نيروبي، كمبالا أديس أبابا (وكالات) - يتوجه دبلوماسيون من كينيا وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي حاليا إلى جنوب السودان في محاولة للقيام بمساع حميدة تهدف إلى وضع حد للمعارك بين فصائل متناحرة من الجيش تهدد بنشوب حرب أهلية في هذا البلد الفتي. وصرحت وزيرة الخارجية الكينية امينة محمد لوكالة فرانس برس بأنها “في الطريق إلى جنوب السودان لعرض مساعدة فورية على مواطنينا وحكومة جنوب السودان”، موضحة أن وفودا من جيبوتي وإثيوبيا وأوغندا ترافقها. وأوضحت “انها مشكلة اقليمية ويجب على حكومة كينيا المساهمة في عملية تسوية”. وتنتمي هذه الدول الأربع - مع الصومال - الى السلطة الحكومية للتنمية (ايجاد) وهي هيئة اقليمية من شرق افريقيا لعبت دورا اساسيا في اتفاق السلام المبرم في 2005 بين حركة التمرد الجنوبية والخرطوم والذي وضع حدا لحرب اهلية دامت اكثر من عشرين سنة في السودان وانتهت في يوليو 2011 باستقلال جنوب السودان.
ودعا مجلس السلم والأمن الأفريقي، قادة جنوب السودان وجميع أصحاب المصلحة الآخرين للتصرف بأقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن الأفعال التي تؤدي إلى تفاقم الوضع المتفجر والبحث عن حلول للمشاكل الراهنة من خلال الحوار والمصالحة. وعقد المجلس جلسة طارئة الليلة قبل الماضية في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اطلع خلالها على مستجدات الأوضاع بالدولة الوليدة، وأيد وساطة دول منظمة التنمية الحكومية لشرق إفريقيا “إيقاد” لنزع فتيل الأزمة عبر إرسال وفد من وزراء خارجية دول المنظمة. ويشهد جنوب السودان لليوم الخامس معارك طاحنة بدأت من العاصمة جوبا وامتدت لتشمل مدناً وولاياتٍ أخرى.
وقال بيان صدر عقب الجلسة إن المجلس يشعر بقلق بالغ جراء القتال الذي اندلع في جوبا وأجزاء أخرى من جنوب السودان، وإزاء الآثار الإنسانية الخطيرة لهذا التطور المؤسف على السكان المدنيين. وأكد البيان أن القتال قد خلف مئات القتلى وتسبب في تشريد آلاف آخرين. وحث المجلس على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لمنع الوضع الحالي من أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار على المدى الطويل في جنوب السودان والدول المجاورة. ورحب المجلس بمبادرة (إيجاد) بسرعة إرسال وفد وزاري إلى جوبا للمساعدة في خفض التوتر الحالي ومساعدة الأطراف لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة. وطلب المجلس من رئيس وفد الإيقاد لجوبا أن يطلعه بانتظام على التطورات والجهود التي تبذلها المجموعة من أجل احتواء الأزمة.
إلى ذلك قال متحدث باسم حكومة أوغندا إن الأمم المتحدة طلبت من الرئيس الأوغندي الوساطة في صراع نشب بدولة جنوب السودان المجاورة قبل خمسة أيام. وقال المتحدث افونو اوبوندو “طلبت الأمم المتحدة من الرئيس يوويري موسيفيني الوساطة في هذا الصراع”. وأضاف أن وزيرا أوغنديا سينضم إلى جهود وساطة من شرق افريقيا أعلنها الاتحاد الأفريقي لحل الصراع في جنوب السودان.
من جانب اخر أجرى الرئيس المصري المستشار عدلي منصور مساء أمس الأول اتصالا هاتفيا برئيس جنوب السودان سيلفا كير. وقال السفير ايهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن الرئيس منصور اطمأن على تطورات الأوضاع في جوبا، مؤكداٌ دعم مصر الكامل لاستقرار وسلامة دولة جنوب السودان وتطلعها لتجاوز شعب وحكومة جنوب السودان المحنة التي تمر بها حالياٌ. وأضاف المتحدث أن سيلفا كير عبر عن شكره وامتنانه للرئيس منصور لحرصه على الاطمئنان على الأوضاع في جنوب السودان، مؤكداٌ أن الهدوء والاستقرار يعود تدريجياٌ إلى جوبا.
عدد اليوم
