الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل دنت ساعة العالم؟

هل دنت ساعة العالم؟
8 ديسمبر 2012
على ذمة بعض علماء الآثار، من الذين درسوا ما نسيه المستعمرون الإسبان واللصوص من كنوز حضارة المايا في جواتيمالا، فإن يوم 21-12-2012 أي بعد أسبوعين تقريباً سيكون يوم نهاية العالم.... حيث يشرق صباح 22-12-2012 وليس ثمة بشرية في هذا الكون الشاسع، إذا افترضنا أن الكرة الأرضية ستبقى في مكانها وتتعرض لشروق الشمس وهي ثكلى من الكائنات البشرية التي تثقب طبقة الأوزون، لذلك ينبغي علينا أن لا نفرط في الحجز لحفلات رأس السنة القادمة، أو على الأقل نحجز من دون أن ندفع، حتى نموت ونحن أكثر ثراء، ونموت ضاحكين ولا يضحك علينا أحد. المبهج في الأمر، أن الكثير من العلماء الذين درسوا تلك المخطوطات والتقاويم يرفضون هذه النبوءة، ويقولون إنها جاءت نتيجة فهم خاطئ من بعض زملائهم خلال دراسة المخطوطات، وهذا ما نتمناه طبعاً، وإن لم يكن صحيحاً، فإننا نتمنى أن لا تتحقق هذه النبوءة الهادمة للّذات، كما لم تتحقق مثيلاتها من النبوءات التي أخافتنا خلال هذه السنة والسنة الماضية. في الواقع نحن غير مستعدين لهذه النهاية المفاجئة، فلا تزال هناك الكثير من الحروب التي لم نخضها بعد، وهناك المزيد من القتلى الذين لم نقتلهم بعد، والمزيد من الجرحى الذين لم نجرحهم بعد. يقول المؤرخ الكبير ول ديورانت إن تاريخ البشرية منذ فجر التاريخ حتى الآن- المقصود حتى وفاته في الربع الأخير من القرن الماضي- لم يشهد سوى 125 عاماً من السلام والأمن في الأنحاء المعروفة كافة من المعمورة. وربما ينبغي أن نزيدها خمس سنوات على الأقل قبل أن ينتهي العالم وتقوم القيامة. فعلاً نحن على غير استعداد لهذه النهاية «الفجائعية»، فلا تزال هناك مئات المليارات التي ينبغي على الشاب مارك زوكريج، مؤسس ومالك «فيسبوك»، أن يجمعها، ونحن بانتظاره ولسنا في عجلة من أمرنا. وهناك مليارات لم يوزعها صديقنا «بل جيتس» أبو الكمبيوترات والميكروسوفت، على الجوعى والمنكوبين في أنحاء الكون الأحدب بعد، وعليه أن يمنحها لهم قبل الوفاة الجماعية، حتى يدخل الجنة من أوسع أبوابها. هناك الكثير من القضايا العالقة، التي نحتاج قروناً لحلها حتى «نتسهل» بكل راحة «بال» و»سيجام»، وهناك الكثير من السمفونيات التي ينبغي أن نسمعها، والكثير من السمفونيات التي ينبغي أن نؤلفها، وهناك الكثير من الكتب التي ينبغي أن نقرأها، والكثير من الكتب التي ينبغي أن نؤلفها، وهناك الكثير من النساء اللواتي ما زلن يبحثن عن فارس الأحلام الذي يخطفهن فوق فرسه البيضاء ويطير بهن فوق أجنحة «فيسبوك». عربياً، ما زالت هناك الكثير من القضايا العالقة، فلم نتخلص بعد من تبعات هزيمتنا في الأندلس، وما زلنا نتحسر على أيام زمان ونتمنى العودة إلى تلك البلاد التي بكيناها مثل النساء ملكاً ضائعاً لم نحافظ عليه مثل الرجال، ولا بأس من استرجاع لواء الإسكندرونة، وبلاد فارس وساسان والهند والسند وسمرقند، ناهيك عن قبرص... نجمة الهلال الخصيب، وفي طريق عودتنا مظفرين لا بأس من تحرير الجولان، ثم نعرج على «سبته ومليلة» في أقصى المغرب العربي الكبير، وهكذا نقوم بما علينا ونذهب إلى الملحمة الكونية، راضين بقدرنا المرسوم عند «المايا». وما زالت قضية فلسطين.. جرحنا النازف.... إنها قضية عالقة ينبغي أن ننتهي منها قبل النهاية.. ونحن لسنا في عجلة من أمرنا. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©