واشنطن تدعو لإنهاء العنف ومحاسبة المسؤولين

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المصريين إلى إنهاء العنف بعد استمرار المواجهات الدامية في القاهرة، مطالبة السلطات بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف. وقالت كلينتون في بيان “أحض قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لجميع المصريين، بما في ذلك الحق في التعبير عن الرأي والتجمع بحرية”، معربة عن “قلقها الشديد” إزاء التطورات الأخيرة في مصر. وقالت “أشعر بقلق عميق بشأن التقارير المتواصلة عن العنف في مصر. وأحث قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين، بما في ذلك حقا التعبير السلمي عن الرأي والتجمع”. ودعت كلينتون السلطات المصرية أيضاً إلى محاسبة من ينتهك حقوق المتظاهرين، بما في ذلك قوات الأمن. وأضافت “على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلمياً وأن يمتنعوا عن القيام بأعمال عنف. قلوبنا مع عائلات من قتلوا أو جرحوا”. إلى ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه “يشعر بقلق بالغ بسبب الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن ضد المحتجين ويدعو السلطات من جهة أخرى طالبت فرنسا أمس السلطات المصرية باجراء “تحقيق مفصل وشفاف حول الأسباب والمسؤوليات” في احتراق مبنى المجمع العلمي في القاهرة وأرشيفه القيم الأحد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء صحفي إن إحراق المبنى على هامش مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن هو “كارثة للثقافة العالمية ويعبر عن المخاطر التي تهدد التراث الإنساني الموجود في مصر”. وتابع “من الضروري والملح ان تتخذ السلطات المصرية جميع الإجراءات اللازمة لحماية هذا التراث التاريخي الاستثنائي والحفاظ عليه”. وأضاف أن “هذه الكارثة الثقافية تضاف إلى مأساة القتلى الذين سقطوا في المواجهات مؤخرا، ما يحضنا على الطلب بإصرار من السلطات المصرية أن تعزز في أسرع وقت ممكن العودة إلى الحوار وضمان الظروف الطبيعية لممارسة حرية التعبير والتظاهر السلمي”. وأوضح فاليرو أن بلاده مستعدة لدرس أي طلب من الحكومة المصرية للمساعدة في إعادة تأهيل المجمع العلمي. وأسس نابليون بونابارت المجمع العلمي العام 1798، وكان يحوي حوالى 200 ألف مخطوط بعضها نادر جداً، حول تاريخ مصر وجغرافيتها. من جانبه أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى عن أسفه وحزنه الشديد لإحراق المجمع العلمي المصري والجمعية الجغرافية وقال إن المجمع العلمي المصري يعتبر من أعرق المؤسسات العلمية في العالم، حيث يحتضن ثروة معرفية لا تضاهى، مشيراً إلى مكتبته التي تضم عشرات الآلاف من أمهات الكتب حول مختلف ضروب المعرفة الإنسانية ووثائق ذات قيمة تاريخية لا يمكن تعويضها. واعتبر الأمين العام في بيان اليوم أن إحراق المجمع العلمي أمس الأول يشكل خسارة فادحة ليس فقط بالنسبة لتاريخ وحضارة مصر بل هو بتر لجزء مهم من الذاكرة التاريخية والمعرفية للإنسانية جمعاء. وأعرب أوغلى عن تمنياته أن يسود الأمن والاستقرار في مصر التي تعتبر القلب النابض للأمتين العربية والإسلامية.