يعد كتاب ''الانهيار الاقتصادي القادم·· كيف تزدهر عندما يبلغ سعر برميل النفط 200 دولار؟''·· بمثابة دراسة حالة لنقص مصادر الطاقة، والأخطاء الاقتصادية الناتجة عن هذه المعضلة، ويحلل المؤلف ستيفن ليب مؤلف كتاب ''العامل النفطي''، الحضارات السابقة التي استسلمت للأخطاء القيادية التي تم ارتكابها في حالات نقص مصادر الطاقة، كما يحذر الكاتب من أن الفشل والإخفاق في الانتباه والإعداد والاستعداد لفترات نقص مصادر الطاقة المتوقعة من شأنه أن يسبب مشاكل ذات نتائج وخيمة على البلدان·
ليس هذا فحسب، بل يعرض الكاتب أيضا حلولاً محتملة للمشاكل المتعلقة بالنفط، وعدداً من الإرشادات والنصائح التي تفيد المستثمر في التنبؤ بقدوم العواصف الاقتصادية القادمة والمحتملة· والجدير بالذكر أن المعلومات والحلول والتنبؤات الواردة في الكتاب مبنيّة على نتائج عدد لا بأس به من الدراسات التي تستند بدورها الى عدد كبير من الوقائع والحقائق، والمصادر الموثوقة· كما أن النصائح الاستثمارية الواردة في الكتاب تعد استراتيجية جدا، وفي صلب الموضوع·
علاوة على ذلك، فإن الكتاب مليء بقصص موجزة ومقتصرة عن عدد من الأمم والدول الغنية بالنفط، كما أنه يُظهر كيف أن الطلب المُتزايد على النفط من قبل الدول المتنافسة كالهند والصين يضيف تحديا للولايات المتحدة لم تعهده من قبل· والكتاب يعد بمثابة تحذير جريء لأنه يؤكد على أن الفقير سيزداد فقرا، وأن الثري سيزداد ثراءً، إلا في حال تم اتخاذ بعض الخطوات الصارمة والقاسية والجذرية على جميع الجبهات، الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والمالية والبيئية· ومن الحلول التي ذكرها الكاتب وأكد عليها، مصادر الطاقة البديلة، والتي تحدث عنها الكاتب بالتفصيل·
وما يُميّز الكتاب أنه يرسم للقارئ صورة عن المستقبل، وعن الخطوات الواجب إتباعها للإعداد لكل المشاكل ذات الصلة بمشاكل النفط والطاقة في المستقبل· إضافة على ذلك، يشرح الكاتب الأسباب التي ستؤدي الى رفع أسعار برميل النفط الخام لتصبح 200 دولار، وكيف يمكن للمستثمر الاستفادة والربح من ذلك·
وتجدر الإشارة إلى أن مؤلف الكتاب هو أول من تنبأ في سوق وول ستريت المالي ببلوغ برميل النفط حد 60 دولاراً بعد أن كان لا يزيد عن 30 دولاراً عن البرميل الواحد، ولذا يُعرَف ''بصاحب الستين دولاراً عن البرميل النفطي''· ومن أهم الاستثمارات التي ركز عليها الكاتب هو الاستثمار في قطاع النفط، بشراء براميل النفط التي لا يزيد ثمنها عن 68 دولاراً عن البرميل الواحد، ومن ثم بيعها بـ 200 دولار· وهي أحد الطرق التي ذكرها للربح في هذا القطاع·
ومن الطرق الأخرى، أشار الكاتب كما ذكرتُ سابقاً الى الاستثمار في شركات الطاقة البديلة، ويذكر المؤلف في كتابه عدداً من تلك الشركات الرائدة في مجال الطاقة البديلة، كالفحم، واليورانيوم، والغاز الطبيعي المُسال، وتوربينات الرياح، والطاقة الشمسية، ومن الطرق الذكية الأخرى للاستفادة خلال فترات نقص النفط، الاستثمار في الذهب، وفي ما سماه بـ "Chindia "، في إشارة الى الهند والصين، حيث أشار الى فائدة الاستثمار في أي شركة تعمل بالهند أو الصين·
ويحتوي الكتاب على عدد من الفصول المهمة، مثل انهيار الحضارات ''الأسباب والحلول''، وفصل عن الهند والصين ومستقبل النفط، وفصل آخر عن أخطر الذروات النفطية على الإطلاق، كما يعد الكتاب أحد أهم الكتب التي يُنصح بقراءتها، ويتميز الكتاب بأسلوبه الفريد والدقة الوصفية، كما أن المعلومات القيّمة الواردة في الكتاب تدل على أن الكاتب قد أجرى عدداً من الدراسات والبحوث في سبيل تقديم وعرض أدق التفاصيل والمعلومات ذات الصلة بقطاع النفط، إلا أن التنبؤات الواردة فيه تعتبر جريئة ومخيفة نوعاً ما·
عدد اليوم
