الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطابع الأفريقي يفرض نفسه على الحلي

الطابع الأفريقي يفرض نفسه على الحلي
19 ديسمبر 2013 21:10
ماجدة محيي الدين (القاهرة) - استولت القارة السمراء على اهتمام ملوك الموضة والأناقة منذ سنوات، وكانت مصدر إلهام لعدد كبير من أهم بيوت الأزياء العالمية، ولاتزال ملامح الطبيعة الاستوائية الساحرة تتسلل إلى خيال المبدعين حول العالم شرقه وغربه فنجد غابات السافانا والنباتات والزهور بألوانها الزاهية المشرقة، تحتل مساحة كبيرة من نقوش الأقمشة، وكذلك جلود الحيوانات مثل جلد الحمار الوحشي «الزيبرا» وجلد النمور والفهود. وأعجبت تلك الرسوم كثيرا من النساء حول العالم، وعشقن تلك الطلة المثيرة المتوحشة، وهكذا سيطرت الملامح الأفريقية على الموضة منذ سنوات وتسللت تدريجيا إلى عالم الأكسسوارات والحلي لتصبح أحد ملامح المرأة العصرية في 2014. خامات وألوان تتسم الحلي والأكسسوارات، التي تعكس الطراز الأفريقي بإضفاء الحيوية والجاذبية على مظهر المرأة، فهي تصاميم مليئة بالتفاصيل، وتعتمد على خامات غير تقليدية منها الأخشاب والأصداف والعاج والريش والفراء، إلى جانب الجلود والأحجار الطبيعية بألوانها الزاهية الصاخبة مثل الأصفر والبرتقالي والأخضر والأزرق والأسود، وزحفت تلك الألوان إلى الحقائب والأحذية، فضلا عن وجودها في أقراط وأساور وعقود تعترف جميعها بانتمائها الأفريقي. ويؤكد مصمم الحلي اليدوية شريف راشد أن أهم مميزات الحلي الأفريقية ذلك التنوع الذي يعبر عن تعدد الثقافات والمعتقدات في القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن كل مدينة فيها نماذج وأنماط خاصة تعكس أسلوب الحياة والبشر المقيمين فيها، وتلعب الطبيعة والبيئة والواقع الاقتصادي دورا في استخدام المعادن؛ فهناك المناطق الأكثر فقراً، والتي تلجأ فيها النساء للتزين بأقل الخامات مثل النحاس والأصواف والأصداف والقواقع والريش، فيما تتحلى المرأة الأفريقية في بعض المدن بأكسسوارات وحلي من الذهب أو الفضة والأحجار النفيسة. ويشير إلى أنه خلال زيارته الأخيرة إلى جنوب أفريقيا لفت نظره ذلك التباين الشديد في الأذواق داخل الدولة الواحدة، حيث لمس أن لكل مدينة طابعها وأسلوبها الخاص؛ فهناك مدن تنافس أرقى المدن الأوروبية في مستوى الأناقة والترف الذي يعكسه ذوق النساء وأسلوبهن في اختيار الأزياء والأكسسوارات، وعند الانتقال إلى مدينة أخرى لا تبعد سوى عدة كيلو مترات نلمح بوضوح الطابع الآسيوي الذي يسود المظهر العام، ويتجلى على النساء وحليهن حتى أن بعض الأحياء في مدينة جوهانسبرج أشبه بولاية هندية، حيث يقطنها الهنود المسلمون، وتتزين النساء بالمشغولات والحلي الذهبية المرصعة بالأحجار والألماس، وغالبا قلائد ودلايات تحمل آيات قرآنية. سحر قارة حول تفضيل النساء الحلي ذات الطابع الأفريقي، يقول راشد «الحلي ذات الطابع الأفريقي جزء من سحر أفريقيا، وهي تجعل المرأة في أي مكان في العالم تشعر بأنها جزء من الطبيعة برومانسيتها وتوحشها»، موضحا أن استخدام بعض مفردات البيئة الأفريقية لم يعد قاصراً على الأساليب والأنماط التقليدية القديمة، وكل فنان يستلهم بطريقته وذوقه الخاص من ذلك النبع ليقدم مزيجا يلائم العصر، ويساير أحدث اتجاهات وخطوط الموضة بتقنيات فنية مبتكرة. ويوضح أن الذوق الأفريقي أصبح هوسا بألوانه الصاخبة النارية التي اجتاحت الأسواق العالمية، وفرضت سطوتها على ألوان المكياج والملابس والحلي في مختلف عواصم الموضة، مشيرا إلى أنه رغم تعاقب صرعات الموضة فإن هناك رغبة واضحة من شريحة كبيرة من النساء في الحفاظ على الملامح الأفريقية لأطول فترة ممكنة فمازالت الألوان الترابية المفضلة لدى عدد كبير من نجمات السينما العالمية، وأصبحت كثيرات يفضلن ارتداء الأخشاب والنحاس والريش بدلا من المجوهرات. وحول أهم مميزات الحلي والمصاغ الأفريقي، يقول راشد إن «الحس الجمالي والدفء ينعكس بصورة واضحة حيث نجد الأكسسوارات المرسومة يدويا ببراعة لتعبر عن جمال الطبيعة والجبال، وملتقى المحيطات، وأحيانا نشعر بالإثارة والتفرد من خلال تصاميم مصنوعة من الصدف والودع، ومطعمة بأسنان القرش الأبيض، أو حوافر بعض الأسود والحيوانات المفترسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©