الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«زايد والمسؤولية الاجتماعية» : زايد تمتع بحس إيماني وإنساني

«زايد والمسؤولية الاجتماعية» : زايد تمتع بحس إيماني وإنساني
9 ديسمبر 2012
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أكد مشاركون في ندوة “زايد والمسؤولية الاجتماعية” التي نظمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، تمتع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بحس إيماني وإنساني، وكان يراهن على صمود أبناء وطنه، وتوقع أن تكون الإمارات من دول العالم ذات الثقل الكبير، كما أكدوا عدم القدرة على إحصاء الدور الإنساني الذي قام به المغفور له، لتشعبه وكثرته، وامتداده في دول العالم. وبين المشاركون أن المغفور له بإذن الله تعالى كان يثق في أبناء شعبه، ويعرف خصوصيته بامتياز، لذلك استطاع القيام بنقلة كبيرة وتغيير في مفاهيم الثقافة المحلية والقبلية، وتطويعها للتوافق مع مقتضيات الشرع، حيث اهتم بالثقافة والتعليم، وأعطى المرأة كامل حقوقها، وخصص للإناث مدارسهن الخاصة بهن في ظل عصر كان خروج المرأة وليس تعليمها يمثل كارثة. وعقدت الندوة برعاية سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وذلك في قاعة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان بمقر المؤسسة في أبوظبي. وألقى أحمد بن شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الكلمة الافتتاحية للندوة التي شارك فيها كل من الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، والدكتورة رفيعة غباش رئيس جامعة الخليج سابقاً، وهزاع محمد القحطاني مدير مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات، بحضور سفيري المملكة الأردنية الهاشمية، وسلطنة عمان، وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة وعدد من الشخصيات العامة. وقال الظاهري في كلمته، إن الحديث عن الاتحاد واليوم الوطني للدولة، حديث عن صاحب ومؤسس هذا الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي سخر الثروة لرفعة شعبه وتقدم دولته، وحافظ في الوقت نفسه على مكتسباته التراثية وحرص على إبرازها. وأضاف أن مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية لم تكن المبادرة الأولى أو الوحيدة للمغفور له بإذن الله الوالد المؤسس، فقد مد يده للجميع في جميع بقاع العالم، فكان رجل الإحسان والخير، وأينما حل حلّ الخير معه، دون تمييز لدين أو عرق أو جنسية، ليصبح اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مرتبطاً بالخير والعطاء في أذهان شعوب العالم. وأكد الظاهري أن المؤسسة تحت قيادة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وضعت نصب أعينها على تحقيق أهدافها، ملتزمة بمنهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وأضاف أن المؤسسة شيدت أكثر من 10 كليات ومعاهد ومستشفيات حول العالم، كما ساهمت إلى جانب المؤسسات الخيرية الأخرى في الدولة، بالعديد من المشاريع والبرامج الخيرية لمساعدة المحتاجين، في كل ما يتعلق بشؤونهم الحياتية الأساسية مثل التعليم والعلاج والمساعدات المالية. وتناول المشاركون في الندوة تطور الحياة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والإنسانية مع فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. وقال هزاع محمد القحطاني، إن المغفور له بإذن الله تعالى كان مجبولاً على العطاء منذ نعومة أظفاره، وكان يجسد مبادئ العمل الإنساني في تصرفاته، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، حيث أسهم بدور إنساني في أكثر مناطق العالم سخونة، وسعى دائماً لوقف الصراع بين الأطياف المتنازعة عربياً وإقليمياً ودولياً، ولم يفرق في ذلك بين البشر، حيث كان يساوي بين البشر دون النظر للعقيدة أو اللون أو الجنس. وأوضح القحطاني خلال ورقته المعنونة بـ“زايد ودوره الإنساني الدولي”، أنه من المستحيل حصر إنجازات المغفور له الإنسانية للعالم بشكل كامل، نظراً لكثرتها وتنوعها. واستعرض القحطاني حجم المساعدات الإنسانية الخارجية التي قدمتها الإمارات منذ قيام الاتحاد، حيث بلغت المساعدات التنموية من صندوق أبوظبي للتنمية خلال الفترة من 1971 إلى 2004 نحو 90 مليار درهم، فيما بلغت المساعدات الإنسانية المقدمة من الهلال الأحمر خلال الفترة نفسها نحو مليار درهم، وبلغت المساعدات الخيرية لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية نحو 300 مليون درهم. مساعدات خارجية وأضاف أن إجمالي المساعدات الخارجية للدولة خلال تلك الفترة بلغ 91 مليار درهم، استفادت منها أكثر من 121 دولة حول العالم، حيث رسخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان روح