السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تأهب أمني تحسباً لانتفاضة اليوم ضد وحدة اليمن

تأهب أمني تحسباً لانتفاضة اليوم ضد وحدة اليمن
20 ديسمبر 2013 00:49
عقيل الحـلالي (صنعاء) - رفعت السلطات اليمنية، أمس، حالة التأهب الأمني القصوى في مدن الجنوب تحسباً لانتفاضة شعبية اليوم الجمعة دعت لها قبائل محافظة حضرموت الأسبوع الماضي، بعد مقتل زعيم قبلي محلي مطلع الشهر الجاري برصاص قوات عسكرية اشتبهت في انتمائه إلى تنظيم “القاعدة”. وفشلت جهود الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية خلال اليومين الماضيين في إثناء القبائل المسلحة عن تنفيذ ما أسمته بـ”الهبة الشعبية” التي قالت إنها ستنتهي بـ”السيطرة الكاملة” على محافظة حضرموت الغنية بالنفط. وكان ما يسمى بـ”مجلس تحالف قبائل حضرموت” أمهل في 10 ديسمبر الحكومة المركزية في صنعاء عشرة أيام لتنفيذ شروطه بعد مقتل رئيسه الشيخ سعد بن حمد بن جيريش وخمسة من مرافقيه في الثاني من الشهر الجاري برصاص قوات الجيش في مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن حضرموت. والتقت لجنة وساطة رئاسية، مساء الأربعاء، في مدينة سيئون قيادات وأعيان ووجهاء محافظة حضرموت في إطار الجهود الحكومية لامتصاص غضب القبائل المسلحة. وخلال اللقاء، كشف رئيس اللجنة، وهو نائب وزير الداخلية اللواء ركن علي ناصر لخشع، أن الرئاسة وافقت على نقل مقرات معسكرات الجيش في محافظة حضرموت، وأن قراراً بهذا الخصوص سيصدر غداً السبت. وقال اللواء لخشع إن اللجنة الأمنية العليا “اتخذت قراراً بإعادة النظر في خريطة نقاط التفتيش وإبقاء النقاط التي تحمي أمن أبناء المنطقة، على أن يتولى أبناء حضرموت قيادة تلك النقاط، وتخضع تلك النقاط لأوامر مديري عموم المديريات”، مشيراً إلى أن اللجنة بصدد تكليف عسكريين من أبناء محافظة حضرموت في قيادة الكتيبة الخاصة بحماية المنشآت النفطية في حضرموت. وذكر أن اللجنة الرئاسية أوصت بإحلال أبناء حضرموت في الوظائف العمالية في الشركات النفطية في المحافظة بنسبة 100%، وبنسبة 50% في الوظائف الفنية بشركات النفط والغاز. وحذر المسؤول الأمني من “مخططات تآمرية سرية تستهدف تقويض أمن واستقرار محافظة حضرموت وإلحاقها بما حصل في أبين”. وأشار إلى تقارير أمنية رسمية تتحدث عن دخول مسلحين إلى محافظة حضرموت “لتفجير الوضع في هذه المحافظة الآمنة”، داعياً “العقلاء” من أبناء حضرموت إلى “عدم الانجرار وراء دعوات الفوضى الساعية لزعزعة الأمن والاستقرار”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية. إلا أن زعماء قبائل حضرموت رفضوا الوساطة الرئاسية وأصروا على تنفيذ الهبة الشعبية في موعدها، حسب بيان أصدرته “اللجنة التنسيقية للهبة الشعبية”، أمس وتلقت «الاتحاد» نسخة منه. وحث البيان القوى السياسية كافة ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة على المشاركة بفاعلية في الفعالية الاحتجاجية، ودعا إلى تخصيص خطبتي صلاة الجمعة في مساجد حضرموت “للحث على المشاركة في الهبة الشعبية وإنجاحها باعتبارها واجباً وطنياً وشرعياً لرفع الظلم واستعادة الحق المسلوب”. وشددت اللجنة التنسيقية على ضرورة أن تكون الهبة الشعبية “سلمية حضارية بعيدة عن أعمال العنف والإرهاب”، معلنة منع استيراد القات من المحافظات الشمالية وإغلاق جميع أسواقه في مناطق حضرموت كافة، ابتداء من اليوم الجمعة. وأيدت قبائل يمنية في محافظات جنوبية أخرى وفصائل متشددة في “الحراك الجنوبي” الانفصالي الدعوة إلى الهبة الشعبية وأعلنت مشاركتها فيها. وقال صالح يحيى سعد، وهو زعيم فصيل منضوي في الحراك الجنوبي، إن الهبة الشعبية “ستنطلق من حضرموت وتعم كل مدن الجنوب”، مشيراً إلى أن هذه الانتفاضة سلمية “لكن الخيارات ستكون مفتوحة أمام الجنوب للدفاع عن النفس”. وعززت القوات الأمنية، أمس انتشارها في المدن الرئيسية كافة في جنوب اليمن تحسباً لأعمال عنف واضطرابات خلال الهبة الشعبية. كما أصيب ثلاثة أشخاص بصدامات بين قوات الأمن ومحتجين جنوبيين غاضبين في مدينة سيئون، التي شهدت الأربعاء أعمال عنف وشغب بعد إقدام مجهولين على إحراق ممتلكات تجار شماليين. وأكدت مصادر محلية لـ «الاتحاد» أن مسلحين قبليين سيطروا، أمس، على مركز للشرطة ومرافق حكومية في مدينة الشحر جنوب حضرموت. وجابت تظاهرات احتجاجية “مسلحة” أمس عدداً من مدن الجنوب فيما يسمى بيوم الأسير الجنوبي. وشدد المتظاهرون على ضرورة إنجاح الهبة الشعبية وتعميمها لتشمل مدن جنوب اليمن كافة. ودعا “المؤتمر الوطني لشعب الجنوب” إلى “المشاركة الفاعلة في الهبة الشعبية التي دعت إليها قبائل حضرموت”. وأكد في بيان دعمه لـ”المطالب المشروعة والعادلة لأبناء قبائل حضرموت التي تعدو إنفاذاً للعدالة والشريعة السماوية المغيبة بالقوة العسكرية في الجنوب منذ 1994”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©