الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هيومن رايتس» تطالب بالتحقيق في وفاة مدنيين بغارات أميركية في اليمن

«هيومن رايتس» تطالب بالتحقيق في وفاة مدنيين بغارات أميركية في اليمن
19 ديسمبر 2013 00:04
عقيل الحـلالي (صنعاء) - دعت “هيومن رايتس ووتش” الولايات المتحدة واليمن إلى التحقيق في غارات جوية في اليمن أدت إلى وفاة مدنيين، مشددة على ضرورة التزام الحكومتين بـ”ضمان المحاسبة والتعويض المناسب عن الهجمات غير المشروعة”. وأشارت المنظمة الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، في بيان نشر الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، إلى أنه من الوارد أن تكون غارة بطائرة دون طيار في 12 ديسمبر الجاري قد تسببت في قتل ما يناهز الـ 12 مدنياً في مدينة رداع بمحافظة البيضاء «وسط»، قبل أيام من الذكرى السنوية الرابعة لهجمة صاروخية أميركية بصواريخ كروز في 17 ديسمبر 2009، قتل فيها 41 من سكان قرية المعجلة في محافظة أبين «جنوب»، ولم تعترف الولايات المتحدة بها علناً ولا حققت فيها. وقالت ليتا تايلر، باحثة أولى في الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش :”بعد مرور أربعة أعوام، ما زال أقارب القتلى ينتظرون من الولايات المتحدة الاعتراف بقتل 41 مدنياً في المعجلة، أو حتى تقديم تفسير لما حدث في الغارة الجوية. إن العمليات العسكرية التي لا تبذل جهداً يذكر للتعامل مع الخسائر المدنية تتسم بقصر النظر، علاوة على انعدام مشروعيتها”. وتندرج الهجمات على المعجلة ورداع ضمن ما لا يقل عن 83 عملية قتل مستهدف تقول مجموعات بحثية، إن الولايات المتحدة نفذتها منذ 2009 في اليمن، وكان عدد كبير منها بطائرات دون طيار يجري توجيهها عن بعد، ضد “القاعدة في جزيرة العرب”، وهي الجماعة المسلحة التي تستهدفها الولايات المتحدة في اليمن. وترفض الولايات المتحدة الاعتراف بالغارات الفردية كافة تقريباً، أو الكشف عن أرقام الخسائر، قائلة فقط إن المدنيين نادراً ما يقتلون. وفي 23 مايو قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن الولايات المتحدة لا تستخدم القوة المميتة خارج مناطق المعارك المعترف بها، كما في حالة اليمن، إلا حين تمتلك “ما يقرب من اليقين” بعدم تعرض مدنيين للأذى. وقدمت الحكومة اليمنية، السبت الماضي، 40 مليون ريال «حوالي 186 ألف دولار» لأقارب ضحايا الغارة الأميركية التي أصابت عن طريق الخطأ موكب زفاف في مدينة رداع الأسبوع المنصرم. كما قدمت الحكومة اليمنية 101 بندقية لأقارب الضحايا، وهو إجراء تقليدي متعارف عليه في اليمن لإنهاء الخلافات والإقرار بالخطأ. وقالت ليتا تايلر: “لا تمثل البنادق والنقود حلاً لمسألة ما إذا كان المقتولين أو الجرحى في تلك الغارات من المدنيين، وإذا كانوا كذلك فمن المسؤول عن وفاتهم. هناك حاجة إلى تحقيقات حينما يقتل مدنيون، حتى تعرف عائلاتهم والرأي العام لماذا قُتلوا، وما الذي يلزم عمله. وتمثل الذكرى الرابعة للمعجلة فرصة للولايات المتحدة واليمن لإنهاء ما يفرضانه من سرية غير مقبولة على عمليات القتل المستهدف”. وحسب إحصائية خاصة بـ«الاتحاد»، فإن 135 شخصاً، بينهم مدنيون وغالبيتهم إرهابيون مفترضون، قتلوا في 35 غارة جوية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار ضد متشددين مزعومين في اليمن خلال عام 2013 لتتراجع بذلك وتيرة الهجمات الأميركية في هذا البلد مقارنة بعام 2012 الذي سجل 53 غارة خلفت ما لا يقل عن 397 قتيلاً. وسجلت الإحصائية وقوع 35 هجمة بطائرات من دون طيار على مواقع وأهداف متحركة لمتشددين مفترضين من تنظيم القاعدة في تسع محافظات في اليمن منذ يناير الماضي وحتى منتصف ديسمبر الجاري. وخلفت تلك الهجمات 135 قتيلاً الجزء الأكبر منهم عناصر مشتبه انتمائها إلى تنظيم القاعدة الذي تنامى نشاطه في اليمن في الأعوام الثلاثة الأخيرة بسبب الاضطرابات التي خلفتها حركة الاحتجاجات الشعبية في عام 2011 وأزاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتصدرت محافظة مأرب «شرق» القبلية قائمة المحافظات اليمنية من حيث عدد الغارات بتسع هجمات تلتها محافظة أبين «جنوب» بسبع هجمات ثم محافظتي حضرموت «جنوب» والبيضاء «وسط» بخمس هجمات في كل محافظة، في حين احتلت محافظة شبوة «جنوب» المرتبة الرابعة بثلاث هجمات. ونفذت الطائرات الأميركية ثلاث غارات جوية في محافظات صنعاء «وسط»، ولحج «جنوب» وذمار «وسط» خلال عام 2013. وكثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على المتشددين في اليمن في 2013 خلال شهر أغسطس بالتزامن مع زيارة رسمية قام بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى واشنطن حيث التقى نظيره الأميركي باراك أوباما، حيث شنت الطائرات من دون طيار 11 هجوماً على أهداف متطرفة في خمس محافظات، خلف 39 قتيلاً بينهم الزعيم المحلي لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، قائد الذهب. واحتل شهر يناير المرتبة الثانية من حيث عدد الغارات الأميركية في اليمن بتسع هجمات بطائرات من دون طيار. ونفذت الطائرات الأميركية غارة واحدة في شهر أكتوبر وغارتين في كل من أبريل، مايو، يونيو، يوليو، وديسمبر، إضافة إلى ثلاث غارات في شهر نوفمبر، فيما لم تُسجل أي هجمة للطائرات الأميركية على المتشددين في اليمن في كل من فبراير، مارس، وسبتمبر. وتسببت الغارات الأميركية في اليمن في 2013 بسقوط ضحايا أبرياء منهم 15 مدنياً قضوا الخميس الماضي في غارة جوية أصابت عن طريق الخطأ موكب زفاف في محافظة البيضاء، جنوب شرق صنعاء. ويوم الأحد الماضي، صوت البرلمان اليمني بإجماع أعضائه على منع شن مزيد من الغارات الأميركية حفاظاً على “المواطنين الأبرياء”، و”سيادة الأجواء اليمنية”. إلا أن هذا التصويت غير ملزم للحكومة الانتقالية والرئيس عبدربه منصور هادي الذي أعلن أواخر العام الماضي موافقته “شخصياً” على كل غارة أميركية، واصفا الطائرات من دون طيار بأنها “أعجوبة تقنية” ساعدت في وضع حد للمكاسب التي حققها التنظيم المتطرف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©