السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السوق الشعبي.. نافذة على سحر الماضي بكل تفاصيله

السوق الشعبي.. نافذة على سحر الماضي بكل تفاصيله
19 ديسمبر 2011 23:46
أصبح السوق الشعبي الذي بات يترافق مع مهرجان الظفرة سنوياً سمة مميزة من المزايا التي يتميز بها المهرجان، نظراً لما يبعثه هذا السوق من أجواء يفوح منها عبق الماضي بكل ما فيه من جمال وأصالة، حيث نجح هذا السوق بنقل صورة حية من صور الحياة المعيشية التي عايشها أبناء المنطقة بكل ما فيه من مقتنيات وبضائع وثياب وملابس وأعمال يدوية وغيرها. وقالت صافية القبيسي مسؤولة السوق الشعبي في مهرجان الظفرة إن السوق يعتبر استكمالاً للتظاهرة التراثية التي يشهدها المهرجان بما يشتمل عليه من محال تجارية قاربت هذا العام 160 محلاً تبيع كل مستلزمات الرحلات الصيفية والشتوية والمنتجات التراثية ومحال الحرفيات والمنتوجات اليدوية المنزلية من صناعة السدو وسعف وخوص النخيل، وصناعة خلط العطور التي تمرس بها عدد من الفتيات والسيدات، إضافة إلى الرسم على الأواني المنزلية، وبعض عبوات الأعشاب الطبية التي تدخل في مجال الطب الشعبي، والاكسسوارات، والملابس وصناعة التلي وتطوير الملابس التقليدية من حياكة حديثة بأقمشة كانت تستخدم بالماضي، كما تمَ تخصيص قسم خاص لأبرز الأكلات والحلويات الشعبية التي عرفها أبناء المنطقة، قديماً تقوم مجموعة من ربات البيوت المتخصصات بطهيها وبيعها للراغبين من الزائرين بالمهرجان بعد إعدادها أمامهم. وأشارت القبيسي إلى أن جديد السوق هذا العام يتمثل في انضمام عدد من الهيئات والمؤسسات المهمة للسوق لمساعدتها على التعريف بنفسها وخدماتها من خلال استغلال الإقبال المتزايد الذي يشهده السوق من الزائرين، ومن تلك الهيئات مؤسسة الطاقة النووية وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ومبادرة صوغة المتمثلة بمجموعة من السيدات العاملات تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي، وقرية وزارة الداخلية وما تضمه من فعاليات عديدة. كما يشارك الاتحاد النسائي العام في السوق من خلال السيدات الحرفيات وأصحاب المشاغل المنزلية. وقالت إنه تم استغلال أعمال الصيانة والتجديد التي أجريت في السوق لتسهيل المهام على الزائرين من حيث الدخول للسوق والتجول فيه دون ضياع، بفضل التنظيم الدقيق للممرات مما يشجع على ارتياده. وأضافت مسؤولة السوق الشعبي أن السوق بمجمله يشكل إضافة متميزة لمعطيات مهرجان الظفرة وتوجهاته من حفاظ على صور الحياة الماضية بكل ما فيها من صناعات وأنشطة ومُعدات وملابس، ومنع ذلك من الاندثار في عجلة المدنية الحديثة الشرسة التي نشهدها، مع تعريف النشء الجديد بعاداته وتقاليده وصور الحياة التي عاشها آباؤهم وأجدادهم ليتوارثوها. وكشفت صافية القبيسي عن أن العام المقبل سيشهد افتتاح محل خاص بنقش الحناء لمن يطلبها من زوار السوق بعد أن بدأ الزوار يطلبونها وبشكل كبير. وأبدى الزوار الذين التقتهم “الاتحاد” إعجابهم بتكامل فعاليات المهرجان وقدرتها على رسم صورة واضحة عن الشعب الإماراتي وبيئته في جو آسر يدهش الزائرين بأشكاله وألوانه وتنوعه، مشيدين بالخطط الرامية إلى صون التراث وإحياء الموروثات الأصيلة لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية وإطلاع الأجيال الجديدة عليها. وقالت ماريا دي ليبير إن أكثر ما شدها في المهرجان، إضافة إلى مشاهدة الإبل عن قرب للمرة الأولى، هو السوق الشعبي وطريقة تنظيمه وطبيعة المشغولات المعروضة فيه، مشيرة إلى أنه استطاع أن يعطي صورة واضحة عن تطور الشعب الإماراتي في مراحل حياته المختلفة. كما رصد الدور المحوري للمرأة الإماراتية في السابق من خلال تحويل البيئة الخشنة والحياة القاسية إلى حياة تضج بالحركة والحياة والعطاء، إضافة إلى قدرة نفس المرأة اليوم على المزاوجة بين التراث والمعاصرة في كل أعمالها المعروضة. وأضافت أنها جاءت إلى المهرجان ضمن فريق أوروبي جمع أفراده بين حب الاطلاع على طبيعة الحضارة العربية، وأسرار العلاقة بين الإنسان العربي والجمل والنخيل، معبرة عن إعجابها بالحس الفني الرفيع الذي تمتاز به مشغولات المرأة الحرفية في الإمارات. من جهتها، قالت نادية أحمد، مهندسة، إن فكرة السوق الشعبي فكرة مميزة تساعد في تسويق التراث الشعبي والحفاظ عليه في آن واحد، كما أن وجوده يشكل فرصة للتعارف والاطلاع وحتى التداخل بين الأشقاء في الإمارات، ويسمح بالتعرف على التقاليد المشتركة بين المجتمعات العربية وتعزيزها. أما أم محمد، فقد رأت أن السوق لا يقدم التراث فقط، بل يقدم للمرأة والحرفية الإماراتية فرصة للتسويق والاطلاع على المنتجات المطلوبة ويعلمها كيف تطور حرفتها، مشيرة إلى أنه ينصفها أيضاً ويسلط الضوء على تجربتها الفريدة في الماضي والحاضر.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©