بيروت - الاتحاد، باريس- وكالات الانباء: كشف مصدر دبلوماسي فرنسي امس ان موفد وزارة الخارجية السفير جان كلون كوسوران سيزور بيروت اليوم الاحد تحضيراً للقاء الاطراف اللبنانيين المتوقع في باريس في محاولة للخروج من الازمة السياسية· واوضح المصدر ان زيارة كوسوران الخبير في شوؤن الشرق الاوسط والمنتدب من وزير الخارجية برنار كوشنير ستسمر لايام في لبنان·
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت عن مبادرة لكوشنير لدعوة ممثلي مجمل القوى السياسية اللبنانية والمجتمع المدني الى باريس للمشاركة في مؤتمر غير رسمي قد يعقد نهاية يونيو لتشجيع استئناف الحوار والخروج من الازمة السياسية، وهو الامر الذي لاقى ترحيب الاطراف اللبنانية الرئيسية سواء (الاكثرية) او (المعارضة)· فيما قالت صحيفة ''الاخبار'' اللبنانية ان نحو 25 شخصية من جميع القوى اللبنانية الفاعلة ستوجه لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر·
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية في بيروت لـ''الاتحاد'' إن باريس لا تقود مبادرة خاصة للحل، انما تهدف من خلال دعوتها الى تقريب وجهات نظر القوى اللبنانية المتنازعة وجمعهم حول طاولة مستديرة يجري العمل على اعدادها حالياً، ونفت ان تكون مبادرة كوشنير بالاشتراك مع السعودية وايران او انها بديلة للحوار الوطني اللبناني، انما هي دعوة لمساعدة اللبنانيين على البحث في امكانية العودة الى الحوار· فيما اوضحت مصادر لبنانية لـ''الاتحاد'' أن شخصيات فرنسية من المجتمع المدني وفرنسيين من اصل لبناني وممثلين عن سوريا والسعودية وايران ومصر ربما يشاركون في المؤتمر الذي ستواكبه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ستكون موجودة في باريس خلال انعقاده·
وقالت مصادر في ''قوى 14 مارس'' (الاكثرية) واخرى في ''قوى 8 مارس'' (المعارضة) لـ''الاتحاد'' إن المسعى الفرنسي يلقى ترحيباً شاملاً من جميع اللبنانيين والقوى السياسية من حيث المبدأ· وفي حين ابدى ''حزب الله'' وحركة ''امل'' وحزب ''الكتائب'' استعدادهم للمشاركة، اعلن رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط انه ينتظر تسلم الدعوى الفرنسية رسمياً ليقرر ما اذا كان الحزب الذي يتزعمه سيشارك وعلى اي مستوى، وهو الموقف نفسه الذي اعلنه رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع طالباً ايضاً معرفة اهداف المؤتمر وغاياته ومستوى المشاركة ومقترحاً ان يكون المؤتمر برعاية البطريرك الماروني نصرالله صفير·
وابدى مجلس المطارنة الموارنة في لبنان والخارج بعد خلوتهم السنوية التي انعقدت برئاسة صفير امس قلقه الشديد بسبب الاوضاع الامنية المتردية في لبنان، وشجب التفجيرات المتنقلة والاعتداء المقصود على الجيش اللبناني، ورأى ان ما يساعد على إخراج الوطن من محنته هو عمل المسؤولين معاً على إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية، لافتاً الى انه بعد ان انتهى التجاذب بشأن المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستدخل حيز التنفيذ اليوم الاحد أصبح من الضروري تأليف حكومة وحدة وطنية ذات برنامج متفق عليه والعمل معاً على انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري قادر على التوحيد والتوفيق بين مختلف الفئات والتوجهات، ودعا اللبنانيين عموماً على توحيد الكلمة والصف·
عدد اليوم
