شهدت إمارة الفجيرة مساء أمس حالة من الترقب الشديد والحذر لقدوم اعصار ''جونو'' ، مع ارتفاع الأمواج وتخطيها شارع الكورنيش ووصولها لأطراف بعض المنازل بعد منتصف ليلة أمس الأول ، لتعود الحياة في الصباح الباكر الي الأجواء الطبيعية والهدوء الذي يسبق العاصفة ، حيث شهد الصباح أمس ارتفاعا شديدا في درحة الحرارة وانحسارا للموج ، مما أعطى طمأنينة للجميع ·وسيطرت حالة من الاستنفار في منطقة كلباء التي شهدت حدا غير مسبوق في ارتفاع الامواج، وهو ما ترافق معه حالة من الهلع التي لن تقلل من حدتها الباصات التي قامت بإخلاء منطقة السهيلة من كافة قاطنيها الي المدارس والملاجئ المخصصة لهذا الغرض·
وقد شارك في عملية الاخلاء كافة الجهات المحلية والاتحادية المختصة، بالاضافة الى الامدادات التي قدمتها شرطة ابوظبي والدفاع المدني في الامارة·كما شهدت منطقة خورفكان تعاونا شعبيا غير مسبوق·
وتميزت الحالة في خورفكان بأن تحولت السيارات الى بيوت متحركة استمرت تحمل اهالي منطقة كلباء وخاصة ''السهيلة'' حيث ظل اصحاب البيوت ينتظرون ان يخف الغمر لمنازلهم لعلهم يستطيعون العودة اليها مجددا وهو ما لم يحدث في وقت لاحق·
وذكر مركز الاسعاف في خورفكان انه لم يتلق أي اصابات، مشيرا الى ان سياراته تواجدت في مكان الحدث·
وقد ضربت الامواج السواتر الترابية وهو ما لم يكن متوقعا·وقد انضمت بعض العائلات الى منازل اقاربهم في اماكن قريبة·وقد تابعت ''الاتحاد'' الأحداث لحظة بلحظة بمختلف المناطق بالفجيرة
وأكد السكان أن التطورات كانت مفاجئة وعبرو عن تقديرهم لجهود القوات المسلحة وهيئة الهلال الأحمر والدفاع المدني·
في تمام الثانية عشرة ظهرا حدث الغزو السريع للبحر بمناطق سهيلة ،و كلباء ،و خور كلباء، وخورفكان ،و قرية ، وبعد نصف الساعة تواجدت جميع الفرق المشاركة في عمليات الإنقاذ بالمناطق المتأثرة ، وشهدت منطقة سهيلة عمليات اخلاء واسعة ، وبعضها كان جبريا لرفض عدد من الأسر مغادرة منازلهم ، راغبين في الصعود الي أسطح المنازل · وتم نقل الأسر الي 34 مدرسة التي تم تجهيزها لمواجهة آثار جونو وقد امتلأت مدرسة الفرقان خلال ربع الساعة من عمليات الإنقاذ ، وتم ارسال باقي أبناء سهيلة الي مدرسة سيف اليعربي الثانوية ، وتتابعت عمليات الإخلاء والإنقاذ حتي الساعات الأولي من مساء أمس ·
كما حدثت تقلبات جوية من رياح وأمواج وأمطار بانتهاء نهار أمس منذرة باحتمالات عديدة
المياه تقتحم سهيلة
وعاشت منطقة سهيلة الواقعة علي البحر بمدخل كلباء لحظات صعبة ، حيث اجتازت المياه التلال الترابية واقتحمت المحال والمنازل ، وأغرقت السيارات بالشوارع ، دون احداث خسائر بالأرواح ، ولم تستطع الجهات المسئولة السيطرة على منطقة سهيلة في بداية الأمر ، حيث تدفقت المياه بكميات كبيرة الي الأحياء السكنية ، وقامت قوات الأنقاذ بإجلاء السكان واخلاء المنطقة ، بواسطة سيارات الشرطة والدفاع المدني ومواصلات الإمارات ، وزاد الأمر سوءا في الفترة المسائية، وتم اخلاء أربع مناطق أخرى، وكان الهدوء قد ساد الحياة في الصباح الباكر مع وجود الضباب الشديد وارتفع في الأمواج حتى العاشرة صباحا ، ثم توالت عملية ارتفاع الموج بمقدار 7أمتار حتى قضى الموج على السواتر الترابية التي وضعتها البلدية لمواجهة الأعصار·
