الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيينا أفضل وجهة للمعيشة على مستوى العالم

فيينا أفضل وجهة للمعيشة على مستوى العالم
20 ديسمبر 2011 21:44
تزخر فيينا بالكثير من الدلالات السياحية التي لا تقل جاذبية وسحراً عن ملامحها البكر التي منحتها إياها الطبيعة. والعاصمة النمساوية الغارقة بشاعرية الموسيقى والتي يعود تأسيسها إلى نحو 500 عام قبل الميلاد، تم اختيارها الشهر الفائت كأفضل وجهة للمعيشة على مستوى العالم. وذلك لما تتميز به من خصائص حضارية تشكل مصدر راحة وأمان واستقرار لكل من يقطن على أرضها بقصد العمل وبناء الأسرة والتخطيط للمستقبل. وبهذا فإن معالمها الخلابة التي تمزج بين الإرث التاريخي والحداثة، تروي اليوم المزيد من قصص الماضي النضر والحاضر المتألق. من العلامات البارزة في السجل السياحي الطويل لمدينة فيينا، يوم اختارتها منظمة اليونسكو، من ضمن مواقع التراث العالمي عام 2001. ومنذ ذلك التاريخ وهي تتصدر سنوياً بحسب الإحصائيات الدولية المراكز الأولى بالنسبة لجودة خدمات الضيافة التي توفرها من جهة، ورفاهية العيش من جهة أخرى. وهي إلى جانب ما تتغنى به في الثقافة والهندسة المعمارية التقليدية والبنية التحتية الحديثة، تعتبر واحدة من المدن الأكثر خضرة في العالم، بحيث تشغل غاباتها نحو نصف مجموع أراضيها. مكانة مرموقة يتحدث محمد مراد الخبير الإعلامي لدى هيئة السياحة النمساوية، أنه بحسب الدراسة السنوية التي أجرتها حديثاً مجموعة «ميرسر للاستشارات» ومقرها بريطانيا، «تعتبر فيينا أفضل مدينة يمكن العيش فيها على الإطلاق بفضل بنيتها التحتية الممتازة وشوارعها الآمنة والخدمات الصحية الراقية فيها». وتأتي من بعدها وفقاً للتقرير مدن ألمانية وسويسرية سجلت أداء جيداً للغاية من حيث جودة مستويات المعيشة. وقد جاءت زيوريخ وميونيخ ودوسلدورف وفرانكفورت وجنيف ضمن أفضل عشر مدن شملتها القائمة. ويشير مراد إلى توافر عدة أسباب في فيينا تجعل منها المدينة المؤهلة لتبوؤ هذه المكانة المرموقة للمرة الثالثة على التوالي. ويوضح أن استطلاع الرأي العام يشمل ملاحظة أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والحكومية، وكذلك العناية الطبية فيها والتعليم وأوضاع البنية التحتية مثل وسائل النقل العامة والطاقة والمخزون المائي. ويلفت إلى أن التقرير الدولي يأخذ في الاعتبار العروض الاستجمامية التي تقدمها المدينة لضيوفها وللقاطنين فيها على حد سواء، مثل المطاعم والمسارح ودور السينما والمنشآت الرياضية. واحتوائها على مختلف أنواع البضائع الاستهلاكية التي قد يحتاج إليها الفرد في عصرنا الحالي، بما في ذلك الوسائل التقنية المتطورة والصناعات الضخمة. مع تركيز التقرير على الظروف البيئية النظيفة للمدينة وتغنيها بالمساحات الخضراء التي تضفي صحة وانتعاشاً على نوعية الهواء. فئات التميز بالنظر إلى منهجية عمل «ميرسر للاستشارات»، فهي تقيم الظروف المعيشية المحلية في مختلف المدن وفق الدراسات الاستقصائية التي تقوم بها على مستوى العالم. وتعمل إدارتها على تحليل الظروف المعيشية بناء على عدة عوامل تندرج ضمن 10 فئات، منها البيئة الاجتماعية المؤاتية والتي تأتي منسجمة مع الاستقرار السياسي وقياس معدلات الجريمة والتأكد من احترام القوانين والالتزام بتطبيقها، و الظروف الاقتصادية والتي تحكمها القوانين التنظيمية لتحويل العملات والخدمات المصرفية. وهذا من شأنه أن يترك صورة إيجابية عن رفاهية العيش.