الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي لتعليم العربية» يسلط الضوء على معضلات برامج اللغة للناطقين بغيرها

«أبوظبي لتعليم العربية» يسلط الضوء على معضلات برامج اللغة للناطقين بغيرها
20 ديسمبر 2013 00:35
هالة الخياط (أبوظبي)- سلط مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ختام أعماله أمس الضوء على المعضلات التي تمر بها برامج اللغة العربية للناطقين بغيرها وافتقارها إلى الرؤية في التدريس والتقويم والرؤية في التطوير، إلى جانب ندرة الدراسات التي تؤرخ لتعليم اللغة العربية، وعدم بناء المراكز على جهود غيرها من المؤسسات، وإنما البدء من نقطة الصفر. وأوصت الأوراق العلمية التي تضمنتها جلسات اليوم الثاني من المؤتمر، الذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية، إلى ضرورة وضع فلسفة ورؤية وبرامج واضحة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأن يكون المعلم والمتعلم طرفين فاعلين في العملية التعليمية، وأهمية تأهيل المعلم وأن يكون لديه الوعي الفكري والإبداع والإمتاع. وأكد المؤتمر على أهمية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، ومعرفة جوهر الإسلام وحقيقته، لا سيما وأن الترجمة قد تؤثر سلبيا وتساعد في إيصال مفاهيم خاطئة عن الإسلام. وأشارت الدكتورة نجوى الحوسني أستاذ بجامعة الإمارات في الورقة البحثية التي قدمتها بعنوان توصيف وثيقة اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى أن الوثيقة تؤكد أن المعلم والمتعلم يعتبران طرفين فاعلين في العملية التعليمية، وتعتمد على معلم متمكن من مادته مثقف يمتلك كفايات معرفية وتربوية تؤهله لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ومطلع على أحدث النظريات التربوية في مجال تعليم اللغات وأساليبها وطرائقها، ويثري المنهج بأنشطة إبداعية تعكس ثقافته وحبه لمهنته وشغفه بها. وأوضحت الدكتورة الحوسني أن المتعلم يجب أن يحب اللغة العربية ويتواصل بها تحدثاً وكتابة، ويتطلع إلى متابعة دراستها والبحث في علومها وفنونها. وأوضحت دكتورة الحوسني أن متطلبات نجاح الوثيقة، تأسيس نواة للبحث العلمي في الدولة تخدم اللغة العربية، وتمد الميدان بالتجارب والخبرات والدراسات والأبحاث المتصلة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتي ستساهم في تجويد العمل وتحسين بيئة التعلم وتطوير الأداء فيها، ونشر الوعي بأهمية اللغة العربية الحيوية، وأسباب خلودها وبقائها ومكانتها بين لغات العالم ودورها في حياة المتعلمين الناطقين بغير اللغة العربية. وفي الجلسة التي تناولت تجارب إماراتية وعربية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، عرض دكتور محمد شهمات، رئيس وحدة المناهج والدراسات بدار زايد للثقافة الإسلامية تجرية الدار وسعيها للريادة والتميز في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال دوراتها التعليمية وبرامجها التثقيفية بإعطاء الأولوية لمعرفة احتياجات الفئات المستفيدة من خدمات الدار، وتمركز عملية تعليم اللغة العربية على المتعلم كأساس من الأسس المنهجية التي ينبغي مراعاتها في بناء منهج تعليمي متكامل الأبعاد. وأوضح أن اللغة العربية تمثل أكبر فرع من فروع اللغات السامية، وتحتل مكانة عظيمة مقارنة بكل اللغات، حيث إنها لغة القرآن الكريم وهي لغة التواصل بين ملايين العرب، ولغة الشعائر الدينية لمئات الملايين من المسلمين. وقال دكتور شهمات: يواجه تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها جملة من التحديات، منها ما يتعلق بعدم ربط المنهج باحتياجات الطالب الأجنبي المتعلم للغة العربية، حيث إن العديد من كتب ومواد المناهج التعليمية لا تلبي احتياجات الفئات المستهدفة، حيث إن أغلب كتب مقررات تعليم اللغة العربية موجهة للعرب وقادمة من الدول العربية ويتم تدريسها كما هي في الأصل، دون إجراء تعديلات تتناسب المتعلم المعني غير الناطق باللغة العربية، ما ينتج عنه تنفير المتعلم من اللغة العربية. من جانبه، لفت الدكتور خالد أبوعمشة، المدير الأكاديمي لمعهد قاصد لتعليم العربية للناطقين بغيرها، إلى افتقار البرامج اللغوية العربية إلى الرؤية في التدريس والتقويم والتطوير، وعدم الاستفادة من الخبرات السابقة في الميدان، وضعف التواصل بين العاملين في نفس الميدان ورفض الآخر والعلاقة قائمة بين المراكز على التنافس وليس التعاون، كما أن هناك سوء فهم للطالب الأجنبي. وأوصى دكتور أبوعمشة في ورقته البحثية بأهمية التخطيط اللغوي وتطوير السياسات اللغوية، وأهمية تأهيل المعلم وأن يكون لديه الوعي الفكري والإبداع والإمتاع. وفي الجلسة التي تناولت استراتيجيات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أكدت الدكتورة نئ فرحان مصطفى محاضرة في جامعة فترا الماليزية أهمية القراءة كأحد المهارات التي يحتاج إليها متعلمو اللغة، على اعتبار أنها عملية تفسير للرموز اللفظية المكتوبة أو المطبوعة، وهي عملية معرفية لأن منبع هذه العملية هو العقل، كما أنها عملية فردية تخص القارئ وحده وتنقل إليه المعلومات والدلالات التي قد لا يشاركه فيها غيره. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز مكانة اللغة العربية لكونها جزءا مهما من الهوية الوطنية لدولة الإمارات وباعتبارها اللغة الرسمية لنصف مليار نسمة على مستوى العالم، فضلا عن استعراض الجهود والتجارب المختلفة في تطوير المناهج والأساليب المطبقة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ومناقشة المتطلبات العلمية والمعايير الدولية لرفع كفاءة تعليمها، وتحديد متطلبات تطوير أساليب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق التطورات في تكنولوجيا التعليم والاتصال الشبكي وتقنيات التعلم الإلكتروني. ويأتي إطلاق مؤتمر أبوظبي الدولي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في دورته الأولى، تأكيدا لرؤية دار زايد للثقافة الإسلامية ورسالتها، واستشعار بالمسؤولية تجاه نشر اللغة العربية، حيث يتزامن عقد المؤتمر مع اليوم العالمي للغة العربية. ويشارك في المؤتمر باحثون مختصون باللغة العربية من أكثر من 15 دولة، ناقشوا محاور تتعلق بعملية تعلم وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بمكوناتها المختلفة، اللغة وثقافتها، والمناهج والمقررات في ضوء الأطر المختلفة، والأساليب والوسائل والاتجاهات الحديثة، والتجارب والأبحاث وجهود المراكز والمعاهد والجامعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©