"بوينج" تطرح أنظمة ذكية جديدة لركاب الطائرات

إعداد - عدنان عضيمة: يؤكد خبراء شركة بوينج أن عصراً جديداً من الطيران التجاري الآمن والممتزج بالكثير من المتعة والتسلية، ويقترب الآن بسرعة، وسوف تظهر بوادره الأولى على متن الطائرة المتوسطة الجديدة (بوينج 787) المعروفة أيضاً باسم ''دريملاينر''، ويقول تقرير نشرته مجلة ''فوربس'' إن العهد الذي كان فيه ركاب الطائرات يعدّون الثواني والدقائق وهم فوق السحاب حتى يلاقوا الأرض من جديد بسبب الخوف والضجر وضيق المقاعد، ولّى وانتهى· وأصبحت التطورات التي تشهدها تقنيات الخدمات الجوية تؤذن بحلول عصر الطائرات التي توفر لركابها المقومات الكافية لتحويل رحلة طويلة إلى سلسلة من الأحداث الترفيهية والنشاطات الاجتماعية والعملية يصعب نسيانها· وسيكون ركاب (بوينج 787) قادرين على استخدام الهاتف الخليوي والإنترنت والاتصال بالهواتف الأرضية في أي بلد من بلدان العالم، وسيتمتعون بأساليب جديدة للضيافة فضلاً عن قوائم غير مسبوقة من وجبات الطعام· ومن بين الأنظمة الذكية الجديدة التي سيتمتع بها ركاب الطائرة الجديدة نظام التعقب الإلكتروني للحقائب· وتأتي أهمية هذا النظام من خلال إحصائيات تشير إلى أن شركات خطوط الطيران الأميركية تسجل كل عام فقد 250 ألف حقيبة سفر أو ما يعادل أقل بقليل من 1% من مجموع عدد الحقائب التي يصطحبها المسافرون، إلا أن الخبراء يقدرون متوسط تكلفة البحث عن الحقيبة المفقودة وإرسالها إلى الجهة الصحيحة بنحو 90 دولاراً· وتستخدم في النظام (ملصقات التعريف بواسطة الترددات اللاسلكية) RFID التي يتم تثبيتها على كل حقيبة أثناء إتمام كشف الدخول إلى الطائرة· وبهذا يمكن التعرف بطريقة لاسلكية عما إذا كانت الحقيبة الضائعة موجودة على متن الطائرة أو في إحدى صالات الركوب أو أنها شحنت بطريق الخطأ في طائرة أخرى· ومن الفوائد الأخرى للنظام أنه يسمح لشركات الخطوط الجوية بتأسيس قاعدة بيانات يمكن استخدامها على متن الطائرة المحلقة حتى يتأكد كل واحد من الركاب بأن حقائبه موجودة بالفعل في عنبر الشحن· ومن شأن مثل هذه المعلومات أن تترك أثراً نفسياً إيجابياً لدى الركاب، وأن تزيل من نفوسهم عامل القلق من احتمال فقد حقائبهم· وأطلقت شركة بوينج مؤخراً بحوثاً تخصصية في مختبراتها لمعرفة ما إذا كان لنوعية الطعام الذي يتناوله الركاب على متن الطائرات دور في زيادة الشعور بالراحة والاطمئنان أثناء قطع الرحلات الطويلة· ويشتمل البحث على الخوض في الظواهر المتعلقة بنوع من العلاقة القائمة بين علم التغذية وعلم النفس· وهناك بحوث أخرى تجريها بوينج حول تصميم أزياء جديدة للمضيفات يكون لها تأثيرها النفسي الأفضل على الركاب من حيث طريقة تفصيلها واختيار ألوانها· وتهدف بحوث أخرى لابتكار أساليب عصرية لتقديم الوجبات والهدايا لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال· ويعكف فريق من مهندسي الفرش الداخلي في شركة بوينج على تصميم مقاعد مبتكرة وبحيث يكون حيّز الحركة لكل مقعد مستقلاً عن المقاعد المجاورة وبما يدرأ إزعاج الركاب الآخرين· ويقول تقرير (فوربس) إن شركتي (الإمارات للطيران) و(كانتاس) الأسترالية أوعزتا لشركة متخصصة في فلوريدا بتصميم ملابس مبتكرة للطواقم الجوية التي ستعمل على متن طائراتها من طراز (إيرباص إيه 380)· واكتشف الخبراء أن تحقيق التواصل بين الركاب والأرض عبر استخدام وسائل الاتصالات الحديثة أصبح ضرورة ماسة وواحداً من أهم عوامل إزالة الخوف والتوتر· ويذكر أن خبراء شركة بوينج فشلوا العام الماضي في ابتكار خدمة الإنترنت الجوية التي أطلق عليها اسم Connection by Boing حتى أعلنت الشركة عن إيقاف البحوث المتعلقة بها؛ إلا أن شركات أخرى مثل (باناسونيك) اليابانية أعلنت عن أنها تكاد تفرغ من بحوث ترمي لإطلاق نظام متخصص ببث الرسائل النصية من الطائرات المحلقة بواسطة الموبايل· وأعلنت عن أن النظام الجديد سوف يكون جاهزاً للتداول التجاري خلال الأشهر المقبلة· وتعمل العديد من الشركات بما فيها (باناسونيك) على تطوير نظام يدعى (خدمة الاتصال الهاتفي عبر الإنترنت في الطائرات)؛ ومن المنتظر أن تعلن قريباً عما حققته من تقدم في هذا المجال· وإذا ما أضيفت إلى كل ذلك خدمة التذاكر الإلكترونية التي ستصبح شائعة الاستخدام في الفترة التي سيتم فيها إطلاق البوينج ،787 فسوف يكون في وسع المرء أن يرسم في مخيلته الصورة المتقدمة التي ستصبح عليها الخدمات الجوية في المستقبل القريب·