الأجواء الثقافية، مع الأخذ في الاعتبار حجم الرقابة، وما إذا كانت هنالك قيود على الحرية الشخصية. ملايين الزوار من جهته يذكر سلاجين باركاتيل كبير الباحثين في «ميرسر للاستشارات»، أن الدراسة الأخيرة لم تأت فقط على ذكر المدن المرموقة والاحتفاء بها. وإنما أشارت إلى تحذير مفاده أن المدن الأوروبية التي تحتل مراكز متقدمة، قد لا تضمن الحفاظ على موقعها في المسح الأخير الذي شمل أكثر من 200 مدينة. ويقول: «هذه المدن لن تكون محصنة من أي تراجع في مستويات المعيشة في حال استمر الاضطراب الاقتصادي على حاله، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على أدائها العام». ويورد كبير الباحثين في «ميرسر» أن فيينا تفوز بهذه الدراسة للمرة الثالثة، وهذا من شأنه تعزيز الحقيقة التي تؤكد أن ملايين المقبلين على العاصمة النمساوية متحمسون لزيارتها مراراً وتكراراً بقصد الاستمتاع بغناها الحضاري. ويقول «تستمر المدن الأوروبية عموما في ضمان أعلى مستويات المعيشة لأنها تتمتع بالبنية التحتية الأعلى والأحدث بالتوازي مع المرافق المترفة الخاصة بالاستجمام والطب وقضاء أوقات الفراغ». ويشرح في المقابل أن الاضطراب الاقتصادي والمستويات العالية للبطالة ونقص الثقة في المؤسسات العامة، تجعل من الصعب التنبؤ بما ستكون عليه الأوضاع في المستقبل. ويذكر «أنه لا تزال بلدان مثل النمسا وألمانيا وسويسرا جيدة بالنسبة لنوعية الحياة وتصنيفات السلامة الشخصية. ومع ذلك فهي ليست محصنة بالكامل من الهبوط في تصنيف مستويات المعيشة، ولاسيما إذا استمر الغموض العام يحوم في سمائها على غرار مختلف الدول». جزيرة صناعية تشكل فيينا واحدة من تسع ولايات في النمسا وهي المدينة الرئيسـية فيها، حيـث يبلغ عدد سـكانها نحو 2.3 مليون نسمة، وعاشر أكبر مدينة من ناحية عدد السكان في الاتحاد الأوروبي. وتشكل مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً مهماً، إذ تستضيف الكثير من المنظمات الدولية الكبرى مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة «أوبك». وتحتفظ لنفسها بسجل حافل بعالم الفنون والعلوم والموسيقى. تقع فيينا شرقي النمسا على مقربة من التشيك وسلوفاكيا والمجر، وتتمتع بصيف رحب يضم شتى أنواع النشاطات. وعلى بعد 21 كيلومتراً من وسط المدينة، تتألق فيها الجزيرة الصناعية «دونو أينسل» المطلة على ضفاف نهر الدانوب الجديد والممتدة على مساحة 42 كيلومترا من الشواطئ الحضرية. ولا يحتاج السائح إلى أكثر من 8 دقائق في مترو الأنفاق حتى ينتقل من «ستيفانز بلاتز» مركز المدينة إلى موقع السباحة. وبذلك فإن سهولة المواصلات وقرب المسافات تساعد على تأمين أجواء الراحة والاستمتاع بالنزهة. وبالانتقال إلى الوجه الآخر من فيينا حيث الحداثة الظاهرة في المدينة المتعددة الأوجه والنشاطات. فإن المتجول في أسواقها والمتتبع لمعارضها العصرية يلمس روح الحيوية والشباب في مختلف الميادين. وأول ما يلفت النظر في العاصمة النمساوية، ملامح الهندسة المعمارية الحديثة التي على ضخامتها تتماشى مع الطابع التراثي للمكان. ويعد مجمع حي المتاحف واحداً من أكبر المراكز الثقافية في المنطقة. ومن الصالات الشهيرة في فيينا «فولكسجارتن» و«فليكس» و«يو فور». رحلات يومية فيينا ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع البلاد بواسطة خطوط الطيران النمساوية التي تسير رحلات يومية ومباشرة إلى الامارات. وكانت المدينة شهدت على مدى السنوات القليلة الماضية نمواً قوياً في حركة السياحة القادمة من الشرق الأوسط، ويقوم بزيارتها سنوياً أكثر من 150 ألف مواطن من دول مجلس التعاون الخليجي. الموقع الأول وفقاً للتقرير الدولي فقد احتلت فيينا الموقع الأول في استطلاعات الرأي حول نوعية المعيشة لعام 2011. وبقيت مدينة زيوريخ المجاورة لها والواقعة في سويسرا، في المكانة الثانية، ومن بعدها أوكلاند في نيوزيلاندا وميونيخ في ألمانيا. في حين تعادلت كل من مدينتي دوسلدورف الألمانية وفانكوفر الكندية في احتلال الموقع الخامس. يذكر أن فيينا تفوقت كذلك في نسختي عامي 2009 و2010 لاستقصاء «ميرسر» للمعيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يؤثر في حركة الناس في 221 مدينة حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©