فيروز تكسر حاجز الصمت وتعود لجمهورها بربيع صوتها الملائكي

شهد هذا الأسبوع عدة حفلات أحيتها الفنانة الكبيرة فيروز في ساحل علما، على مدى ثلاثة أيام، «ففيروز قررت أن تطلع علينا وتغني»، حيث ظهرت بعد أقل من سنة على كسرها حاجز الصمت الفني في حفلها العام الماضي، لتشدو وتعيد للجمهور اللبناني، والعربي ربيع أرواحهم. وكانت فيروز قد وقفت بهالتها في مواجهة الجمهور، والأوركسترا في مجمع «بلاتيا» في ساحل علما شمالي بيروت، لتثور على الصمت وتحضر بصوتها الملائكي ربيع الفن والأمل. أمام صالة تغص بعشاق أعياهم الانتظار، أطلت السيدة فيروز، بفستانها الأبيض، شاحبة قليلاً لكن متماسكة، متفتحة مع فرقة موسيقية ضخمة بقيادة هاروت فازليان.. وبدأت الحفل بمعزوفة للرحابنة الكبار الراحلين، «طلع القمر لفى حبيبي» وبإحياء الذكريات في «تعا ولا تجي» « و»الكذبة مش خطية». حنين ودفء في صوتها من «على جسر اللوزية» إلى روح اللحظة «إيه في أمل»، بين عبق الجاز وفولكلور حضر من زمن المسرح الغنائي الذي عشقته فيروز مع عاصي فأبدعت في تاريخه المجيد. أمسكت ، فاشتعلت الصالة بالآهات، وختمت اللقاء، كما في الخريف الماضي بـ»أغنية الوداع» التي سبقها إليها الجمهور. وبصوت من لهب السكوت، قالت «يا موت هزمتك كل الفنون» مذكرة بجملة محمود درويش من خلال صوتها الحي، ثم أتبعت هذه الأغنية وسط تصفيق هستيري من الحضور بأغنية «غيروا أهل الهوى». مسرح امتلأ عن آخره بجمهور عاشق، وإن كان معرض الكتاب السنوي الذي يقام في بيروت هذه الأيام واجهة ثقافية، إلا أنه لم تمنع المثقفين المتواجدين في لبنان من بلوغ أعلى القمم الفنية لحضور تلك الأمسية. وكالعادة كان إيقاع عاصي الرحباني هو الشقيق التوأم لإيقاع فيروز، فمن صفاء وعذوبة الزمن الأصيل ظهر صوتها ليملأ أصداء المكان، بأغاني وروائع، قل أن تتكرر في زمن اختفت فيه المواهب الأصيلة القادرة على خلق حالة من الإبداع الفني.