الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بتشديد العقوبة على مرتكبي الاعتداء على الرادارات

مطالبات بتشديد العقوبة على مرتكبي الاعتداء على الرادارات
8 ديسمبر 2012
شهدت عدد من إمارات الدولة، وخلال الفترات الماضية، وقائع فردية تعدى فيها أشخاص مستهترون على عدد من الرادارات التي وضعت في الشوارع العامة، سواء بالإتلاف أو إطلاق الأعيرة النارية. ولاقت تلك التصرفات المرفوضة الكثير من النقد من الأهالي، خاصة ممن تعرضوا للضرر والأذى من السرعات الطائشة التي ترتكب من قبل البعض أيضاً على الطرقات، خاصة السريعة منها التي أصيب فيها أو راح ضحيتها الكثيرون، وأكدوا ضرورة التشدد في محاسبة مرتكبي تلك الفعلة. واعتبرت الجهات الأمنية المسؤولة أن مرتكبي تلك الأفعال هم أشخاص خارجون على القانون وتجب ملاحقتهم ، وبالتالي تقديمهم للعدالة، بل واعتبر الطب النفسي أن صاحب هذه التصرفات شخص غير متزن نفسياً، لا يملك القدرة على التخاطب والتحاور بصورة سليمة، ويعاني خللاً في الشخصية. «الاتحاد» ناقشت وقائع التعدي على الرادارات التي حدثت خلال الفترات الماضية، وذلك للوقوف على ظروف تلك السلوكيات المرفوضة، ولمنع تكرار حدوثها، وكانت هذه الآراء. يقول سعيد عبيد الجزيعي، من منطقة مليحة بالشارقة، إن الحوادث المرورية التي شهدتها الطرق الرئيسية بين الشارقة والذيد ومليحة والمدام خلال الفترة الماضية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين، خاصة من فئة الشباب وأصيب فيها كثيرون أيضاً، فرضت ضرورة أن يتم تركيب العديد من الرادارات على تلك الطرق للحد من السرعات التي يقوم بعض المستهترين من قائدي المركبات. وأضاف أن قيام الجهات المعنية بتركيب العديد من الرادارات على الشوارع الحيوية والرئيسية في الإمارة، أمر بلا شك يأتي في الصالح العام، ويعتبر رادعاً للمتهورين في قيادة السيارات، ويمكن بالتالي ضبط المخالفين منهم، إلا أن قيام البعض بإتلاف تلك الأجهزة يعتبر أمراً خارج القانون، ويجب الإمساك بهم، وبالتالي محاسبتهم. عمل مرفوض بدوره، وصف بطي سالم بن حمود، من مواطني الشارقة، التعدي على أجهزة الرادارات على الشوارع العامة وتعرضها للإتلاف، بأنه عمل مرفوض، لا يمكن أن يكون فاعله شخصاً متزناً، بل هو إنسان مستهتر لا يشعر بالمسؤولية، وتجب محاسبته لأنه أضر بالمال العام، بل سيكون سبباً في قيادة بعض المستهترين الآخرين لسياراتهم بصورة متهورة جداً، ما قد ينتج عنها حوادث مرورية بالغة يذهب ضحاياها أشخاص كثر. وطالب بضرورة أن تتم ملاحقة هؤلاء الأشخاص ممن ارتكبوا تلك التصرفات المرفوضة في التعدي على الرادارات وإتلافها، وبالتالي تقديمهم للعدالة ليكونوا عبرة لمن يحاول الإقدام على مثل تلك الأفعال المرفوضة. وذكر محمد بن نهيلة، من منطقة الذيد، أن تزويد الشوارع السريعة والطرق الخارجية، مثل الذيد ومليحة والمدام، بالرادارات كان مطلب الأهالي، وهو ما تحقق خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تمت إضافة أكثر من 20 راداراً جديداً على تلك الشوارع، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وأشار إلى أن غالبية الأهالي ينتظرون ضبط الأشخاص الذين ارتكبوا فعلة التعدي على 11 راداراً في الشارقة خلال الأيام الماضية، وأتلفوها بعد إطلاق أعيرة نارية عليها، وذلك ليكونوا عبرة لغيرهم. واقترح أن تكون هذه الأجهزة مزودة بكاميرات تسجل ما يدور في الشارع، ليمكن العودة لها حال تعرضها للتعدي، وبالتالي سهولة التوصل لمن يحاول العبث بها. عقوبة القانون من جانبه، أكد السيد عطية، مستشار قانوني في دبي، أن مسألة كسر أو إتلاف الرادار أو أجهزة المراقبة المرورية، تعتبر جريمة إذا ما وقعت عمداً من شخص ما، وتندرج تحت الجرائم ذات الخطر العام، وهي المنصوص والمعاقب عليها طبقاً لنصوص وأحكام قانون العقوبات لدولة الإمارات العربية المتحدة، القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987، حيث خصص لها الفصل الأول من هذا الباب وهو الاعتداء على وسائل المواصلات والمرافق العامة، حيث نصت المادة 294 من القانون، سالف البيان، على أنه «يعاقب بالحبس كل من نزع عمداً إحدى الآلات أو الإشارات اللازمة لمنع الحوادث أو كسرها أو أتلفها أو جعلها