الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بهاء طاهر يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية

بهاء طاهر يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
12 مارس 2008 03:45
هذا التساؤل رد عليه رئبيس لجنة التحكيم صموئيل شمعون بالقول، إن بعض الروايات لا تحتاج إلى قراءة كاملة ومتقنة، لإظهار عدم صلاحياتها للمنافسة، إذ يكفي الاطلاع على خمسين صفحة منها لتبيان الغث من الثمين، الرد لم يبد مقنعاً لكثيرين، مما دفع شمعون للاستدراك موضحا أن لكلامه طابعاً عمومياً، وهو لا يتعلق بالروايات المقترحة والمرشحة، وإنما ببعض الأعمال الروائية المنشورة، التي لا يعكس وجودها في المكتبات أكثر من توافر الإمكانات المادية لأصحابه، من دون القدرات الإبداعية الحقة· أما في ما يخص حصر حق الترشيح بالناشرين، فقد أشار د· جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، إلى أن ترك أمر الترشيح بيد الكتاب أنفسهم من شأنه أن يرفع عدد الأعمال المرشحة إلى رقم خيالي، مما لا يسمح لأعضاء لجنة التحكيم بقراءتها وإعطائها حقها من الاهتمام، وسيكون من الصعب إقناع الجمهور بهذا الأمر فيما لو حصل فعلاً، لذلك كان لابد من حصر حق الترشيح، حتى يستقيم العمل·مديرة الجائزة الشاعرة جومانا حداد تولت الترحيب بالحضور وتقديم المتحدثين، مشيدة بجهود أعضاء لجنة التحكيم طيلة الفترة الماضية، ومقدرة عطاءات الجهة الراعية المتمثلة بمؤسسة الإمارات، في حين نوه تايلور بمناقبية العمل، مؤكداً التواصل بين الجائزة العالمية للرواية العربية وبين جائزة البوكر البريطانية، وألقيت كلمة باسم احمد علي الصايغ، العضو المنتدب لمؤسسة الامارات، راعية العمل، تولى إلقاءها احد مساعدي الصايغ، الذي حالت بعض المشاغل من دون حضوره في بداية الحفل، وشددت الكلمة على أن دور المؤسسة اقتصر على التمويل من دون أي تدخل في المسار المهني، حرصاً على نزاهة الجائزة وشفافيتها، وفي وقت لاحق حضر الصايغ وارتجل كلمة ترحيب بالحضور، مشيراً إلى أنه يبدي اعتزازاً بكل التفاصيل التي رافقت الإنجاز، بما في ذلك النقد الذي طاول عمل لجنة التحكيم، لأن ذلك يعكس مدى جدية العمل وأصالته· حكاية صموئيل رئيس لجنة التحكيم صموئيل شمعون القى كلمة مختصرة في الحفل، رد خلالها على بعض منتقدي إسناد رئاسة لجنة التحكيم إليه، من دون أن يسميهم، وروى شمعون حكايته مع ترؤس اللجنة قائلاً: ''قبل عام من الآن كنت في زيارة لأحد اصدقائي في نيويورك، حيث تلقيت رسالة الكترونية من ''أحدهم'' يقترح علي ترؤس اللجنة''· تابع شمعون قائلاً: ''ذهبت بعد ذلك إلى إحدى الحدائق العامة، واستلقيت على مقعد مستذكراً أيام التشرد في باريس، وسألت نفسي هل يمكن ان تكون رئيس لجنة تحكيم؟! استهولت الأمر في البداية، لكنني استدركت متسائلاً ما المانع من ذلك؟ فأنا اقرأ ما يزيد على الخمسين رواية سنوياً في إطار إشرافي على مجلة ''بانيبال'' التي تتولى ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الانكليزية، كذلك أنا مهتم بالإبداع عموماً، من خلال موقع كيكا الإلكتروني، اتخذت القرار، وأجبت على الرسالة بالموافقة، لم أتنبه يومها إلى أنني لست أكاديمياً، وانني أحب الأحذية الرياضية''· وذلك في معرض الإشارة إلى كلام أحد النقاد العرب الذي انتقد صموئيل لارتدائه حذاء رخيص الثمن خلال الإعلان عن لائحة الستة المتقدمين بين المرشحين للجائزة· بعد إعلان الجائزة هنأ الكتاب المدرجة اسماؤهم على القائمة النهائية زميلهم الفائز، وقالت الكاتبة مي منسى لـ ''الاتحاد الثقافي: ''انها تحترم قرار اللجنة، وتثق بكونه صادراً عن دراية ومعرفة· كذلك أشاد الكاتب جبور الدويهي بالقرار معتبراً أن رواية ''واحة الغروب'' رائعة، وتستحق الفوز، من دون أن يعني ذلك انتقاصاً من قيمة الأعمال الأخرى· وكانت لجنة التحكيم المؤلفة من الكتاب محمد برّادة، محمد بنيس، فيصل دراج، بول ستاركي، صموئيل شمعون، وغالية قباني، قد أقرت، بعد اجتماع لها في العاصمة البريطانية، في التاسع والعشرين من يناير الفائت، وصول ست روايات إلى القائمة النهائية، تمهيداً لتحديد الرواية