الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

3,7 مليون جزائري مصابون بالسُّكري وسط تحذيرات من تفشيه

3,7 مليون جزائري مصابون بالسُّكري وسط تحذيرات من تفشيه
10 ديسمبر 2012
يقدر عدد المصابين بالسكري في الجزائر بنحو 3.7 مليون شخص، أي ما نسبته 10? من السكان، والرقم مرشح للارتفاع بسبب تفشي السمنة وميل نمط الحياة إلى الكسل، وتجتمع على مرضى السكري البطالةُ وغيابُ التأمين، ما يضع عددا كبيرا منهم في وضع مأساوي ينذر بعواقب خطيرة. وكان لافتا تحميل البعض جزءا من مسؤولية تفاقم معاناة المصابين للأحذية الصينية الرخيصة والمصنوعة من جلود الفئران، مؤكدين أنها تهدد أقدام نحو 200 ألف مصاب بالسكري بالبتر جراء تسببها بتقرحات. (الجزائر) - نظم مؤخراً مختبر لصناعة الأدوية بالجزائر، تحت إشراف وزارة الصحة وبالتعاون مع جمعية مرضى السكري، أياما «توعوية» حول السكري، بهدف توعية الجزائريين بخطورة المرض وحث العامة على الكشف المبكر عنه، والمصابين على العناية الفائقة بالعلاج وإتباع القواعد الصحية المعمول بها في هذه الحالات، وممارسة الرياضة بغرض تجنب مضاعفات المرض وتعقيداته الخطيرة على الصحة. وفتح المنظمون، لهذا الغرض،»عيادة متنقلة» للكشف المبكر عن المرض للعامة، وإجراء فحوص شاملة للمصابين. أرقامٌ مقلقة قدّر فيصل أوحدة، رئيسُ جمعية مرضى السكري، نسبة الجزائريين المصابين بالمرض بـ«10 بالمائة من عدد السكان»، ما يعني أن نحو 3.7 مليون مواطن مصاب بهذا المرض من مجموع 37.1 مليون نسمة، هو عدد سكان الجزائر إلى غاية 31 ديسمبر 2011، بحسب إحصائيات رسمية. وكانت العديدُ من جمعيات مرضى السكري قدَّرت عدد الإصابات العام الماضي بـ3 ملايين إصابة، غير إن وزارة الصحة لم تعترف آنذاك سوى بـ1.5 مليون جزائري مصاب مسجل لدى مختلف المصالح الصحية. وأعرب أوحدة عن قلقه من تزايد عدد المرضى من عام إلى آخر، لاسيما في ظل تفشي السمنة وثقافة الوجبات السريعة، وعدم الحرص على تناول الأغذية الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام. ولكنه أبدى قلقه أكثر من حرمان عددٍ من المرضى من التأمين والحماية الاجتماعية؛ حيث أكد أن «نسبة عالية جدا تفوق الـ 30 بالمائة من المصابين غير مؤمَّنين؛ أي نحو مليون مصاب بالسكري»، ما يعني أن الوضع بالغُ الخطورة بالنظر إلى عدم قدرة أغلبهم على توفير الأدوية بانتظام لمعالجة مرضهم المزمن. وأوضح «أغلب الأدوية الموجّهة لمعالجة السكري مكلفة جدا، وإذا اجتمع على المريض البطالةُ وغيابُ التأمين، فإن هذا يعني وضعا مأساويا ينذر بعواقب خطيرة، لأنه لن يستطيع في هذه الحالة اقتناء الأدوية الضرورية لمعالجة مرضه المزمن، وسيُهمل العلاج، وبالنتيجة ستحدث له تعقيداتٌ صحية خطيرة تصل إلى فقدان بصره أو بتر رجليه أو إصابته بفشل كلوي نهائي واضطراب في القلب وغيرها من التعقيدات الأخرى». وأضاف أوحدّة «الكثيرُ من المرضى غير المؤمّنين يزورون مقر الجمعية يومياً ويطلبون منا اقتناء الأدوية لهم أو مساعدتهم على شرائها، هذا يشكِّل عبئاً كبيراً على الجمعية». وطالب السلطاتِ بتأمين كل مرضى السكري وتمكينهم من العلاج المجاني لتفادي المضاعفات الخطيرة للمرض، وحتى لا تتضاعف أعباء المرضى على الدولة، لاسيما أن نسبة 25 بالمائة منهم على الأقل هم أطفالٌ وشبابٌ في مقتبل العمر. كما دعا المرضى إلى الحرص على العلاج وتفادي إهماله والاستهانة بخطورة السكري، ما