الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فوضى ليبيا.. مرحلة انتقالية مستمرة!

فوضى ليبيا.. مرحلة انتقالية مستمرة!
16 فبراير 2018 01:20
طرابلس (أ ف ب) بعد سبعة أعوام على اندلاع الانتفاضة التي أنهت بعد ثمانية أشهر 42 عاماً من حكم معمر القذافي المستبد، ينتظر الليبيون حتى اليوم نهاية المرحلة الانتقالية التي تسودها الفوضى، وولادة دولة ديموقراطية. وللاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام القذافي في 17 فبراير 2011، وضعت السلطات برنامج احتفالات في ساحة الشهداء، التي كان العقيد يلقي خطبه فيها في قلب العاصمة طرابلس. ويرى كثير من الليبيين أنه ليس هناك كثير يستحق الاحتفال في بلد غني بالنفط لا يزال يفتقد إلى الخدمات الأساسية، ويشهد أعمال عنف وانقسامات مستمرة، في وضع يغذي شكوك ويأس الليبيين والشبان منهم خصوصاً. ويبلغ حمدي البشير السابعة عشرة من العمر فقط، لكنه يقول: «إنه ينتظر الخلاص منذ سبعة أعوام». وأضاف الشاب: «لا أريد الانتظار 42 عاماً، كما فعل والدي مع معمر القذافي». وتابع: «لا أنوي انتظار أن يسرقوا مني شبابي وحياتي، وأريد أن ألقي بنفسي في البحر مع المهاجرين من دون أن ألتفت إلى الوراء». ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011، الذي أدى إلى تفكك الجهاز الأمني، تُـمزّق ليبيا صراعات نفوذ تخوضها مختلف المجموعات المسلحة بلا رادع، وكذلك عشرات القبائل التي تُشكل المكون الرئيس للمجتمع الليبي. وانتهز تنظيم «داعش» فرصة الفوضى ليتسلل إلى البلاد، حيث احتل سرت، مسقط رأس القذافي، لأشهر، قبل أن يُطرد منها في ديسمبر 2016. ولكن حتى بعد إضعافهم، لا يزال المتطرفون ينتشرون في الصحراء، ويشكلون تهديداً قائماً. وأضحت ليبيا معبراً للهجرة السرية، وتتعرض باستمرار لاتهامات بإساءة معاملة واستغلال مئات الآلاف من المهاجرين القادمين، خصوصاً من أفريقيا جنوب الصحراء بهدف محاولة عبور البحر المتوسط إلى أوروبا. وعلى الصعيد السياسي، لم تنجح حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت في نهاية 2015 عن اتفاق رعته الأمم المتحدة، وتتخذ من طرابلس مقراً لها، في إحلال النظام الكامل في الأراضي التي تؤكد أنها تسيطر عليها. وتتمركز سلطة منافسة لحكومة الوفاق في شرق البلاد الذي تُسيطر على أجزاء كبيرة منه، القوات الموالية للمشير خليفة حفتر. في الوقت ذاته، أصبح غياب الأمن ونقص المواد الأساسية جزءاً من الحياة اليومية لليبيين، التي تسير على وقع انقطاعات التيار الكهربائي، وصفوف الانتظار أمام المصارف التي تنقصها السيولة. وتواجه الصناعة النفطية التي تشكل المصدر الرئيس لموارد البلاد، صعوبات في العودة مجدداً إلى حجم الإنتاج في عهد القذافي الذي كان يبلغ 1,6 مليون برميل يومياً. وأفادت «فيديريكا سايني فاسانوتي» من معهد «بروكينجز إنستيتيوت» في واشنطن بأن «عمليات إحلال الديموقراطية هي، كما يعلمنا التاريخ، دائماً طويلة وقاسية وصعبة». وأضافت: «إن بناء أمة يمكن أن يكون مسألة عقود، وحتى قرون في بعض الأحيان». وتصطدم أي محاولة لإعادة النظام في كل مرة بعداء كثير من المجموعات المسلحة، التي تبدل ولاءاتها حسب مصالحها الآنية. وهكذا، منعت مجموعات مسلحة آلافاً من سكان «تاورغاء»، الذين طردوا من بيوتهم في 2011 بسبب دعمهم للنظام السابق، من العودة إلى مدينتهم، برغم اتفاق تم التفاوض حوله بين حكومة الوفاق الوطني والأمم المتحدة. ويرى مبعوث الأمم المتحدة لليبيا، غسان سلامة، أن إعادة النظام في ليبيا يتطلب مسبقاً تأسيس دولة شرعية يعترف بها الجميع. وللتوصل إلى ذلك، خطط سلامة لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في ليبيا في 2018. لكنه اعترف مؤخراً بأن الطريق لا تزال طويلة. بيد أن عدداً من الخبراء يشككون في إمكانية نجاح انتخابات من هذا النوع، يعتبر بعضهم أنها ستزيد الوضع تعقيداً. وأعلن رجل الشرق الليبي القوي المشير حفتر، الذي يرى فيه أنصاره منقذاً، دعمه لإجراء انتخابات، من دون أن يوضح ما إذا كان سيترشح فيها. وتمكن المشير حفتر الصيف الماضي من طرد المجموعات الإرهابية من بنغازي بعد معارك طاحنة استمرت ثلاثة أعوام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©