الفائزة، وكانت الروايات التي أقرتها لجنة التحكيم كالاتي: ''مديح الكراهية'' للكاتب السوري خالد خليفة، صادرة عن دار أميسا، ''مطر حزيران'' للكاتب اللبناني جبور الدويهي، صادرة عن دار النهار، ''واحة الغروب'' للكاتب المصري بهاء طاهر، صادرة عن دار الشروق، ''تغريدة البجعة'' للكاتب المصري مكاوي سعيد، صادرة عن ''الدار''، ''أرض اليمبوس'' للكاتب الأردني الياس فركوح، صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودار أزمنة، ورواية ''أنتعل الغبار وأمشي'' للكاتبة اللبنانية مي منسى صادرة عن دار رياض الريس· يشار الى أن الجائزة التي تبلغ قيمتها خمسين ألف دولار أميركي للفائز الأول، وعشرة آلاف لكل من الروايات المختارة للقائمة النهائية، تدار بالشراكة مع ''مؤسسة بوكر البريطانية''، وبدعم من ''مؤسسة الإمارات''، وهي جائزة سنوية تعمل في سبيل منح الروايات العربية المستحقة فرصة الانتشار عبر ترجمتها إلى لغات عالمية· عناصر المطافي قبيل إعلان فوزه بالجائزة قال الروائي بهاء طاهر لـ ''الاتحاد الثقافي'': إنه لا يرى الجوائز معياراً للتمايز الإبداعي، بمقدار ما هي اعتراف بجهد الكاتب، واعلان لكون روايته مستوفية لشروط القبول من قبل فريق متخصص، ومدرك لجوهر اللعبة الإبداعية، وعن الأثر الذي يمكن للجائزة أن تعكسه على شهيته للكتابة، ومقدار كونها محفزاً على بذل المزيد من الجهد، قال طاهر إن الاعتراف بأديب ما في مقتبل العمر، عبر منحه جائزة تقدير، لا بد أن يشكل عنصر تشجيع له، من أجل تقديم الأفضل، أما بالنسبة للكتاب أمثاله، ممن تقدم بهم العمر، فالحال يؤول إلى ''وصول عناصر المطافي بعد إخماد الحريق''· وفي كلمته التي ألقاها بعد إعلان الفوز، شكر طاهر ''كل من يستحق الشكر في سياق حصوله على الجائزة، مؤكداً استمراره في مهنة الكتابة، من دون أي تعديل في مقاييسه ووسائله اللغوية، ومشدداً على أن للجائزة طعماً مميزاً، كونها تأتي من الإمارات العربية، التي تحرص على رعاية الإبداع العربي، ودفعه إلى مواكبة العصر· واحة سيوه الواحة التي يتحدث عنها بهاء طاهر في روايته هي سيوه أحد معالم مصر في أواخر القرن التاسع عشر، وهي تضم آثاراً متنوعة بينها معبد آمون الثاني (أحد آلهة مصر القديمة) الذي اشتهر بمعبد ''أم عبيدة المعبد قاوم عوامل الطبيعة من بينها زلزال شهير وقع عام 1811 وأدى الى تدمير جزء منه· لكنه بقي قائماً· عام ،1897 قام مأمور الواحة محمود عزمي بتفخيخ المعبد مستخدماً البارود ليستخدم أحجاره لبناء بيته· وشيد بما بقي من أحجار درجا لقسم الشرطة· يبني طاهر روايته على خلفية تاريخية، لكنه يتسلل منها إلى الواقع المصري والعربي الراهن، مشدداً على أن روايته لايمكن إدراجها في منطق صراع الحضارات، الذي اكتسب حضوراً في الأدبيات المطروحة على الساحة الفكرية والثقافية مؤخراً، وإنما في إطار العلاقة بين الحضارات القائمة، وهي علاقة لم تخل من التوتر، وإن كان إمكان تعايشها لايزال قائماً· بهاء طاهر في سطور الكاتب الفائز بهاء طاهر مؤلف روائي وقاص ومترجم مصري، ولد في صعيد مصر عام ،1935 وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ عام ،1965 ودبلومي الدراسات العليا في الإعلام، و التاريخ الحديث في العام نفسه· عمل مخرجاً للدراما، ومذيعاً في البرنامج الثاني (الثقافي) حتى عام 1975 أولى مجموعاته القصصية بعنوان الخطوبة عام ،1972 سافر إلى جنيف ليعمل في الأمم المتحدة منذ 1981 وحتى ،1995 وقد تم اختيار روايتيه: ''قالت ضحى''، و''خالتي صفية و الدير'' كأفضل عملين أدبيين في سنتي صدورهما، وقال عنهما الناقد علي الراعي: ''إنهما أصدق محاولة لتضمين التراث المصري القديم في الأدب الحديث''· أعماله هي: الخطوبة (مجموعة قصصية)، بالأمس حلمت بك (مجموعة قصصية)، أنا الملك جئت، شرق النخيل (رواية)، قالت ضحى، خالتي صفية والدير، الحب في المنفى (رواية) ،1995 10 مسرحيات مصرية ـ عرض ونقد، أبناء رفاعة ـ الثقافة والحرية، ساحر الصحراء، ترجمة لرواية الخيميائي لـ باولو كويلهو، نقطة النور ـ رواية، واحة الغروب ـ رواية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©