محمد حمصي:
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع تراجع الأهلي حامل اللقب في الموسم الماضي إلى منتصف الجدول واحتلاله المركز السادس في ظل الدعم الكبير الذي يلقاه من قيادات وجماهير النادي ووجود هذه الكوكبة من اللاعبين الدوليين والمواطنين·
الفريق تحول في يوم وليلة إلى ''لغز'' حير الخبراء وعشاق الفانيلة الحمراء وتطلب الأمر اجراء عملية جراحية عاجلة لتصحيح المسار وإيقاف نزيف النقاط وتدهور النتائج لكن دون جدوى وكان من الطبيعي أن يدفع الفريق (فاتورة) الدور الأول نتيجة لخسارته في سبع مباريات وهو رقم قياسي قلما تعرض له فريق بوزن الأهلي وحامل لقب الموسم الماضي·
كما دفع ضريبة الإصابات وتراجع مستوى المحترفين الأجانب بشكل ملفت لدرجة أن المهاجم الإيراني فرهاد مجيدي القادم من نادي النصر والأرجنتيني كاسترو لم يغيرا في الأمر شيئاً·
بل لم نشعر بهما في الملعب وبالأخص كاسترو الذي لم يحظ بثقة المدرب الفرنسي ميشيل وبقي عدة مباريات في مقاعد الاحتياطيين لدرجة أن الجماهير الأهلاوية وصفته بأن صفقة خاسرة وأنه لا يستحق أن يكون بدلاً للاعب الأورجواني مارتن بارودي·
وانطلاقاً من هذه الاعتبارات وضعت الإدارة الأهلاوية في ثوبها الجديد مسألة عودة فريقها إلى دائرة الضوء والمنافسة على زعامة كرة الإمارات مع الأخذ بعين الاعتبار توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المجلس التنفيذي بدبي رئيس مجلس دبي الرياضي رئيس النادي بعدم الاعتراف سوى بالمركز الأول وتسخير كل الجهود لتحقيق هذا الهدف·
وهذا ما دفع بالمدير التنفيذي أحمد حارب المهيري لاطلاق تصريحاته بهذا الاتجاه في أعقاب الاجتماع الأول لمجلس الإدارة الجديد والذي عقد في مطلع الأسبوع الحالي بنادي ند الشبا بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم وسمو الشيخ مكتوم بن محمد آل مكتوم عندما أعلن بأن مسؤولياتهم ستتضاعف لكي يحظى فريق الكرة وكل الفرق الأخرى بثقة سمو رئيس النادي ونائبه والمنافسة بقوة على المراكز الأولى كل واحد في اختصاصه·
وبعيداً عن تصريحات المدير التنفيذي فقد برزت رغبة أكيدة من اللاعبين بتغيير الصورة السابقة والعودة إلى الواجهة معتبرين ما حدث هذا الموسم بأنه محطة استثنائية وعابرة لن تتكرر الموسم القادم·
ولالقاء المزيد من الضوء على رحلة الفرسان هذا الموسم وكشف حسابهم كان لابد من الوقوف على رأي مدير الفريق محمد أحمد (حمدون) للتعرف أكثر على السلبيات التي واجهت الفرسان والتي أدت إلى تراجعهم وابتعادهم عن الأضواء·
في البداية يعترف حمدون بأن الأهلي لم يظهر بعودته الحقيقية والتي ترضي طموحاتهم إلا في بعض مراحل الموسم وبالتحديد في مسابقة كأس الاتحاد والتي استطاع فيها الفريق الوصول إلى المباراة النهائية مع المنافس الجزراوي في ظل غيابات كثيرة إما نتيجة لمشاركة اللاعبين الدوليين مع المنتخب الوطني أو بسبب الإصابة التي طالت أكثر من لاعب أساسي·
وحتى في بطولة الكأس (الكلام لحمدون) كان المستوى جيداً واستطاع الفريق الوصول إلى الدور قبل النهائي والخروج من المسابقة على أيدي الوصل بنتيجة (2-1) بعد ما كان الأهلي سباقاً في التسجيل ويرى حمدون بأن الوضع كان مختلفاً في الدوري ولم يقدم فريقه ما هو مطلوب منه لعدة أسباب لخصها بالآتي:-
أولاً: التأخير في عملية إعداد الفريق والكل يتحمل هنا المسؤولية سواء الجهاز الإداري أو الفني أو لجنة الكرة·
ثانياً: كثرة الإصابات وغياب عدة لاعبين أساسيين أبرزهم عادل عبدالعزيز، وحارس المرمى عبيد الطويلة، وعلي سعيد، ومشموم، وعبدالله شاه، وخالد محمد، وفي بعض الفترات اللاعب الهداف فيصل خليل، وفرهاد مجيدي، والظهير الأيسر عبيد الطويلة·
ثالثاً: عدم الاستفادة من جهود المحترفين الأجانب·
ويستطرد حمدون قائلاً بأنه لابد من إعادة حساباتهم وترتيب أوراقهم والاستفادة من دروس الموسم الحالي بالسعي لتصحيح الأخطاء التي وقعوا بها بداية بالإعداد المبكر وهذا ما يتم التركيز عليه الآن من خلال تحديد خطة العمل والمعسكرات وكذلك على صعيد التعاقد مع محترفين أجانب على درجة عالية من الكفاءة والخبرة للانضمام للاعب الفرنسي جريجوري القادم من العوير إضافة إلى ذلك الاستقرار الفني والتعاقد مع مدرب له تاريخه وخبرته في الملاعب مشيراً بأن المدرب يوسف الزواوي يعشق التحدي بطبيعته وسوف يساهم بدعم مسيرة الفرسان في الموسم القادم بحيث يختار أفضل المحترفين بجانب التفكير بإضافة لاعبين محليين حسب ما تتطلبه مصلحة الفريق·
ويؤكد حمدون بأن الأهلي لا خوف عليه طالما أنه يملك قاعدة عريضة من اللاعبين الموهوبين والبدلاء واللاعبين على مستوى عال سواء بالنسبة للدوليين أو باقي اللاعبين مشيراً إلى أن الأهلي والوحدة لديهما العناصر القادرة على سد الفراغ في أية لحظة وبعكس الأندية الأخرى·
ويقول حمدون بأن الصورة ستكون مختلفة في ظل توجيهات سمو رئيس النادي والدعم المباشر من قبل رئيس مجلس الإدارة سعادة خليفة سعيد بن سليمان مركزاً على ضرورة تدارك الأخطاء السابقة والتخطيط السليم حتى يأخذ الفريق وضعه الطبيعي ويكون أحد المنافسين بقوة على البطولات·
ويضيف حمدون بأن مطالبة سمو الشيخ حمدان بن محمد للاعبين باحراز المركز الأول يضاعف مسؤولياتهم ويدفعهم لتهيئة كل الظروف للفريق لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك استقدام محترفين أجانب من المشهود لهم بالكفاءة وآخرين محليين ويقول حمدون بأن الفيصل في اختيار اللاعبين الأجانب يكون للاعب الذي يرفع من مستوى الفريق ويساعده على تحقيق مآربه·
ويعبر حمدون عن تفاوله بعودة فريقه إلى دائرة الضوء منطلقاً من الدعم اللامحدود لسمو رئيس النادي وكذلك رئيس مجلس الإدارة الذي يشرف بشكل مباشر على الفريق، وأيضاً في الإعداد المبكر ووضع برنامج واضح قبل وبعد معسكر إيطاليا·
عدد اليوم