غير صالحة للاستعمال أو عطلها بأية كيفية كانت، وتكون العقوبة السجن المؤقت إذا نشأ عن الجريمة كارثة». وبيّن أن القانون قد نص على أنه، كل من نزع عمداً، أي أن القانون اشترط توافر القصد الجنائي في تلك الجريمة وحدد لها هذه العقوبة المغلظة إذا كانت جريمة عمدية، أي انصرفت نية الجاني إلى إحداث وارتكاب الفعل والعمل المادي المكون لتلك الجريمة، هذا مع الأخذ في الاعتبار توافر المسؤولية الجنائية، بمعنى ألا يكون مرتكب الجريمة لديه مانع من موانع العقاب، كفقد الإدراك أو الإرادة لجنون أو عاهة في العقل أو غيبوبة ناشئة عن عقاقير أو مواد مخدرة تناولها قسراً عنه أو بغير علم منه بها، أما إذا تناولها بعلمه وباختياره عوقب على تلك الجريمة، بل إنها تعد من الظروف المشددة إذا كان قد تناول تلك المخدرات بقصد ارتكاب الجريمة. البحث عن الجناة من جهته، أكد العقيد سلطان الخيال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أن أجهزة ضبط السرعات التي تتوزع في مختلف الشوارع، بالتحديد الحيوية، تأتي لضبط الشارع المروري وخفض نسب وقوع الحوادث المرورية التي قد يشهدها. وأكد ضرورة تعاون الأهالي مع رجال الشرطة في المحافظة على الممتلكات العامة للدولة وعدم المساس بها، مستنكراً الفعل الذي وقع الأيام الماضية بتحطيم 11 جهاز رادار، سبعة منها مثبتة على امتداد شارع الذيد – المدام، وأربعة أجهزة مثبتة على امتداد شارع مليحة بالشارقة، حيث أطلق عليهم مجهول أعيرة نارية، فأحدث تلفيات فيها. وقال إن مثل هذا التصرف يعتبر من السلوكيات الطائشة غير المسؤولة التي تضر بالممتلكات العامة للدولة وتعرض حياة الناس للخطر، ويحاسب عليها القانون، كما أن الفرق الأمنية لن تتوانى في البحث عن مرتكبيها، ومن ثم تقديمهم للعدالة ليأخذ التحقيق مجراه. وذكر أن الرادارات التي حطمت تم تركيبها خلال شهر سبتمبر الماضي، وهي من الأجهزة الثابتة المتطورة، وتم وضعها على تلك الطرقات للحد من تكرار الحوادث المرورية والتقيد بالسرعات المقررة حفاظاً على أرواح مستخدمي الطريق وقائدي المركبات. وتابع أن السرعة المحددة على طريق مليحة (120 كم / س، وضبط الرادار على 141 كم / س)، وأن تزويد الشوارع بتلك الأجهزة تم بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باتخاذ التدابير اللازمة كافة في وضع الحلول المناسبة لمواجهة الأخطار تلك على الطرق، خاصة طريق مليحة – كلباء. غير متزن نفسياً من جهته، أكد الدكتور يوسف أبو اللبن استشاري الطب النفسي، مدير عام المركز الأميركي النفسي والعصبي في الإمارات، أن من يقوم بمثل هذه التصرفات «التعدي على الرادات مثلاً «، يعتبر شخصاً غير متزن في سلوكياته أو تصرفاته، ولا يعرف الطريقة السليمة للتعبير عن غضبه، وإنما يتصرف بشكل عدائي، وهو غالباً ما يكون نتيجة لأساليب تربوية خاطئة شب عليها، جعلت منه إنساناً يفرغ شحناته بشكل عدائي، لا أن يحولها لطاقة حوارية أو عمل إيجابي. وأضاف أن الشخص الذي يرتكب مثل تلك السلوكيات الخاطئة، غالباً ما يكون فاقداً لفن الحوار، سواء مع الأفراد أو الأسرة أو المجتمعات، وأنه عبر عن غضب داخلي في نفسه بتحطيم ممتلكات عامة، وإلحاق أضرار بها، كما أنه في حال التعرف إليه يجب سماع وجهة نظره أولاً، وبالتالي الدوافع التي جعلته يقدم على فعلته، ومن ثم تقديمه للعدالة، وكذلك محاولة علاجه نفسياً إذا كان لديه مشكلات، سواء شخصية أو عامة أوصلته إلى هذا التصرف غير السوي. حوادث تحطيم الرادارات شهدت عدد من إمارات الدولة خلال الفترات الماضية، وقائع تعدي على الرادارات في بعض الشوارع، كما تكرر في رأس الخيمة وأم القيوين (على سبيل المثال)، من خلال إطلاق أعيرة نارية عليها، وكذلك تحطيمها، وغيرها من السلوكيات الأخرى المرفوضة التي تهدف إلى تعطيلها. كما وقع خلال الأيام الماضية تعدٍ على 11 جهاز رادار في الشارقة على طرق الذيد - المدام، ومليحة بالشارقة، وقام مجهول، أو مجهولون، بإطلاق أعيرة عليها، وأن القيادة العامة لشرطة الإمارة تقوم بالبحث والتحري من خلال الفرق الأمنية المختصة لتحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة والقبض عليهم في أقرب وقت ممكن وتقديمهم ليد العدالة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©