محاضرة تدعو إلى تعزيز ثقافة الادخار وتنظيم الاقتراض الاستهلاكي بين الأفراد

دعا محلل مالي الى الاهتمام بترسيخ ثقافة التوفير والادخار بين الأفراد في دولة الإمارات، مؤكدا أن انتشار ثقافة الادخار وتنظيم أولويات الانفاق الاستهلاكي يسهم في استقرار الأوضاع المالية للأسر في الدولة. ودعا المحلل المالي وأمين عام اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية صلاح الحليان، في محاضرة حول مشكلات الاقتراض في الإمارات، إلى الابتعاد عن الإنفاق المفرط للأموال والاستهلاك العشوائي، لافتا الى ان الادخار لا يقتصر فقط على الأفراد، بل يجب أن يمتد الى الحكومات لمواجهة التحديات التي تفرضها الأزمات المالية والاقتصادية العالمية. ودعا الحليان خلال المحاضرة التي نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، الى تشجيع الأفراد على تنظيم عمليات الاقتراض الاستهلاكي، لافتا إلى أن زيادة الإقراض تدفع الى مشكلات جمة. واكد أن الدور الأهم للمصرف المركزي يكمن في كبح جماح التضخم، والذي يؤدي الى تآكل القيمة الشرائية للأموال، ما يدفع المستهلكين إلى البحث عن قروض تغطي تكاليف احتياجاتهم المعيشية. وأشار إلى ضرورة وجود مكتب للائتمان يمكن من خلاله معرفة السيرة الائتمانية للشخص المقترض، لتجنب تحمله ديونا لا يستطيع تحمل أقساطها، وكذلك ضرورة وجود تشريعات وقوانين ائتمانية تضبط تصرفات المستهلك المالية. وعن الصعوبات المالية التي تواجه المستهلكين، حدد الحليان أهم الصعوبات في ارتفاع مستويات التضخم وزيادة الأسعار ومحدودية الدخل، وصعوبة التوفير والادخار، والديون ومشاكلها وعدم وجود خطة مالية محددة وواضحة المعالم، وصعوبة تحقيق الأهداف المالية للمستهلك، مشيرا إلى أن تأثير البيئة الاجتماعية على السلوك والتصرفات المالية للأفراد يعد من هذه الصعوبات. وتطرق الحليان إلى عدد من الحلول أبرزها تحديد بنود المصروفات والأهداف المالية للعائلة، والترشيد والادخار، ووضع ميزانية لأفراد الأسرة، وغيرها. يشار إلى انه وبحسب مؤشر الادخار الصادر عن الصكوك الوطنية لعام 2011، تغيب ثقافة الادخار المنتظم عن 71% من سكان الإمارات بحسب مسوحات خلال العام الماضي، بسبب ارتفاع النفقات الاستهلاكية والتزامات القروض، في حين لا يعرف نحو 10% منهم للادخار سبيلاً.