الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«احترس.. طفلٌ في المركبة» ثقافة تدعو إلى تعديل سلوك السائقين

«احترس.. طفلٌ في المركبة» ثقافة تدعو إلى تعديل سلوك السائقين
9 ديسمبر 2012
(أبوظبي) - تنتشر ثقافة الملصقات بين أصحاب السيارات في الدول الغربية، خاصة الدالة على وجود أطفال في المركبة، وتترجم عادة للإنجليزية «baby on board»، ويدرك بعض قائدي السيارات مدى أهمية مثل هذه الملصقات في تعديل سلوك السائقين وإنقاذ الأرواح. الاحتياط واجب وعن استخدام الملصق، تقول إيمان محمد إنها حامل في شهرها السادس، ووضعت الملصق الصغير على سيارتها، وقد حصلت عليه هدية مبكرة بمناسبة حملها، موضحة أنها سعيدة بالاختلاف الكبير الذي يحدث لها أثناء قيادة المركبة، فلاحظت أن التهور والتجاوزات التي كانت تتعرض لها من قبل المركبات الأخرى أصبح أقل، وهو الأمر الذي كانت تعانيه سابقا، خصوصا أوقات ساعات الذروة، وتيقنت من خلال هذا الاختلاف، أن وضع مثل هذا النوع من الملصقات في خلفية السيارة، يُشكل فرقا عند معظم السائقين المتهورين، الذين لربما تلعب عواطفهم دورا في تغيير قيادتهم بطيش، ويصبحون أكثر حذراً عند اقترابهم من المركبات التي تضع الملصق. وأشارت إلى أنها أصبحت تشعر بأمان أكبر وهي تقود السيارة، منذ أن وضعت الملصق، بالرغم من أنه ليس هناك طفل مولود في السيارة، لكنها تحمل طفلًا في أحشائها، موضحة أنها تعلم أن الغرض من هذا الملصق، يهدف إلى تنبيه رجال الإسعاف في حال وقوع حادث سير، بضرورة التأكد من وجود طفل أو عدمه في المركبة. ويقول سيف المزروعي والد لخمسة أطفال، إنه عندما كان عازباً، لا يحبذ رؤية هذا الملصق على الزجاج الخلفي للمركبات، ويدفعه الفضول في بعض الأحيان إلى الاطلاع على السيارة في الداخل، للتأكد من وجود طفل بالمقعد الخلفي للسيارة بالفعل، أو مايدل على وجود أطفال لصاحب السيارة كمقعد الأطفال، أم أن صاحب المركبة وضع الملصق، فقط للتأثير على السائقين، واستغلال عواطفهم حول هذا الشأن، وغالبا مايفسح السائقون المجال له أثناء القيادة. وأضاف أنه بدأ يشعر بالمسؤولية وأهمية وضع الملصق، بعد أن رزق بأطفال، ولاحظ من خلال قيادته للمركبة أن غالبية السائقين من الخلف أصبحوا يتركون مسافة كافية للأمن حتى المتهورين منهم، داعياً السائقين إلى القيادة بحذر، سواء كانت هذه الملصقات موجودة أم لا. تأثير فعلي وأشارت سامية أحمد والدة لطفلتين إلى أنها وضعت هذا الملصق مصادفة على مركبتها، ولم تشتره، حيث وجدته هدية في صندوق حذاء طفلتها، وأصرت طفلتها ذات الأعوام الستة على وضعه في الزجاج الخلفي، تقليداً لمركبات عائلات صديقاتها اللاتي يضعن هذه الملصقات. وقالت إن الملصق يشعرها بالاطمئنان لما لهذه الملصقات من تأثير ايجابي على مشاعر السائقين، خاصة النساء، موضحة أنها حريصة أثناء القيادة، على ترك مسافة كافية بينها، وبين المركبة التي أمامها، تحسباً لوجود أي أطفال، وفي حال وجود هذا الملصق، فإن الحذر يكون مضاعفا، كونها أماً، ودائماً ماتكون قلقة على سلامة بناتها في المركبة، خوفاً من تهور البعض في القيادة، خاصة الشباب منهم، وتتمنى سامية ابتكار منتجات، تؤثر فعليا على قائدي المركبات، بصورة تجعلهم يوقنون بأهمية الحذر في القيادة، والابتعاد عن التجاوز الخطر أو التهور. من جهة أخرى، أوضح