الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميزانية الأميركية: أهداف «كبيرة»

18 ديسمبر 2013 23:38
جوردون آدمز أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن أقر مجلس النواب الأميركي، يوم 12 ديسمبر، صفقة ميزانية لمدة عامين صاغها السيناتور «باتي موراي» والنائب «بول ريان»، لكن الزوبعة لم تنته تقريباً بعد. فقد تغيرت الأجواء سريعاً في واشنطن بسبب الميزانية. وخاب أمل أنصار «حزب الشاي» في الكونجرس وأنصارهم من أصحاب المال في نادي النمو وحركة التراث من أجل أميركا وآخرين. وتم إقرار الاتفاق في مجلس النواب المنقسم وسيمر عبر مجلس الشيوخ، مما يسمح بتحديد المخصصات الفعلية لهذه السنة المالية، والسنة المالية التالية لها أيضاً. وأنا لا أعرف السبب الذي يدفع كثيراً من الناس لإطلاق صفة «مؤقتة» أو «قصيرة الأمد» على هذه الصفقة. وخاب أيضاً أمل المدافعين عن فكرة الميزانية طويلة الأمد لأن سقف قانون التحكم في الميزانية لم يتم الإبقاء عليه في هذا الاتفاق فحسب، لكنه امتد لعامين آخرين إلى عام 2023. والمدافعون عن فكرة الميزانية طويلة الأمد يعيشون في عالم خيالي. ألم يكونوا يراقبون الأمور في الأعوام الثلاثة الماضية؟ فبالنسبة للكونجرس عاجز ويتناحر بسبب سقف الديون وإغلاق الحكومة والمصادرة، فإن صفقة مدتها عامان هو اتفاق طويل الأمد جداً جداً. وفي الحقيقة، فهذه الصفقة «الصغيرة» تحولت لتصبح صفقة كبيرة للغاية، لأن الصفقة تغير مناقشات الميزانية وتغير سياسات الموازنة لعدة سنوات مقبلة- وتحديداً لأنها تمثل الطريقة التي يمارس بها الكونجرس عمله بالفعل في مقابل الطريقة، التي يريد له بعض الناس أن يمارس عمله. وفي الوقت الحالي على الأقل، انتهى الصراع من أجل صفقة طويلة الأمد لأنه لم يكن من الممكن التوصل إليها. وانتهى الأمر لأن العجز في الموازنة ينخفض، وينخفض كثيراً. ويقول مكتب الميزانية في الكونجرس إنه بحلول عام 2015 سينخفض العجز في الموازنة من 10.1 إلى 2.1 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. ويقول مكتب الميزانية في الكونجرس إن العجز في الموازنة سيكون أقل من 400 مليار دولار عام 2015، وهو ما لم يحدث منذ سبع سنوات. وما تفعله هذه الصفقة الصغيرة بالفعل هو الرجوع إلى العمل. إنها صفعة لحزب «الشاي» وهو ما أكده «جون بينر» رئيس مجلس النواب الذي وجد الشجاعة أخيراً ليصف ممولي «حزب الشاي» بأنهم «سخيفون» لانتقادهم الاتفاق. وقال «إنهم يستغلون أعضاءنا والشعب الأميركي لتحقيق أهدافهم». وتقول الصفقة لأنصار فكرة «الأمد الطويل»: يكفي هذا بالفعل، فلا يمكننا أن نبلغ الأمر بالطريقة التي تريدون. فخطط الميزانية وإصلاح الضرائب، والإصلاح الإجباري يستغرق وقتاً وبخطوات طفل وإصلاحات تدريجية، ولن يقع انفجار عظيم. وبالنسبة لوزارة الدفاع، فالصفقة الصغيرة «كبيرة» أيضاً فيما يبدو. ورحب بها الجنرال «مارتن ديمبسي» رئيس هيئة الأركان الأميركية، وقال «إنني أدعم المقترح التشريعي، فكما فهمت فهو يقدم عوناً للمشكلات الآنية والعاجلة التي نواجهها. وآمل أن يكون هذا بداية حوار عن المشكلة الأطول أمداً بالنسبة لقدرة وإمكانيات قواتنا التي تتفاقم مع مرور الوقت بسبب المصادرة». وعلق وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل قائلاً «رغم أن هذا الاتفاق لا يحل كل مشكلة تواجهها وزارة الدفاع في الميزانية، فإنه يساعد في معالجة تحدي جاهزيتنا العسكرية باستعادة الأموال للتدريب وتوفير العتاد خاصة في السنة المالية 2014». والصفقة جيدة لوزارة الدفاع لأنها توفر ما كانت تسعى إليه في السنوات الثلاث الماضية: استقرار الميزانية. وهي ميزانية ثابتة للسنتين الماليتين 2014 و2015، وهذا واقع لكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ. فعلى الأقل، فأرقام العامين التاليين محددة منذ الآن. ورغم أن وسائل الإعلام التي غطت الصفقة لم تتناول الأمر، فإن «البنتاجون» طلب ويرجح أن يحصل على 90 مليار دولار إضافية لتمويل ما يقول إنه عمليات الطوارئ في الخارج، أي ميزانية الحرب. ومبلغ 90 مليار دولار هذا يضاف إلى 495 مليار دولار يتوقعها «البنتاجون» من الصفقة «الصغيرة»- ليس ورق جرائد بل دولارات حقيقية، إنها تمثل مخرج البنتاجون المالي من المأزق لأكثر من عقد حتى بعد خروجنا من العراق وانسحابنا من أفغانستان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©