجسّد فن العمارة المغربية وتطورها، أما الأثاث فهو خليط ما بين الطراز المغربي والأوربي، وتستقبل الحدائق الزوار بواحة من النخيل والنوافير والورود لتختتم مشهد الجمال والفن الممزوج بعراقة التاريخ. أفضل وجهة سياحية اختيرت مدينة مراكش كأفضل وجهة سياحية أفريقية هذا العام وذلك من قبل «وورد ترافل أوردز»? وهي مؤسسة تتوخى مكافأة التميز في مجال صناعة السياحة. وبحسب الموقع الإلكتروني للمؤسسة? فإن اختيار مدينة مراكش جاء من قبل مختصين في صناعة السياحة في 171 بلدا من خلال عملية تصويت. كما اختيرت مدينة مراكش كسادس وجهة سياحية على المستوى العالمي من بين 25 وجهة سياحية دولية، وصنف موقع السياحة العالمي «تريب ادفيزور» مراكش في الرتبة السادسة كأفضل وجهة سياحية في العالم بعد تصويت الآلاف من المسافرين في جميع أنحاء العالم. وجاءت مراكش خلف مدن أوروبية وأميركية مرموقة هي لندن ونيويورك وباريس وروما وسان فرانسيسكو، وقَبل برشلونة الإسبانية والعاصمة التركية اسطنبول، في استطلاع حول أفضل 10 وجهات سياحية في العالم، وعزا الاستطلاع الذي استهدف أكثر من 440 وجهة يقصدها السياح عبر العالم، المرتبة المتقدمة التي حظيت بها مدينة مراكش إلى إعجاب أغلب المستجوبين في الاستطلاع بالمدينة القديمة وأسوارها الحمراء وباقي الآثار التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر. ويستقبل المغرب أعدادا كبيرة من السياح من شتى أنحاء العالم ويلعب عامل القرب الجغرافي من أوروبا دورا رئيسا في إقبال السياح الأوربيين بكثرة على المغرب، ويعوّل المغرب على تعدد مؤهلاته السياحية للحفاظ على حصته من الأسواق، وقد أدى ارتفع أعداد السياح الوافدين على المغرب إلى رفع قيمة إسهام قطاع السياحة في الناتج الداخلي حيث أصبحت السياحة تشكل ثاني مصدر للعملة الصعبة بعد تحويلات المهاجرين المغاربة، وتسهم بنحو 9% من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد المغربي، كما يسهم القطاع السياحي في توفير فرص العمل وتطوير قطاع البناء ودعم الصناعة التقليدية وإنعاش المدن السياحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©