السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آسيا نموذج ناجح لمحاربة الفقر

11 يونيو 2007 00:31
إعداد - مريم أحمد: ظن الكثير أن آسيا ستخفق في تحقيق أهدافها لتقليل نسب الفقر، إلا أن الفترة الأخيرة قد برهنت للجميع أنها الآن في طريقها للوفاء بالتزامها لخفض نسبة الفقر المدقع الذي تعاني منه شعوب دول آسيا الى النصف بحلول عام ،2050 وتوقع تقرير للبنك الدولي أن تحقق آسيا أهدافها في وقت أبكر من التاريخ الفعلي، وها هي الدول الآسيوية تحقق حتى الآن مكاسب متواضعة في جميع أنحاء القارة الآسيوية في عدد من المجالات كالتعليم والصحة، وكان تقرير الرصد العالمي لعام 2007 قد قيّم وحدّد التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثامنة، والتي تم اعتمادها من قبل 189 دولة في مؤتمر القمة الذي عقد عام ·2000 وكان هدف تخفيض نسبة الفقر أحد أهم الالتزامات الجوهرية التي تعهدت بها الدول المشاركة، إلا أن التحسينات قد ظهرت ولوحظت كذلك في نطاقات أخرى كالتعليم، والصحة، والمعايير الصحية العامة الداعية الى تعزيز الصحة ومنع تفشي الأمراض، والتي تشمل نسب وفيات الأطفال، والتغذية، وإتمام دراسة المرحلة الابتدائية، والاستخدام المتواصل والمستديم للموارد· وعلى الصعيد العالمي، انخفض عدد من يعيشون في فقر مدقع، وهم ممن يعيشون على ما يقل عن دولار واحد، بحوالي 1,35 مليار شخص في الفترة المتراوحة من 1999 الى ،2004 ليصبح العدد الكلي أقل من مليار شخص، الأمر الذي يجعل من هذا الهدف في متناول اليد بحلول عام ·2015 ومن المرجح أن لا تتمكن جميع مناطق ودول العالم في تحقيق الهدف بسبب تركيزها على القضاء على الأمراض التي تتسبب في مقتل عشرة ملايين طفل سنويا، بينما لايزال حوالي 50 في المائة من الأسر الفقيرة حول العالم تفتقر الى المرافق الصحية الملائمة· وقال مارك ساندبيرج المتحدث باسم البنك الدولي في تصريحات لصحيفة آسيا تايمز ''هناك دليل واضح وملموس للمناطق التي شهدت تحسنا كبيرا، وتمكنت من حل تلك المشاكل، والواقع أن نسبة الفقر المُدقع قد بدأت في الانخفاض، حيث انخفض معدل الاصابة بالحصبة، كما أصبح التكافؤ بين الجنسين في نطاق التعليم أقوى، وازدادت فرص إيجاد العلاج المُضاد لفيروس نقص المناعة، ولاشك في أن تضافر الجهود من شأنه أن يثمر عن نتائج مُرضية، كما تعد البلدان النامية أفضل استعدادا للاستفادة من تلك المساعدات، إلا أن التحدي يتمثل الآن في مضاعفة الجهود والتعجيل بإحراز تقدم في التصدي للتحديات الأخرى المتبقية''· كما أشارت صحيفة آسيا تايمز، إلى إن آسيا هي الأقرب الى تلبية الأهداف الشاملة مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، بما في ذلك أفريقيا، وأميركا اللاتينية، كما ان أن هنالك تفاوتا كبيرا في الآداء في القارة الآسيوية· وأشار تقرير البنك الدولي الى معيار السنوات الست التي تم فيها انجاز تلك الأهداف في شرق آسيا، وتوقع التقرير أن تبلغ نسبة من سيعيشون في فقر مُدقع في شرق آسيا حوالي 2,4 في المائة من إجمالي سكان هذه المنطقة بحلول عام ،2010 وذلك انخفاضا من 29,8 في المائة تم تسجيلها في عام ·1999 وتعد نسبة 2,4 في المائة أقل من المستهدف بحوالي 15 في