الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفتاة المجنونة

20 ديسمبر 2011 21:50
في ذلك اليوم وأنا في الطريق السريع خارجا من سان دييجو عندما استوقفني الشرطي، وأنا اقود سيارة الفتاة الحزينة شعرت بأنني في ورطة، نظرت في المرآة الجانبية، الشرطي يتجه نحوي وهو يضع يده على جراب مسدسه، شعرت بأن قلبي يكاد يقفز من مكانه، نظرت إلى الفتاة، قالت لي «لا تخف ودعني أتولى الحديث». تفقد الشرطي السيارة ونظر إلينا، فرأى آثار البكاء على وجه الفتاة، سألها إن كانت بخير، فأجهشت بالبكاء مرة أخرى. حاولت تهدئتها، فأمرني الشرطي بالترجل من السيارة فورا رافعا كلتا يدي في الهواء بناء على تعليماته، ويبدو أن زميله رأى المشهد فجاء شاهرا مسدسه للمساندة. أمرني الشرطي بوضع كلتا يداي على سقف السيارة ليتسنى له تفتيشي، وفي تلك اللحظة ترجلت الفتاة وقد اقترب منها الشرطي الآخر محاولا معرفة سبب بكائها، سألها إن كنت أذيتها أو ضربتها أو أنني أصحبها غصبا عنها، قالت، عذرا، وهي تكفكف دموعها، دعوه فليس له ذنب انه صديقي الوحيد، سألها الشرطي عن سبب بكائها إذن! لم تجاوبه، وبعد صمتها وإصراره على معرفة السبب خشية أن تكون ضحية، نظرت باتجاهي ثم أخبرتهم بأنني حبيبها الذي يريد هجرانها، وأنها تخلت عن كل شيء من أجل الحبيب الذي قرر السفر وتركها وحيدة، قالت ذلك وانفجرت باكية مرة ثالثة. تعاطف الشرطيان معها ، بل وربما كان في حديثهما تهديد ضمني، كنت مذهولا من حديث الفتاة غير أنه وسيلة إنقاذ، ولذلك وعدت بأن أعتني بها وألا أهجرها أبدا! توليت قيادة السيارة مرة أخرى على الأقل ريثما نبتعد عن أنظار الشرطة، كنت واجما صامتا افكر في كيفية الخلاص من هذه الورطة، ابتسمت عندما دار بخلدي أن تكون الفتاة مريضة نفسية ولديها عقدة اضطهاد أو تعيش حالة وهم ناتجة عن انفصام في الشخصية، فذلك آخر ما ينقصني، ولذلك قررت الهرب في أقرب فرصة، فانتظرت حتى نتوقف في استراحة على الطريق. فجأة انفجرت الفتاة ضاحكة وهي تنظر نحوي، قالت «هل أثرت إعجابك؟» قلت، نعم، أنت ممثلة بارعة لقد انطلت عليهم القصة، قالت أي قصة! فأعدت عليها قصتها عن هجران الحبيب أمام رجلي الشرطة، قالت «هل تعني أنني لا أعجبك» قلت بحذر متوجسا أن تنفجر باكية مرة أخرى «بالعكس إنك فتاة جميلة وذكية، غير أنني مجرد عابر سبيل» قالت، لا بأس سأرافقك أينما ذهبت». مرت فترة صمت ونحن نعبر الطريق السريع إلى لوس أنجلوس، وأنا أفكر في طريقة للخلاص من الفتاة المجنونة! rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©