السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السوريات يقتحمن سوق البيزنس

السوريات يقتحمن سوق البيزنس
9 يونيو 2007 22:30
دمشق - رويترز: مثلما يحدث في برامج تلفزيون الواقع تعرض شابة سورية خطة فريقها لإقامة مصنع لإنتاج الكراسي المتحركة على مستثمر محتمل، ولم يسبق أن قامت راما الحبري (16 عاما) أو زميلاتها في مدرسة عمر بن الخطاب للفتيات بعمل مشابه· وتطرح فكرة تشكيل مجموعات أفكار وحلول للمشاكل وتتخذ قرارات وتشرحها أمر مستحدث، ولكن ما لم يتعلم السوريون الشبان مثل هذه المهارات في مجال الاعمال ويتخلوا عن تحاملهم على القطاع الخاص ستتفاقم حالة البطالة في البلاد وتفشل محاولات تغيير الاقتصاد السوري الذي يعتمد بشكل كبير على الدولة· وخلال استراحة اثناء ورشة العمل في المدرسة الثانوية للفتيات قالت الحبري ''اعتقدت سابقا ان بدء نشاط تجاري يحتاج لأموال كثيرة ولا يطيقه إلا الاثرياء، اوضحوا لنا كيف يمكن لأي شخص القيام بذلك، لا نعمل في مجموعات في المدرسة ولكنه عمل ممتع، وتتقدم كل فتاة بأفكارها الخاصة''· وكان النشاط ملموسا في حجرة الدراسة بينما يعد كل فريق العرض الذي سيتقدم به وهو يمثل ذروة المنافسة في ورشة العمل التي عقدت على مدار يومين تحت اشراف منظمة شباب وهي منظمة خاصة لا تسعى للربح يدعمها الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء· وقبل عامين تبنى الحزب الحاكم التحول لاقتصاد سوق اجتماعي ولكن العادات القديمة لا تندثر بسهولة، وتشير استطلاعات رأي نشرت في الصحف السورية ان ما بين 60 و70 في المئة من الشباب لايزال يريد وظيفة في القطاع العام الذي لا يمكنه استيعاب 200 الف وافد جديد على سوق العمل في كل عام· وتقول تمارا كابور التي رأست ورشة العمل في مدرسة الفتيات ''هدف البرنامج تغيير اسلوب التفكير قليلا، وتقريبا ليس هناك بين الشباب من يفكر في الاستثمار أو بدء عمل خاص، يعتقدون ان القطاع العام أكثر امانا ويريدون جميعا ان يصبحوا اطباء او مهندسين''· وشمل برنامج شباب للتوعية بقطاع الاعمال 80 مدرسة سورية هذا العام ويأتي بأفراد في القطاع الخاص لإطلاع الطلبة على تجاربهم، ويسعى رجال الاعمال السوريون لدفع الاصلاحات المتعثرة التي دعا لها الاسد لتحرير الاقتصاد ويدركون تماما النقص في المهارات الذي يقولون انه يعوق نمو القطاع الخاص، ويقول باسل نصري (45 عاما) وهو مؤسس الجمعية السورية لرواد الاعمال الشباب ''انها مشكلة ضخمة، نشرنا اعلانا عن وظيفة مدير تسويق وتلقينا أكثر من 200 طلب، لم نجد شخصا مناسبا، بعد أربعة اشهر لم نعثر عليه بعد''· وقال نصري الذي تمتد اعماله للصلب والتسويق الى الاتصالات ''قد يخف العجز في المهارات في غضون عشرة اعوام مع تخرج عدد أكبر من الطلبة من الجامعات الخاصة الجديدة، واختطفت البنوك الاجنبية وشركات التأمين والاتصالات التي سمح لها بالعمل في سوريا حديثا كثيرا من المهارات المتاحة واضطرت الشركات المحلية الى رفع اجورها لتتمشى مع مستويات الاجور الأعلى· وقال نصري ''في السابق كان المرتب يبدأ من 300 إلى 400 دولار واصبح من الصعب الآن العثور على موظف مبتدئ يقبل اقل من 500 أو 600 دولار''، وتحولت الشركات السورية للبحث في الخليج في محاولة لاجتذاب السوريين العاملين هناك، وتابع ''هؤلاء الافراد لديهم خبرة من العمل في شركات اجنبية ويمكن ان يكونوا محركا للتغيير، لم يعد هناك فارق كبير في الأجور''· ويوافق هيثم جود وهو سليل عائلة تمارس العمل التجاري منذ فترة طويلة وتشمل انشطتها مصنع بيبسي في دمشق على صعوبة تعيين اشخاص اكفاء، ولكنه اضاف ان السوريين سريعو التعلم وقال ''امنحوهم التدريب والخبرة وسينجحون''·· وينمو تعداد سكان سوريا البالغ 19 مليون نسمة بنسبة 2,45 في المئة كل عام وأكثر من 40 في المئة من السوريين دون 15 عاما· ويقدر الاقتصادي نبيل سكر نسبة البطالة عند 20 في المئة وهي اكثر من مثلي الرقم الرسمي، وقال ان سوريا تواجه تحولا صعبا· واضاف ان القطاع الخاص وحده القادر على توفير فرص عمل جديدة مع انكماش القطاع العام ومفهوم الوظيفة الآمنة، وستحد مسودة قانون العمل من الأمان الوظيفي لذا تقاومها الاتحادات، وينبغي منح العاطلين اعانات ورعاية صحية حتى نخفف شعورهم بعدم الأمان''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©