سيؤول-''وام'':أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد أن المستقبل المنظور يحمل لدولة الإمارات الكثير من العلامات المبشرة بمواصلة اقتصادها مسيرته نحو تحقيق معدلات نمو قوية ومتينة مؤكدة أن الرؤية الاستراتيجية للقيادة الحكيمة والرامية إلى المحافظة على قوة زخم النمو الاقتصادي تستند على سياسات وتدابير ساهمت في جعل هذه الرؤية قابلة للتحقيق في الوقت الذي تجسدت فيه هذه الإرادة في إطلاق الكثير من المشروعات في مختلف القطاعات الاقتصادية·
جاء ذلك خلال كلمة معاليها أمس خلال الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا في سيؤول برئاسة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد ومعالي كوون أوكيو نائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد الكوري·
حضر الاجتماع من جانب الإمارات سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لقطاع الاقتصاد وسعادة عبد الله محمد عبد الواحد المعينة سفير دولة الإمارات لدى كوريا وممثلون عن وزارات الخارجية والمالية والصناعة والتعليم والطاقة وقطاعات الاتصالات والمصرف المركزي والسياحة والنقل والبيئة والإنشاءات وطيران الاتحاد بالإضافة إلى جهات اقتصادية و استثمارية أخرى بالدولة بالإضافة إلى المسؤولين الكوريين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة·
وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي تميز العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط دولة الإمارات وكوريا الجنوبية معبرة عن سرورها في عقد أول اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين ولقاء الجانبين ثانية في غضون أسبوعين بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' لكوريا الجنوبية مما يعد دلالة واضحة على رغبة البلدين وإصرارهما على اختصار الزمن و الإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه·
وأشارت معاليها إلى أهمية دعوة الشراكة الاقتصادية بين البلدين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وقالت معاليها:'' لقد كانت دعوة سموه واضحة وهي إقامة شراكة اقتصادية تكاملية بين البلدين وسننطلق في علاقاتنا معكم من خلال هذا المفهوم وأن هذه العلاقة توجت بتوقيع شركتي ديرة الإماراتية و سونج وون الكورية مؤخرا على اتفاقية تنفيذ مشروع عقاري سياحي في دبي بقيمة خمسة مليارات دولار''·
وذكرت معاليها أن التبادل التجاري بين الإمارات وكوريا الجنوبية ارتفع بنسبة 100 بالمائة خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 96ر7 مليار دولار في عام 2003 إلى 827 ر15 مليار دولار في عام 2006 بمعدل نمو سنوي بلغ حوالي 25 بالمائة·
واضافت انه كما اعتادت دولة الإمارات و كوريا الجنوبية على العمل الدؤوب والسعي للازدهار الاقتصادي فإن الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين البلدين يصب ضمن هذا الهدف من خلال مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالقطاعات الإنشائية و التعاون بين القطاع الخاص والتعاون في مجالات النقل الجوي والبحري و التعليم بالإضافة إلى التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والعديد من المجالات الأخرى·
وأشادت معاليها بالتجربة الكورية في مجال التطور الاقتصادي وقالت إن بلوغ التطور الاقتصادي في كوريا ولاسيما في المجال الصناعي إلى المستوى الحالي يدعو إلى الإعجاب والافتخار مشيرة إلى أن كوريا الجنوبية تعد دولة غنية بالخبرات والتجارب في كافة الميادين الاقتصادية· وأكدت معاليها أن استثمار تلك الخبرات عالميا يعود بالنفع على البلدين سويا·
وأضافت معاليها أن صورة كوريا الجنوبية في المخيلة تتركز على المثابرة على النجاح حيث كانت كوريا الجنوبية منذ أربعة عقود ماضية تملك واحدة من أقل معدلات دخل الفرد لكنها استطاعت منذ عام 2004 الانضمام إلى نادي الدول التي يفوق ناتجها المحلي الإجمالي عن ترليون دولار من خلال تركيزها على البحث العلمي والتعليم·
وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي انه مقابل ذلك تتمتع دولة الإمارات باقتصاد قوي ومتين يعتمد على تنويع مصادر الدخل واستغلال العوائد النفطية في بناء اقتصاد متطور حيث نجحت الدولة في تقليص مساهمة قطاع النفط في الناتج المحلي الإجمالي و بلغت نحو الثلث تبعا لأسعار النفط العالمية في حين بلغت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي حدود الثلثين·
بدوره أكد نائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد الكوري حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات في مختلف القطاعات خاصة الاقتصادية منها مشيرا إلى أهمية عقد الاجتماع للجنة المشتركة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين والاستفادة من النتائج التي حققتها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لكوريا الجنوبية خلال شهر مايو الماضي وزيارة الرئيس الكوري للإمارات العام الماضي·
وأعرب عن أمله في أن يحقق نتائج اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين الشراكة الاستراتيجية المنشودة بما يحقق طموحات القيادة والشعبين في البلدين الصديقين·
وأكد معاليه أن البلدين يسعيان إلى تطوير أشكال التعاون في مختلف القطاعات خاصة في القطاع الاقتصادي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما·
وأوضح أنه رغم الاختلاف القائم بين البلدين من حيث الموقع الجغرافي والثقافة إلا أنهما يشتركان بنقاط كثيرة أهمها استمرار النمو الاقتصادي الكبير والنوعي في البلدين معربا عن أمله في التعاون المشترك و تبادل الخبرات التي تساهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي من خلال الاستفادة من الموارد البشرية·
وشدد على وجود إمكانية كبيرة لتحقيق البلدين نتائج إيجابية مشتركة في المواضيع التي سيتم التباحث حولها في الاجتماع الأول للجنة المشتركة·
ويناقش الاجتماع وسائل تعزيز التعاون الدبلوماسي المشترك وتنمية التجارة وتطوير التعاون في مجالات الطاقة والموارد والتشييد والإعمار والمعلومات وتقنية الاتصالات والنقل والتموين البحري والتعليم والتدريب والمراكز المالية المحورية والمناطق الاقتصادية والسياحة والبيئة بالإضافة إلى قضايا السياسات الاقتصادية الرئيسية·
ويكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة وكبيرة كونه جاء ترجمة سريعة لنتائج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قبل أسبوعين لكوريا ودعوة سموه إلى إقامة شراكة اقتصادية بين البلدين الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في بناء أسس عملية وجديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في القطاعات الاقتصادية وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تعترض وسائل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين·
عدد اليوم
