الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تحليل إخباري

10 يونيو 2007 01:10
"إعصار 5 يونيو 2007".. أحمد مرسي: خرجت الإمارات من إعصار 5 يونيو بدروس وعبَر وتعاملت مع الحادثة بصورة عقلانية، فالأقوياء هم الذين يستفيدون من الكوارث والأزمات ويعتبرونها نقطة مصارحة أو مكاشفة مع النفس· ففي يوم الخامس من يونيو تعاملت الدولة مع الحادث في شكل تصريحات بخط سير الإعصار واحتمالية أن يؤثر على المناطق الشرقية للبلاد وبدأت جهود رجال القوات المسلحة والداخلية في التعامل مع الكارثة، وفي اليوم الثاني (6 يونيو) بادرت الإمارات بالإعلان عن مساندتها لسلطنة عُمان الشقيقة بعد أن أعلنت الأخيرة حالة الطوارئ وكان الصوت الإماراتي أول من أبدى الجدية في المساعدة، وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وقوف الإمارات إلى جانب السلطنة لتثبت أنها لا تنسى مساندة أشقاءها· كان اليوم الثالث - السابع من يونيو- بمثابة التحدي الأكبر في التعامل مع الأزمة، فسخّرت البلاد إمكانياتها كافة لمواجهه الآثار الناجمة عن الإعصار بعد أن تعرضت الفجيرة ومدن الساحل الشرقي لأمواج عاتية وصلت إلى أكثر من عشرة أمتار، وتدفقت مياه البحر إلى بعض المدن السكنية بفعل الإعصار ''جونو''، وتم إخلاء السكان من مناطق عدة من خلال فريق عمل أشبة بخلية نحل، تكاتفت فيه المؤسسات المعنية كافة من رجال القوات المسلحة و''الداخلية'' و''الهلال الأحمر''، ورفعت حالة الطوارئ في المستشفيات القريبة، ووضعت ''الكهرباء'' خطة طارئة لمواجهة الأعطال، وباتت جميع الجهات في الدولة في حالة جاهزية تامة لتقديم المساعدات للمتضررين من خلال متابعة حثيثة من القيادة الرشيدة· فالمدارس فتحت أبوابها، وجهزت مراكز للإيواء بشكل سريع، وأمنت المساكن، وكل سبل الراحة للمتضررين، ولم تسقط من حسابات الدولة تقديم المساعدة للشرائح الاجتماعية كافة مثل ذوي الحالات الخاصة والمسنين وتم نقلهم إلى الفنادق، وبدأت فرق الإنقاذ تمارس مهامها، وشكلت مجموعات عمل في 34 مدرسة لتلبية احتياجات المتضررين، وأدلى الجميع بدلوه في تخطي تلك الأزمة، وظهر تكاتف أبناء الوطن كل يسارع بتقديم المعونة ليساهم بدورة في الوقوف بجانب أهله وجمع ''جونو'' الأهالي تحت سقف واحد تعايشوا بصورة حبية لتخطي الأزمة وتفقد أصحاب السمو الشيوخ وكبار المسؤولين خلال جولات تفقدية لمواقع الإعصار ليطمئنوا على أحوال الناس ويتعرفوا إلى احتياجاتهم· كان ''جونو'' بمثابة تحدٍّ لمواجهة الكوارث والأزمات والتعامل بكفاءة معها، بل كان فرصة للمصارحة مع النفس، ونقطة للمكاشفة والانتقادات للمقصرين، وجاءت على لسان سعادة الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي عندما انتقد الجهة المعنية في الأرصاد الجوية بالدولة بعدم دقتها ووضوح معلوماتها عن الإعصار، وهو ما يعتبر نوعاً من الخلل في التعاطي مع المشكلة، وعدم سماع أي شيء عنه إلا بعد قربه من الدولة، وكذلك التضارب في الآراء من خلال تصريحات جهات أخرى في الرصد الجوي·· جهة تنفي وأخرى تثبت خطورة الوضع، مطالباً بوجود جهة موحدة تكلف بالحديث عن الأحوال الجوية حتى لا تحدث مشكلة كبرى في المستقبل، وحتى يستعد الجميع للتعامل مع المشكلات والكوارث قبل وقوعها والاستعداد لها بالشكل المناسب· خرجت الإمارات منتصرة في طريقة التعامل مع إعصار الخامس من يونيو دون أن تسجل أي حالة وفاة - والحمد لله- بين أراضيها وأصبح هذا اليوم محفوراً في ذاكرة الوطن بنكسة 76 وإعصار ''جونو'' خاصة على من عايشوه عن قرب في المنطقة الشرقية بالدولة، وفي سلطنة عُمان، وإيران·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©