المائة، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه خلال الفترة من 2002 الى ،2004 تم حذف ما يقارب 57,7 مليون شخص من قائمة ضحايا الفقر المدقع· من ناحية أخرى، كان النمو أقل وضوحا في دول جنوب آسيا، على الرغم من النمو السكاني الذي تشهده الهند، والذي تشير التوقعات الى احتمالية أن يعيش حوالي 18 في المائة من الهنود في الفقر المدقع عام ،2015 وفي الوقت الذي يعد ذلك أدنى من الرقم المستهدف، لايزال هنالك ما يقارب من 462 مليون نسمة يعيشون في الفقر المدقع حسب إحصائيات عام ·2004 وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 43 في المائة من الهنود والباكستانيين، والبنغاليين، والأفغان والإيرانيين، والسيريلانكيين كانوا يعيشون في فقر مدقع عام ،1999 إلا أن النسبة انخفضت لتصبح 31,7 في المائة عام ،2005 وأشارت صحيفة آسيا تايمز الى أنه منذ عام ،2000 شهد نصيب الفرد من الدخل القومي نموا بوتيرة أسرع من أية فترة زمنية مضت· وسجلت نيبال المتأثرة سلبا بالاضطراب السياسي والركود الاقتصادي، أبطأ معدلات التحسن، ورغم أن معدل الفقر قد انخفض بمقدار 11 في المائة خلال ثمانية أعوام، إلا أنه من غير المرجح أن تتمكن نيبال من تحقيق هدف القضاء على الفقر بحلول العام ،2015 وتأتي دول آسيا الوسطى التي تحتاج الى طفرات اقتصادية أخرى لبلوغ هدف مكافحة الفقر· ويتفاوت مستوى التقدم في مجال القضاء على الفقر في آسيا، فدول جنوب آسيا في طريقها الى تجاهل جميع الأهداف الإنمائية الأخرى بهدف بلوغ هذا الهدف، بينما تناضل دول شرق آسيا ودول آسيا الوسطى في مجالات أخرى، وجاء في تقرير البنك الدولي حسب ما نشرته صحيفة آسيا تايمز أن ''بعض دول جنوب آسيا لاتزال متخلفة عن تحقيق بعض الأهداف، إلا أنها تعمل بجهد أفضل على هدف الحدّ من الفقر، لأن أهداف التنمية البشرية طموحة ومعقدة''، وفيما يتعلق بقطاع الصحة، سجلت دول جنوب آسيا أعلى معدلات سوء التغذية في العالم، مع ثلاثة دول من المحتمل أن لا تتمكن من تحقيق الهدف في الفترة المحددة· ولاتزال المعونات والمساعدات الدولية عاملا أساسيا في القضاء على الفقر، كما أن مستوى تدفق المعونات يعد مؤشرا لتأخر بعض الدول، وانخفضت نسبة المعونات الإنمائية الرسمية لدول آسيا الوسطى في الفترة من عام 2002 الى عام ،2005 ومن أكثر الدول تضررا بهذا الانخفاض كانت الدول ذات الدخل المنخفض مثل أوزبكستان، وطاجكستان، وفي الفترة ذاتها، ارتفعت نسبة المعونات الرسمية في منطقة شرق آسيا بنسبة الثلث فقط، واستمر ذلك حتى عام ،2002 لكن السبب في ذلك يعود جزئيا الى المساعدات الإنسانية التي تلقتها إندونيسيا بعد كارثة تسونامي التي وقعت في ديسمبر ،2004 وتحوّل كل من الصين وكوريا الى مانِحين ومتبرعين رئيسيين، وكانت فيتنام أحد أكبر الدول التي تلقت كميات كبيرة من المعونات التنموية، الأمر الذي أدى الى جذب التزامات مالية بقيمة 1,9 مليار دولار، كما كان تسونامي من العوامل المهمة التي أدت الى رفع نسبة المعونات والمساعدات في منطقة جنوب آسيا، بينما تلقت الهند ضعف مستويات المعونات عام ،2004 لكنها لم تكن مماثلة لمستويات عام ·2003
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©