العطاء، ومد يد العون للمحتاج بين أبناء الشعب والقيادة. وأوضح مدير مكتب تنسيق المساعدات الخارجية، أنه يوجد حالياً أكثر من 30 مؤسسة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، ووصلت دولة الإمارات إلى المركز الـ 14 من حيث تقديم المساعدات في عام 2009، وفي عام 2010 حصدت المركز الثامن على مستوى العطاء الخارجي. وأضاف أن إجمالي المساعدات الخارجية للدولة خلال الفترة من 2005 إلى 2011 بلغ 31 مليار درهم، استفاد منها 156 دولة حول العالم، مستعرضاً العديد من المشاريع الخارجية للدولة، لعدد من الجهات المانحة. من جانبه، تناول الدكتور سليمان الجاسم في ورقته التي قدمها خلال الندوة، مسيرة التعليم في دولة الإمارات، واستعرض خلالها مراحل التعليم في الإمارات التي بدأت بمرحلة الكتاتيب، من خلال تعليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والصلاة، والتدريب على القراءة والكتابة، وتعليم مبادئ الحساب. وتلا هذه المرحلة، المرحلة الثانية وهي مرحلة التعليم شبه النظامي التي بدأت من عام 1903 إلى 1953، حيث كان لتجار اللؤلؤ فيها دور كبير من خلال فتح المدارس شبه النظامية، كما حاولوا جلب العلماء والمثقفين والمعلمين للتدريس في تلك المدارس، وهو ما أحدث نقلة نوعية في التعليم في الإمارات، وأول مدرسة أنشأت كانت في أبوظبي عام 1903. وأشار الدكتور سليمان الجاسم إلى أن دخول المرحلة الثالثة وهي التعليم النظامي إلى الإمارات كان بمساعدة من دولة الكويت الشقيقة عام 1953، كما أنشأت أول مدرسة للبنات عام 1956، ودخل التعليم النظامي إلى أبوظبي عام 1962، حيث تمت الاستعانة بمدرسين من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت وعدد من الدول الأخرى. التعليم هو الثروة وأضاف أن الوالد المؤسس، الشيخ زايد طيب الله ثراه، آمن بأن التعليم هو الثروة الحقيقية وأنه المحرك الأساسي لتغيير ثقافة الناس، بما يمكنهم من بناء وطنهم وتنميته، حيث أسس زايد أول مدرسة في العين عام 1955، اسمها المدرسة النهيانية، ودرس بها العديد من الطلبة الذين تقلدوا مناصب مهمة في الدولة لاحقاً. وأكد الجاسم أن المغفور له بإذن الله، اهتم أيضاً بالمعلمين وكان يزور المدرسين ويتابع أمورهم اليومية، وقام بزيادة رواتبهم، وافتتح مدارس مسائية خاصة لكبار السن، كما شجع أولياء الأمور على إرسال أبنائهم وبناتهم للمدارس، من خلال دعم الأسر مادياً، لتحدث في عهده طفرة في المساحة الجغرافية للتعليم بين المواطنين، حيث لم يقتصر على فتح المدارس في أبوظبي فقط حتى قبل أيام الاتحاد. وأضاف أن المرحلة الرابعة للتعليم في ظل الاتحاد، ركزت على إرسال البعثات التعليمية وتزويد المدارس من معلمين وطلبة بأحدث الوسائل العلمية الحديثة، وارتفعت نسبة المتعلمين بين المواطنين في عهد الاتحاد، وكان نظام الدراسة في البداية هو 3 مراحل كل مرحلة 4 سنوات، وعادت وزارة التربية والتعليم وغيرتها إلى 6 سنوات في المرحلة الأولى، ثم 3 سنوات في كل من المرحلتين الثانية والثالثة. وقدم مدير جامعة زايد مقارنات عددية عن أوضاع التعليم في عام 1971 والوقت الحالي، حيث كان أعداد الطلبة في المدارس الحكومية 40 ألفاً و115 طالباً، أما حالياً فيبلغ 545 ألف طالب وطالبة، كما كان عدد الطلبة في المدارس الخاصة 4580 ليصل حالياً إلى 255 ألف طالب وطالبة. وأضاف أن عدد المدرسين بلغ حالياً 2279 معلماً ومعلمة، كما وصل عدد المدارس حالياً إلى 694 مدرسة حكومية و473 مدرسة خاصة، وبلغ إجمالي عدد الطلاب في دولة الإمارات حالياً 812 ألف طالب وطالبة. وعن مستقبل التعليم في الإمارات، قال الجاسم إن القيادة الرشيدة للدولة تحرص على التطوير المستدام لمنظومة التعليم من خلال استراتيجيات تطوير التعليم، ومنها استراتيجية 2020، كما خصصت الدولة هذا العام نحو 20% من موازنتها على التعليم، وهو ما يعكس مدى الاهتمام الكبير بهذا القطاع. تمكين المرأة واستعرضت الدكتورة رفيعة غباش خلال الندوة التاريخ السياسي والاجتماعي لمنطقة الخليج ككل بمختلف مراحلها، مضيفة أن المنطقة كانت مجموعة من القبائل، وأن النظام السياسي لها كان يقوم على الشورى والقبلية والولاء، وهو النظام الذي كان كفيلاً بإدارة المصالح العامة لكل المناطق في ظل الاحتلال البريطاني. وأكدت الدكتورة غباش أن المغفور له الشيخ زايد عمل على ترسيخ مكانة دولة الإمارات بعد الاتحاد على الصعيد الدولي والإقليمي، من خلال سياسة متوازنة، جعلت الجميع حلفاء للإمارات، كما سخر الثروة للشعب في كل مناطق الدولة، وتعامل بعلاقة تعاونية مع المقيمين الوافدين من الخارج، وحسّن ظروف المواطنين وانتشلهم من الفقر والمرض، كما عمل على تمكين المرأة الإماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©