مركز خدمات المزارعين يقيم مزرعة نموذجية في مدينة زايد

أقام مركز خدمات المزارعين بأبوظبي، نموذجاً متميزاً لمزرعة متكاملة التي تستخدم في تربية الثروة الحيوانية، وزراعة أنواع مختلفة من نباتات الأعلاف المقاومة لدرجات الملوحة العالية، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية. واستعرض المركز خلال يوم مفتوح شهده عدد كبير من المزارعين في المنطقة الغربية والمختصين بمجالات الزراعة والثروة الحيوانية المزرعة المتكاملة التي يسعى المركز الى تطبيقها في عدد كبير من المزارع في المنطقة. وتضمنت المزرعة نموذجاً متطوراً وفعالاً لتربية ورعاية الحيوانات داخل المزرعة مع وضع تصميم نموذجي لحظائر الماشية من الماعز والأغنام التي تتم تربيتها في المزرعة بأسلوب يتناسب مع البيئة الإماراتية ويسهم في حماية الحيوانات من تقلبات الجو وحرارة الشمس الحارقة في الصيف والأمطار الموسمية في فصل الشتاء. واستمع الحضور إلى شرح حول أهمية المزارع النموذجية والشروط اللازمة لتصميم حظيرة صحية وآمنة للحيوانات في المزرعة تراعي عدة معايير لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، ومنها فصل الأغنام عن بعضها وتصنيفها بشكل متجانس وتقسيمها لتضم الذكور في اقسام منفصلة عن الإناث وكذلك الصغار بعيداً عن الكبار وفصل الأمهات، ووضع تصاميم خاصة بالصغار تضمن حماية الصغار خاصة في مرحلة الفطام. وقدم حمد عيسى المزروعي مدير علاقات المزارعين بالمنطقة الأولى بالمنطقة الغربية شرحاً لفوائد التصميم النموذجي والذي يضمن الحفاظ على الأعلاف الحيوانية المستخدمة في التغذية من التلف والهدر وذلك من خلال تصميم أدوات تغذية تسهم في الحفاظ على الأعلاف وتلافي عيوب النظام الغذائي القديم المعتمد على وضع الغذاء على الأرض مما يتسبب معه في هدر كميات غير قليلة من العلف وكذلك انتشار الأمراض وبخاصة الطفيليات الداخلية التي تصيب الحيوانات، بالإضافة إلى تلوث الغذاء بمخلفات الحيوانات التي تسبب اضراراً عديدة. ويتضمن التصميم الجديد تحديد الأماكن المثالية لتقديم المياه بما يضمن توافر مياه نقية وعذبة ونظيفة طوال الوقت وبشكل آمن لا تسبب أي فاقد داخل الحظيرة ينتج عنه أمراض وطفيليات تصيب الحيوانات وتضر بصحتهم. وتعتبر حظيرة الأغنام النموذجية التي تم تقديمها داخل المزرعة نموذجاً مثالياً لتوضيح الفكرة والمعايير الواجب مراعاتها لتحقيق اقصى استفادة من تربية ورعاية الحيوانات داخل المزرعة وتمكن المزارع من الاطلاع على الاشتراطات والمعايير الواجب توافرها في تصميم وإنشاء الحظائر مع ترك حرية اختيار الأدوات والوسائل المستخدمة لتنفيذ الفكرة حسب رغبة كل مزارع وبالاسلوب الذي يضمن له بيئة نموذجية لتربية الحيوانات داخل المزرعة وتحقيق اقصى استفادة منها بشكل يسهم في زيادة المردود المادي للمزارع. ويسهم التصميم النموذجي للحظيرة في تربية الضأن والماعز بالمزرعة في ظروف جيدة ومتحكم فيها، وهو ما يسمح للمزارع وعمال المزرعة بالقيام بفحوصات منتظمة لصحة الحيوانات ضمن مزايا أخرى. واشتملت المزرعة النموذجية على قسم لزراعة الأعلاف مثل حشائش الليبيد وغيرها من أنواع الأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات والتي تتحمل درجة ملوحة عالية تصل في بعض الاحيان إلى نصف ملوحة مياه البحر بحسب ابراهيم احمد المحرزي مدير الاتصال الحكومي والعلاقات العامة بالمركز الدولي للزراعة الملحية والذي قدم شرحا للمزارعين حول أهمية الاعتماد على النباتات التي تتحمل درجات عالية من الملوحة، ومنها الأعلاف والتي نجحت زراعتها بشكل كبير في عدد من المزارع موضحا انه تمت زراعة مساحة 6.3 هكتار داخل عدد من مزارع المنطقة الغربية ذات الملوحة العالية، وحققت نجاحاً كبيراً وذلك بالتعاون مع مركز خدمات المزارعين بأبوظبي. وأشار المحرزي إلى أنه تم إنتاج العلف بالمزرعة بطريقة تستهلك كميات قليلة من المياه، عبر الري لفترات قصيرة وتقديمه طازجاً للحيوانات، مشيراً إلى أن هذه الطريقة كفيلة بإطعام المواشي أفضل أنواع العلف بالإضافة إلى توفير المياه بالتقليل من الهدر والاستخدام.