تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يرى الفنان العراقي فلاح هاشم الذي جسد شخصية «عدنان» الشهيرة في المسلسل الكرتوني المعروف «عدنان ولينا» الذي عرض عام 1981، أن ما يقدم حالياً عبر الشاشة الصغيرة من أعمال كرتونية، تجارية، ولا توجد بها قيم تربوية للأطفال، وتؤثر بشكل سلبي عليهم من نواح عدة منها المجتمعية والشخصية، وكذلك اللغوية.
فلاح هاشم يتمتع بنبرة صوت مميزة وساحرة، وطالما جسد أدواراً جميلة جعلت منه أشهر الشخصيات التي كانت تدبلج في عالم الكرتون في دول الخليج، وجعلت منه اسماً خالداً في هذا المجال، وفي السابق عندما عمل مع مؤسسة الإنتاج المشترك في دول الخليج العربي وكان مقرها الكويت في الثمانينيات، كانت مؤسسة غير ربحية، وكانت تعنى بإنتاج أعمال تربوية هادفة ثقافية تفيد الأطفال، وتقدم لهم قيماً مجتمعية، وتعرض العادات والتقاليد، كما تساعد على تنمية الذوق العام، الأمر الذي كان يؤثر بشكل إيجابي على عقلية الطفل وروحه وأخلاقياته.
ويقول: حالياً الجهات التي تعنى بإنتاج أعمال الكرتون، أو شراء حقوق عرضها عربياً من الخارج ودبلجتها، هدفها تجاري، ومسؤولوها لا يولون أي أهمية لما يقدم في هذه الأعمال للأطفال وأصبحت مليئة بالعنف، مشيراً إلى أن هناك بعض الأعمال التي قدمت في السابق وتندرج في قائمة أعمال العنف مثل «غرندايزر» و«مازنجر» و«الرجل الحديدي» الذي قدم فيه الشخصية الرئيسية كمال، لكن بها جرعة بسيطة جداً من العنف والحركة وفي الوقت نفسه حلقاتها بها رسائل هادفة للأطفال.
هادف ومميز
قدم فلاح على مدى عشر سنوات في الثمانينيات من القرن الماضي العديد من مسلسلات الرسوم المتحركة، التي لن يمحوها الزمن، ومن أبرز الشخصيات: فارس في مسلسل «الحوت الأبيض»، وكمال في مسلسل «الرجل الحديدي»، كما قام بالتعليق في بعض الحلقات من مسلسل «حكايات عالمية» و«فلونة» و«نحول».
وأشار إلى أن تجربته في «عدنان ولينا» كانت فريدة، خصوصاً أنه استمتع بتجسيد شخصية «عدنان» التي لقيت رواجاً وصدى كبيراً، مؤكداً أنه لن يعود إلى هذا المجال مجدداً إلا إذا وجد العمل الهادف والمميز الذي يقدم الإفادة للأطفال.
اختفاء
وحول اختفائه السنوات الماضية، أوضح أن سفره إلى لندن واستقراره هناك أبعده عن مجال الدبلجة والرسوم المتحركة، وقال: بعد أحداث الخليج ضعف دور مؤسسة الإنتاج، وبالتالي ضعفت الإنتاجات وتم إلغاء قسم الدوبلاج، خصوصاً أنها عملية مكلفة جداً، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الشركات الإنتاجية، التي لا تعنى إلا بالربح فقط، ولا تهتم بالنوع أو الجانب التربوي أو اللغوي.
ضعف اللغة
وكشف عن أن أطفال اليوم تربوا على الرسوم المتحركة التي تعرض لهم حالياً وهي مليئة بالحركات والعنف، وهؤلاء الأطفال لغتهم العربية ضعيفة جداً، وأغلبهم لا يتكلم العربية في الأساس، ويستعمل لغة أخرى في التواصل، لافتاً إلى أن الجيل الذي تربى على مسلسلات مثل «عدنان ولينا» و«نحول»، يتقن اللغة العربية.
تطورات وتقنيات
وحول التطورات التي يشهدها عالم الكرتون في الوقت الحالي قال: أصبح إنتاج الأعمال الكرتونية متطوراً بشكل كبير، خصوصاً في طريقة رسم الشخصيات، ففي السابق يجلس مجموعة من الفنانين المحترفين في مجال الرسم، ويشتركون في رسم شخصية واحدة، وكل واحد يضيف للوحة شكلاً مختلفاً، لدرجة أنه في الدقيقة الواحدة من الممكن أن يتم تنفيذ مئة صورة حتى يتم اختيار الشكل الأنسب للشخصية، وهذه الطريقة القديمة أصبحت جزءاً من التراث الفني في عالم الرسوم المتحركة، وحالياً أصبح من السهل رسم الشخصيات بطرق أسهل وأسرع عن طريق التقنيات والبرامج الخاصة بأجهزة الكمبيوتر.
عادات وتقاليد
حقق المخرجان الإماراتيان محمد سعيد حارب وحيدر محمد نجاحاً كبيراً من خلال مسلسليهما «فريج» و«شعبية الكرتون»، وحول رأيه فيهما قال: لم أشاهد عملهما بحكم وجودي في لندن، لكن في رأيي أنه يكفي تجربة تقديم عمل عربي بامتياز، بفكر وشخصيات وإعداد وفريق عمل عربي، تعرض عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا القديم، خصوصاً أن أغلب ما يقدم أعمال خارجية يتم شراء حقوق عرضها في البلاد العربية، وغالباً ما تحمل رسائل وأهدافاً غير مباشرة، تؤثر على عقلية أطفالنا وتزرع في نفوسهم مشاعر سلبية.
معرض رسوم متحركة
فلاح هاشم جاء مؤخراً إلى أبوظبي، لحضور معرض الرسوم المتحركة الذي أقيم في ياس مول، بتنفيذ شهاب السويدي، أحد أهم هواة الرسوم المتحركة الإماراتيين، وهو جامع للقطع الأصلية للرسوم المتحركة اليابانية، وعرض?? أهم وأشهر الرسوم والتصميمات للشخصيات الكرتونية، ابتداءً من رسوم السبعينيات ووصولاً إلى الشخصيات الكرتونية الشهيرة في القرن الحادي والعشرين.
1000 حلقة
لا يتذكر فلاح هاشم جميع الشخصيات التي لعبها عبر الدوبلاج في الأعمال الكرتونية، وقال: قدمت العديد من الشخصيات في أعمال كثيرة منها «حكايات عالمية»، و«سهم الفضاء»، و«نحول»، و«سفينة الأصدقاء»، وقدمت أكثر من 1000 حلقة من الأعمال التي اشتركت في بطولتها.
عدد اليوم
