الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والكويت نموذجٌ فريدٌ في العلاقات الثنائية

الإمارات والكويت نموذجٌ فريدٌ في العلاقات الثنائية
25 فبراير 2017 01:37
حسين رشيد (أبوظبي) شهر فبراير من كل عام من أهم شهور السنة لدى الكويتيين، إذ يحمل هذا الشهر في طياته أهم المناسبات الوطنية لدولة الكويت في تاريخها المعاصر، أولها العيد الوطني لاستقلال دولة الكويت، وذكرى عيد التحرير، حيث تم تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم عليها في العام 1990م. وكذلك ذكرى تولي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم. واليوم في الـ 25 من فبراير 2017م، ستحتفل دولة الكويت بالذكرى الـ 56 لاستقلالها، وأيضاً الذكرى الـ 26 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وكذلك ذكرى تولي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث تعم الشارع الكويتي مباهج الاحتفالات التي يترقبها الشعب الكويتي وينتظرها من العام إلى العام، في هذا التوقيت من كل سنة. وبحكم العلاقات التاريخية والثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، يشارك أبناء الإمارات الشعب الكويتي فرحته وابتهاجه بهذه المناسبات العزيزة على قلوب الكويتيين والإماراتيين وأبناء الخليج العربي أيضاً، خاصة أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تمتاز بقوتها ومتانتها وعمقها التاريخي والاجتماعي، فالدولتان تجمعهما علاقات ثنائية وأخوية فريدة تمتد إلى أكثر من 6 عقود مضت. وتحظى هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين، بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وهناك حرص كبير على تقوية أواصرها، وتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وخلال العقود الماضية كانت هناك العديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ العلاقات بين البلدين والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين، وقد أرسى دعائم هذه العلاقة التي جمعت دولة الإمارات وشقيقتها دولة الكويت، المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ جابر الأحمد الصباح في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له، الشيخ صباح السالم الصباح عام 1973م. لقد كانت لدولة الكويت إسهامات كبيرة ودور رائد في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإعلامية والاجتماعية لإمارات الخليج قبل حصولها على الاستقلال، ففي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات عام 1955م، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة في مختلف الإمارات قبل اتحادها واستقلالها، فإن البعثة الطبية الكويتية وصلت إلى الإمارات عام 1962م، وباشرت إنشاء العديد من المراكز والمستشفيات، كما ساهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها من قبل بعض الذين أوفدتهم دولة الكويت إلى إمارات الخليج قبل اتحادها للقيام بهذه المهام. وخلال حرب تحرير دولة الكويت في العام 1990م، وانطلاقاً من وفائها بعهودها والتزاماتها المؤيدة لقضايا الحق والعدالة، شاركت الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي ضمن التحالف الدولي، بعد المحاولات السلمية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع زعماء دول الخليج العربي والدول العربية، وكانت مشاركة دولة الإمارات على ثلاث مراحل، هي: الأولى: مرحلة عملية درع الصحراء وبدأت بتاريخ 2-8-1990 وانتهت بتاريخ 23-2-1991. الثانية: مرحلة عاصفة الصحراء وبدأت بتاريخ 24-2-1991 وانتهت بتاريخ 27-2-1991. الثالثة: مرحلة (وداعاً أيتها الصحراء) من 3-3-1991م إلى شهر يونيو 1992م. وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة محطات بارزة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدما بما ينعكس على تحقيق المصالح االمشتركة. كما حرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتعميقها في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي، وتعتمد دائماً على التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، بما يحقق الانسجام التام لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما تشهد العلاقات السياسية بين الكويت والإمارات تطوراً ملحوظاً يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويعتبر توقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في 2006م بمدينة الكويت والاجتماع الأول للجنة المنعقد في أبوظبي بتاريخ في 2008م، تتويجاً للعلاقات القائمة بين البلدين. وفي 2013م عقدت الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة وتم خلالها التوقيع على عدة برامج واتفاقيات، منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014-2015 والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015، كما تم أيضاً التوقيع على برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، إضافة إلى بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت، واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات. كما أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت متينة للغاية، مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، وتمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط، وتطورت بعد اكتشاف النفط، كما أن تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من أخوة صادقة، ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي لاسيما في المجالات الاقتصادية، يجعلنا نقف على أرض صلبة تمنحنا التفاؤل لتوطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين. وختاماً فإن مسيرة التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين البلدين والتي امتدت لأكثر من 6 عقود مضت، تؤكد قوة ومتانة العلاقات ليس على مستوى القيادات فحسب بل على مستوى الشعبين الشقيقين، ويبرز ذلك من خلال الزيارات المستمرة والمتبادلة بين قادة البلدين ومسؤوليها، وحرصهم على تطوير ودعم أواصر المحبة والأخوة لما فيه الخير لأبناء الإمارات والكويت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©