يرفضون المغادرة
ويشير سمير محمد أحد أبناء سهيلة أنه قام هو وأسرته بمغادرة المنزل فور ارتفاع الموج ، حيث حملوا جوازات السفر وبعض الملابس، في حين رفضت بعض الاسر المغادرة، وشهدت عملية إنقاذ وشهدت عمليات الانقاذ مفاوضات مع بعض الاسر ، ومنها أسرة راشد عبد الله الطنيجي حيث استغرت عمليات تفاوض ما يزيد عن نصف الساعة ، بسبب رفضهم للخروج من المنزل ·وبعد تفاوض الضابط المسئول، تم إخلاء المنزل من الأسرة البالغ عدد أفرادها 40 فردا ، تم نقلهم إلى مدرسة سيف اليعربي الثانوية ، والتي تبعد تبعد عن سهيلة ب10 كيلومترات والتي أعدت لاستقبال حالات الإخلاء من سهيلة إضافة إلى مدرسة الفرقان ·
خطط للإيواء
من ناحيته يضيف علاء الدين عبد الباسط أول القادمين ألى مدرسة سيف اليعربي أن التطورات التي حدثت لم تكن في الحسبان ، مشيدا بأداء رجال الإنقاذ والهلال الأحمر ·
وأكد غسان ملاك رئيس فرقة الهلال الأحمر بمدرسة سيف اليعربي الثانوية أن العمل في اماكن الإيواء يتم بسرعة وسلاسة، موضحا أن الخطة الأولى تشمل وضع كل أسرة في أحد الفصول، واذا زاد العدد عن سعة المدرسة ، يتم فصل الرجال عن النساء، مؤكدا توفر كافة التجهيزات من مواد غذائية وبطاطين·
ونوه إلى أن مجموعات العمل داخل المدارس تقوم بتقديم كافة الاحتياجات ،كما أن عدد المتطوعين في تزايد ·
ونبه إلى أن الهلال الأحمر تسلم 34 مدرسة لأيوء الأفراد في كلباء والفجيرة ، موضحا أنه في حالة تزايد الأعداد عن الأماكن المتاحة سيتم الاستعانة بأماكن أخري يجري التنسيق بشأنها حاليا ·وقد تم نجهيز خمس مدارس في مدبنة كلباء لإيواء مئات الاسر ، كما يوجد 70 متطوعا من فرع الهلال في المدينة يساعدون في عمليات الايواء·
110 أطباء بالفجيرة
وقال راشد الزحمي مدير مستشفي الفجيرة أن لجنة الطوارئ، التي شكلها صاحب السمو الشيخ حمد الشرقي حاكم الفجيرة، تضم كافة الجهات من الشرطة والجيش والدفاع المدني والصحة والهلال الأحمر، مشيرا الى أنها عقدت اجتماعين لشرح طريقة العمل، ويتواجد فريق طوارئ على مدار الساعة ·
أضاف أن حالة الطوارئ تم رفعها لأقصى درجة بمستشفيات الفجيرة ودبا، وأن سيارات الإسعاف المتوفرة بلغت ثماني بمستشفى الفجيرة، اضافة لسيارتين بالمنطقة الطبية و3 سيارات بمستشفى دبا·
وأوضح أن مستشفى دبا يتوفر بها 25 سريرا ، وبالفجيرة 80 سريرا، وعدد 3 أسرة بالعناية المركزة ، كما يبلغ عدد الأطباء 110 أطباء بمختلف التخصصات ،والطاقم التمريضي 236 ممرضا وممرضة ، إضافة إلى 30 فنيا متخصصا · ولفت إلى توفر جميع الاحتياجات والمستلزمات العلاجية والجراحية ، كما تم تزويد قسم الطوارئ بالسوائل ، البلاسترات ، الترولي ، الأدوية ، مضيفا أن لجنة الطوارئ في اجتماع دائم ·
من جانبه أوضح راشد الزعابي مسئول إحدى الفرق بالهلال الأحمر أن الهيئة وضعت خطة عمل يجري تنفيذها منذ أمس الأول ، حيث قامت بعض فرق الهلال الأحمر بتفقد الشواطئ والطرقات الواقعة علي البحر ، وامتداد الساحل الشرقي ، كما تم وضع خطة عمل مع الملاحة بشأن النازحين من سلطنة عمان ، مؤكدا أن العاملين بالهلال الأحمر والمتطوعين يجري تدريبهم بشكل دوري ·
عدد اليوم