المستشار صلاح بوفروشه الفلاسي رئيس نيابة السير والمرور في دبي، خطورة وضع الملصق على قائد المركبة عند وضعه على الزجاج الخلفي، فمعظم الملصقات تحجب الرؤية عن السائق عند وضعها في زاوية غير مناسبة، فبدلاً من أن تكون أداة مساهمة في الإنقاذ تصبح سبباً رئيسياً في وقوع الحوادث المرورية، لذلك فإن الملصقات بمختلف أنواعها وأهدافها تم منعها دون تصريح، لما تشكله من خطورة على السلامة المرورية. وأضاف المستشار أن وجود الملصقات والعبارات قد تُربك السائقين في الخلف أثناء محاولتهم الاطلاع، أو قراءة الملصق، وقد تشتت انتباههم، وتشغلهم عن القيادة بحذر. ويرى أن المركبة وسيلة انتقال عبر الطريق والذي يتشارك به جميع سائقي المركبات المطلوب منهم الانتباه أثناء القيادة، وتسخير جميع الحواس أثنائها، والابتعاد عن أي أمر قد يشتت ذهن السائقين الآخرين، فالسائق يجب أن ينصب تفكيره على القيادة فقط، فالفضول لدى السائقين الآخرين يجعلهم في حالة تركيز على هذه الملصقات، وبالتالي وقوع حوادث سير. وحول ملصق «احترس! طفل في المركبة» ودوره في حال وقوع حوادث السير، لفت الفلاسي إلى الوعي التام لدى رجال الإنقاذ في حالة وقوع الحوادث المرورية، وأنهم على دراية تامة وكافية في آلية التعامل مع الحوادث المرورية، وأنه في حال وقوع الحوادث يضع رجال الإنقاذ والشرطة مثل هذه الاعتبارات في أذهانهم، ودعا الأفراد إلى معرفة اللوائح والقوانين المرورية الحاكمة في الدولة، ومراجعة إدارات المرور المختصة للسؤال والاستشارة والحصول على التصريح اللازم فيما ورد ذكره في القانون. «لكل قضية قصة» هناك بداية مأساوية لفكرة هذا الملصق، فيُذكر أنه قبل سنوات حدث تصادم في فصل الشتاء لسيارة امرأة في كندا أدى إلى تحطم الجهة الخلفية للمركبة، وتم إسعاف المرأة التي كانت غائبة عن الوعي تماما، وتم في اليوم التالي العثور على جثة طفل تحت مقاعد السيارة أثناء فحصها في المرآب، وبينت التقارير الطبية أن الطفل نتيجة تعرضه للتجمد جراء بقائه تحت مقاعد السيارة، وعدم اكتشاف وجوده بعد وقوع الحادث. وبعد هذه الحادثة بدأت في كندا حملة لتنبيه رجال الانقاذ والإسعاف بضرورة التدقيق والتفتيش على المركبات في حالة الحوادث المرورية، وظهرت فكرة هذا الملصق، والذي يكون باللون الأصفر ويحمل علامة التحذير، وغالبا مايحمل جملة “احترس! طفلٌ في المركبة” ولايتجاوز حجمه خمس بوصات، وشددت الجهات الكندية المختصة في السلامة المرورية على أهمية وضع العائلات لهذا الملصق في حال وجود الأطفال لتنبيه رجال الانقاذ في حالة وقوع الحوادث، وإزالته في حالة عدم وجود الأطفال تفادياً لعملية إرباك السائقين الآخرين. وأشار القائمون على تصميم ملصق التنبيه، أنه خاص بالطوارئ والتنبيه إلى وجود طفل رضيع، أو صغير في السيارة في حالة وقوع حادث، كما تم تصميمه لحث السائقين على أن يكونوا أكثر حذرا مع المركبة التي تضع الملصق، ففي الوقت الحالي تضع المركبات الملصق ليس فقط لتنبيه عمال الإنقاذ إلى وجود أطفال في مسرح الحادث، بل أصبح دعوة للسائقين الآخرين لتوخي الحذر، وافساح المجال للمركبة التي تضع الملصق، ويجب الابتعاد عن التهور عند القيادة بجانب المركبة، فالملصق رسالة لتشجيع القيادة الآمنة، وإجراء وقائي توعوي للسائقين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©