يوقعهم حتماً في تعقيدات صحية خطيرة تجعلهم يدفعون الثمن غالياً. أحذية رخيصة من جانب آخر، أثار رئيس جمعية مرضى السكري مجدداً مسألة الأحذية الصينية رخيصة الثمن التي تغزو الأسواق الجزائرية ويقتنيها الزبائنُ بكثرة، بالنظر إلى أسعارها البخسة التي لا تتجاوز 10 إلى 20 بالمائة من أسعار الأحذية الأوربية المستوردة، ونصف أسعار الأحذية المحلية أو أقل. ويشكل مرضى السكري نسبة كبيرة من زبائن الأحذية الصينية، وخاصة الفقراء وغير المؤمّنين منهم. وأكد أوحدَّة أن هذه الأحذية مصنوعة من «جلود الفئران»، مشددا أنها أحدُ أسباب تفشي الإصابة بتقرّح أقدام مرضى السكري، والتي تفضي إلى بترها، واعتبر اقتناءَها دليلاً على «ضعف الوعي» مهما كانت حجَّة أصحابها. وكان رئيسُ فيدرالية جمعيات مرضى السكري نور الدين بوستة، صرح مرات عديدة، آخرها يوم 14 نوفمبر الجاري بمناسبة اليوم العالمي للسكري، بأن أكثر من 200 ألف مصاب بهذا المرض المزمن مهددون بفقدان أرجلهم بسبب تفشي القرحة السكرية في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة ومنها نقص حملات توعية المرضى بكيفية العناية بأقدامهم، وعدم اعتماد البلد لطرق علاجية جديدة أثبتت نجاعتها في العديد من البلدان التي تعتمدها لإنقاذ أرجل المصابين بالسكري من البتر، فضلاً عن انتشار الأحذية الصينية في السوق. لكن الدكتور بوديبة عيسى، رئيس مصلحة معالجة السكري بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر، أبدى تحفظاً شديداً حول هذا الرقم، وأكد «غياب أية أرقام رسمية وذات مصداقية حول الموضوع»، مضيفا أن «بتر أقدام مرضى السكري موجود في كل بلدان العالم وليس خاصا بالجزائر»، وعزا السبب الرئيس في التعقيدات التي تفضي إلى بتر أقدام المصاب إلى «الإهمال وعدم الانتظام في العلاج، والأحذية رخيصة الثمن التي تباع في كل مكان»، في إشارة إلى الأحذية الصينية. من جهته، رفض الدكتور السعيد قاري، مدير برامج التربية الصحية بمختبرات «نوفونورديسك» بتيزي وزو هذا الرقمَ. وقال إن «بعض الجمعيات تمارس التهويل وتبالغ في تقديم الأرقام». وتساءل عن مصادرها وعما إذا كانت أجرت دراسات علمية موثقة أو إحصائيات دقيقة؟ ودعا قاري مرضى السكري إلى العناية الفائقة بأقدامهم وقدَّم لهم مجموعة من النصائح، وأهمها تفادي السير حافي القدمين ولو في البيت، وغسلها بماء دافئ كل مساء وتجفيفهما جيدا وخاصة بين الأصابع، واستعمال الجوارب القطنية، وإبعاد الأرجل عن مصادر النار، وتفادي الأحذية ذات الكعب العالي بالنسبة للمرأة، وتفادي شراء الأحذية ذات النوعية الرديئة، واقتناء الأحذية الطبية. ثمن غال حول علاقة نوعية الأحذية بتفاقم الحالة الصحية لمرضى السكري، أكد محمد زهير، مستشار طبي وصاحب مؤسسة لاستيراد الأحذية الطبية من ألمانيا، أن الكثير من المرضى يدفعون ثمنا باهظا لإقبالهم على هذه الأحذية. وقال «أعرف مريضاً اقتنى حذاءً صينياً بمائتي دينار فقط، ولكنه دفع بعد ذلك 16 ألف دينار لمعالجة نفسه من القرحة القدمية». وأضاف «السلطات يجب أن تتدخل وتمنع الأحذية الصينية من دخول البلد لأنها غير صحية ولا تستجيب للمعايير الدولية في الإنتاج». إلا أن زهير يعترف بأن الأحذية المستوردة باهظة الثمن وتتراوح أسعارها بين 4 آلاف و12 ألف دينار جزائري، وهو ما يفوق القدرات المالية لنسبةٍ كبيرة من مرضى السكري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©