خطبة الجمعة·· و ساونا الصيف ؟
السيد سلامة:
لا أحد يعرف لماذا يفعل بنا بعض خطباء المساجد ذلك ؟ ولماذا يصر بعضهم على أن يجعل الواحد منا يجلس أمامه يتصبب عرقا ، والآخر يعطس والثالث يسعل والرابع يضع فوق رأسه مظلة أوصحيفة الصباح ؟ سنوات طويلة والجهات المعنية تتحدث عن تطوير خطبة الجمعة وتأهيل الخطباء بحيث تؤدي الخطبة أغراضها في التوجيه والإرشاد وتكون نبراسا يهتدي به المصلي طوال الأسبوع في تعاملاته اليومية·
تصريحات كثيرة نقرأها نقلا عن المسؤولين عن خطباء المساجد مفادها ان خطبة الجمعة مع الصلاة يجب ألا تتعدى 20 دقيقة ، وفي تصريح آخر 30 دقيقة ، ولكن في الواقع هذه التصريحات في واد وممارسات بعض الخطباء في واد آخر ، خاصة عندما يصول ويجول بعضهم ويجهد نفسه في سرد الموضوع الذي يقرأه على المصلين ويأتي بأمثلة من عنده بالعامية وغير العامية ويبسط ويتبسط في النزول بالمعنى على طريقة من يفسر الماء بالماء·
نحن اليوم لسنا بصدد الحديث عن مضمون الخطبة ولكننا اليوم نستحلف بالله الإخوة المسؤولين عن خطباء المساجد في مختلف أنحاء الدولة أن يضعوا أنفسهم مكان عباد الله المصلين الذين يتدافعون على أبواب المساجد خاصة خلال موسم الصيف طمعا في مكان تحت جهاز التكييف ، ومع تكرار هذه المحاولات ينتهي بهم الأمر تحت تلك الشمس الحارقة التي تجعل القار الذى افترشه المصلون حول المسجد '' يغلي'' وتغلي معه الأقدام والأجساد · وفي الوقت الذي يصول فيه ويجول فضيلة الخطيب فإن عبد الله المصلي يدعو الله أن تكون الأرض بردا وسلاما وأن يتوقف غليان '' القار'' الذي إفترش عليه سجادة الصلاة ووقف عليها بأطراف أصابعه ، ليس القار وحده الذي يغلي بل إن الساعة هي الآخرى تغلي حول المعصم وكذلك النظارة الطبية ، وترتفع حدة المسألة عندما يتصبب العرق انهارا من قمة الرأس حتى القدمين ' يحدث ذلك كله وفضيلته يسرد المسرود ويفسر الماء بالماء والعبد لله المصلي يدعو الله أن تنتهي الدقائق الثلاثين التي '' بشرتنا '' بها تصريحات أصحاب الفضيلة منذ سنوات فإذا بها لاتنتهي ·
لاأعتقد أن حال بعض المساجد في وسط المدن يخفى على أصحاب الفضيلة فالمسجد الذي أنشئ قبل 20 عاما لاستيعاب 300 مصلي لم يعد مناسبا اليوم وعلى الرغم من ذلك فهو يستوعب ال300 بداخله ومن خارجه ألف أو ألفان والله أعلم ، هؤلاء يفترشون الرصيف وآخرون القار وفرق آخرى تفترش مداخل البنايات من شارع الى آخر·
هناك حاجة لإنشاء مساجد كبيرة ولكن مع هذه الحاجة هناك رجاء أيضا لأصحاب الفضيلة المشرفين على أصحاب الفضيلة الخطباء أن يتقوا الله فينا ويرحموا كبيرنا وصغيرنا ويخففوا خفف الله عليهم ' وليكن ذلك فى الصيف فقط وبذلك يقدموا خدمة جليلة لأطفالنا الصغار الذين نسوقهم '' سوقا '' إلى ساحة القار المحيطة بالمسجد ،ونعلم أن كلا منهم سيعود بعد أن أغتسل في '' ساونا '' لايعرف مرارتها إلا من إكتوى بنارها ·
عدد اليوم
