بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء:
أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل) حالة التأهب حيث أقامت تحصينات حول مواقعها في جنوب لبنان وخفضت بشكل كبير من تحركات عناصرها خارج مراكزهم وذلك منذ بدء المواجهات بين الجيش ومجموعة ''فتح الاسلام ''·
وأفاد مراسلو فرانس برس أن التدابير الامنية المشددة التي اتخذت حول مواقع قوات الطوارىء منذ ثلاثة اسابيع تم تعزيزها مؤخرا بعد العثور على عبوة ناسفة عند المدخل الجنوبي المؤدي الى شواطىء مدينة صور الساحلية القريبة من مقر القوات الدولية في الناقورة·
ويرتاد مسابح صور في اوقات فراغهم عناصر القوة الدولية التي كشفت اعترافات بعض عناصر ''فتح الاسلام'' امام القضاء اللبناني أنهم كانوا يخططون لاستهدافها· فمنذ الاربعاء وبعد تفكيك العبوة الناسفة غاب افراد الكتائب الايطالية والفرنسية والتركية المنتشرة في القطاع الغربي من جنوب لبنان عن متاجر صور ومطاعمها ومقاهيها·
كما يتجنب حاليا جنود الكتائب الاسبانية والهندية والنيبالية المنشرة في القطاع الشرقي للجنوب ارتياد المطاعم والمحال التجارية في بلدات مرجعيون وإبل السقي·
وشددت القوة الدولية تدابير حماية دورياتها خلال تنقلها على طرقات جنوب لبنان· وأحاطت الكتيبة الايطالية مواقعها في بلدتي شمع ومركبا قرب صور بمكعبات ضخمة من الاسمنت· ويقوم الجنود الايطاليون بتفتيش آلياتهم العسكرية بدقة مستخدمين الكلاب البوليسية لدى عودتهم الى مقراتهم· ووضعت مؤخرا أسلاكا شائكة حول المقر العام للقوة الدولية في الناقورة الذي تحرسه قوات فرنسية· كما رفعت الكتيبة الاسبانية سواتر ترابية حول قواعدها العسكرية خصوصا في بلاط ونشرت كاميرات مراقبة· وردا على سؤال عن اعترافات عناصر من فتح الاسلام بوجود مخططات لاستهداف القوة الدولية قال الناطق باسم القوة ميلوس شتروجر ''نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد''· واضاف ''نعلق اهمية كبيرة على ضمان أمن عناصرنا ومنشآت الامم المتحدة والحفاظ عليهم · لكننا لن نسمح بأن يتم تحويل أنظارنا عن هدفنا الرئيسي في لبنان أي تطبيق القرار ·1701
وكان مصدر قضائي قد ذكر امس أن مجموعة ''فتح الاسلام'' التي تتهمها السلطات اللبنانية بعمليات ارهابية كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات ضد قوة ''يونيفل''·
وأوضح المصدر أنه ''خلال التحقيقات مع الموقوفين من عناصر فتح الاسلام اعترف بعضهم بأن أحد ابرز مخططات المجموعة هو استهداف قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان وتنفيذ عمليات عسكرية ضدها''· وادلى بهذه الاعترافات اربعة موقوفين جدد امام قاضيي التحقيق العسكري عدنان بلبل وسميح الحاج·
وفي شمال لبنان كثف الجيش اللبناني امس وتيرة قصفه لمواقع عناصر ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد·
واستأنف الجيش قصف مواقع ''فتح الاسلام'' خصوصا في الطرق الشمالي-الغربي للمخيم بمختلف انواع القذائف الثقيلة·
وكان الجيش بدأ القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات قرابة الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي من صباح امس ثم خفت حدة القصف ليصبح متقطعا وأعقبه هدوء حذر· وجابت زوارق عسكرية المياه قبالة شاطىء المخيم ·
وفي فترة الهدوء الحذر، أجلى الهلال الاحمر الفلسطيني 30 مدنيا من داخل المخيم كما تم تزويد المخيم بمواد غذائية·
وقال وسام بدران احد سكان المخيم لرويترز إنه سحب رجلا وامرأة وطفلين من تحت أنقاض منزل تعرض للقصف الذي ادى الى اصابة عشرة اشخاص· وقال إنه ظن في البداية انهم قتلوا· وقال بدران عبر الهاتف من داخل المخيم ''لقد فقدوا وعيهم وظننا انهم قتلوا لكن شكرا لله أنهم مازالوا على قيد الحياة'' واشار الى أن الستة الآخرين اصيبوا بجروح طفيفة·
ودوى إطلاق كثيف لنيران الاسلحة الآلية في أرجاء المنطقة فيما اشتعلت النيران وتصاعدت سحب الدخان فوق المخيم ·
عدد اليوم
