هالة البدري: «الإماراتية».. أسعد نساء العالم

هناء الحمادي (أبوظبي) تشغل هالة البدري منصب النائب التنفيذي للرئيس- الإعلام والاتصال في مؤسسة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وتشرف على إدارة الإعلام والاتصال بها، وتقوم بتوفير الرؤية والتوجه الاستراتيجي لكل من مهام الإدارة، ألا وهي الاتصال التسويقي، وإدارة الهوية المؤسسية، والاتصال المؤسسي، والمسؤولية المجتمعية، والاتصال الرقمي والإعلام، وضمان العمل بتناغم وتناسق بما يعود بالفائدة على جميع الأقسام. ومن خلال إشرافها على استراتيجية شاملة في مجال الاتصالات، تعتني بتنفيذ جميع مبادرات الاتصالات، وضمان الإدارة الفعالة للموظفين والموارد، والامتثال للسياسات والمعايير المؤسسية، وتخطيط الأعمال بطرق سليمة، ومتابعة الأداء. الصعيد الأكاديمي تقول هالة البدري: «على الصعيد الأكاديمي، أنا حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الإلكترونية من جامعة زايد، ودبلوم عالٍ في تكنولوجيا الاتصال «قسم الصحافة» من كليات التقنية العليا، حيث تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف. وقد اجتزت خلال عام 2007 برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة. وأحضّر حالياً لاستكمال برنامج الإداريين التنفيذيين الدوليين الذي تنظمه جامعة إنسياد، الأمر الذي يؤهلني لعضوية مجالس عالمية في أدوار تنفيذية وغير تنفيذية، والإشراف على شؤون الحوكمة والعمليات والاستراتيجيات وسواها من الأنشطة ذات الصلة، ولدي اهتمام خاص بدفع عجلة الاستدامة المؤسسية، حيث أعمل لتوجيه مبادرات «دو» في مجال التنمية المستدامة، بما يعود بالخير على المجتمع الإماراتي. وقد أتيحت لي الفرصة خلال حياتي المهنية للعمل ضمن ثلاثة قطاعات محورية في الدولة، ألا وهي الاتصال والنفط والغاز والعقارات». دعم أسري منذ نعومة أظافرها، لديها رغبة بالتميز والنجاح كأسلوب حياة مستدام، فهي نشأت كشخص يمتلك حب العمل المجتمعي، ويحرص على المشاركة الفاعلة في النشاطات الهادفة. كما كانت تنظر إلى كل مهمة باعتبارها تحدياً وفرصة للتعلم يمكن أن تستفيد منها على المدى الطويل، لذا وضعت نصب عينيها منذ بداياتها المهنية تعلم شيء جديد حول مجال عملها ووظيفتها في كل يوم. فضلاً عن ذلك، فقد أنعم عليها الله بنعمة دعم العائلة ودعم زوجها، وهما لا يقدران بثمن، ويمثلان مقوماً أساسياً للنجاح الشخصي والمهني. تقول: «كنت شغوفة بالألوان ومعالم الأشياء من حولي منذ نعومة أظفاري، ما دفعني إلى حب مجال الرسم والتصميم، وأثر على مجال دراستي، فكانت رغبتي الأساسية دراسة فن العمارة، ولكن نظراً لعدم توفر التخصص، اتجهت إلى أقرب مجال إبداعي متاح، ألا وهو الإعلام، ولم أكن أعلم حينها بأن هذا المجال سيشكل هويتي كامرأة عاملة اليوم». وتضيف «لطالما حرصت، منذ طفولتي، على المشاركة في النشاطات الاجتماعية، بما في ذلك مجالس الطلاب في الكلية الجامعية، حيث ترسخ إيماني يوماً بعد يوم بأهمية المشاركة الاجتماعية في مراحل الحياة كافة لبناء مسيرة مكتملة النجاح. كما كنت منذ صغري شغوفة بالمطالعة، ولازمني حب المعرفة حتى اليوم. المرتبة العاشرة في سنوات ماضية، حصلت البدري على المركز الـ 37 ضمن أقوى 100 سيدة أعمال في الشركات المساهمة، واليوم المرتبة العاشرة ضمن 50 سيدة تأثيراً في الاقتصاد، وتبين هالة البدري أن سبب نجاحها في ذلك هو التوفيق من رب العالمين، ومن ثم تأتي العوامل الأخرى المتمثلة في الطموح والتحفيز الداخلي، وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية والدعم الأسري، وهي من أهم العوامل التي تساعد المرأة على تحقيق النجاح المهني. وتقول «يتسم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بخاصية تميزه عن سواه، وتجعل السعي للتميز جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية فيه، إذ يصعب إيجاد قطاع لا تلعب التقنيات الرقمية دوراً في دفع عجلة نموه، سواء بشكل مباشر من خلال تقديم أساليب وطرق جديدة للعملاء للاستفادة من الخدمات والمنتجات. الإعلام الرقمي وأضافت هالة البدري «نشهد اليوم تطورات متسارعة ومطردة في عالم الإعلام الرقمي، ونعاصر تحوله إلى قطاع شامل ومتكامل. ولا يمكن لأي شركة أو قطاع التلكؤ في مواكبة هذا التحول الرقمي، ففي يومنا هذا أصبح التلفزيون والراديو والإنترنت بين يدي الناس في كل زمان ومكان، لذا نسعى في «دو» إلى مواكبة هذا التطور، لا بل وحتى تخطيه والتفكير على نحو استباقي بمتطلبات العملاء. وتولي قيادة الدولة أهمية خاصة للخدمات الذكية، وتوفير حلول وتطبيقات تلبي متطلبات الجمهور في الحياة اليومية، وتغنيهم عن الحاجة للقيام بكثير من الأمور بأنفسهم. ونحن في «دو» نمتاز بريادتنا في مجال الخدمات الإلكترونية عبر الهاتف الذكي، ونذكر في مقدمتها «تطبيق دو» الإلكتروني الذي يجري تحديثه وتطويره بشكل دوري. وشهد العام الماضي تعاوننا مع مركز دبي للتوحد وشركة فلاغشيب للمشاريع، لتسليط الضوء على تطبيق «باب نور» الذي يعتبر أول تطبيق سحابي باللغة العربية على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي، يهدف إلى رفد الأطفال المصابين باضطراب التوحد وصعوبات النطق والسمع، ومتلازمة داون، والأعراض المشابهة للشلل الدماغي، وصدمات ما بعد الحوادث، بأداة تتيح لهم التواصل بشكل أفضل. وضمن هذا الإطار، بدأنا بالعمل على توزيع أجهزة حواسيب لوحية محملة بالتطبيق على الأطفال خلال العام الماضي من خلال العديد من مراكز التوحد في الدولة، وسنستمر بهذه المبادرة خلال العام الجاري.