الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقوشٌ على جدار الروح

نقوشٌ على جدار الروح
18 ديسمبر 2013 20:15
1 لوحدكِ ترتجفينَ و تنتظرينَ لكي يأتي .. لا الصوتُ أتى - اشتقتِ كثيرًا للصوتِ – لا عينَ أتتْ لا الدفءُ أتى و بقيتِ بقيتِ كما أنتِ.. 2 أعرْني قليلاً : شتاءً و صوت . . و بعضاً إذا شئتَ أو نصفَ موتْ . . أعرْني زماناً جميلاً كـ أنتْ . . أعرْني موسيقا تعرّي فؤاديَ من حزنِهِ . . فيرجعَ طيراً . . يحيطكَ ضَمّاً بدفءِ جناحٍ لتبقى طويلاً بأحضانِهِ . . كوهمٍ لذيذٍ . . و رأفةِ صمْت . . 3 أطيقُكَ صبراً .. و حلماً طويلاً .. و أقسمُ أنّكَ تشبهُ روحي .. فإن جئتَ أحيا .. و إن غبتَ أفنى .. و في الحالتينِ .. فنائي أكيدٌ .. فإما لحبٍّ و إمّا . . لأنّا .. غدونا غريبينِ .. عكسَ الذي في المحبّة كُنّا .. 4 ربيعُنا أتى .. يبدو بأنَّ نسمةً منكَ استقرّتْ في مداهْ فحرّكتْ ترابَهُ و حرّكتْ نداهْ فقامَ من سباتِهِ و اعشوشبتْ عيناهْ .. 5 لماذا تُحبُّ الحياةَ؟ سألتُ فجاوبني نورُهُ باحتدامٍ: (لكي لا أموت) 6 قالتْ: بلغتِ المنتهى فاستفتحي سعيًا جديدًا للنجومْ .. 7 أحاولُ أن لا أموتَ سريعا و لكنّ سيفَ غيابكَ يدنو على عنْقِ عُمري دنوًّا مُريعا .. 8 يمرّ عليّ خيالاً كرقصٍ لصوفيِّ حُبٍّ فيأخذَني للسماءْ. يمرّ كأغنيةٍ للضياءْ. يمرّ لطيفًا كسيرِ الظباءْ، عميقًا كأسطورةٍ أو كماءْ 9 تذكرتُ كنتَ عشيقَ الزهورِ تمرّ عليها لكي تنتشي تذكرتُ كنتَ تعيدُ السماءَ إلى النجمِ إن سقطَ الضوءُ منهُ - غروبًا - هروبًا إلى “المُدهشِ” 10 أنتَ نجمٌ لا ثَرى .. فاتّقدْ حتّى تُرى .. 11 رفقًا بأجنحةِ الفَراشةْ أطفأتُ ضوئي و انكفأتِ على رصيفِ الليلِ ألتقطُ المدى و ألمّ فيئي .. 12 لا تبحثوا عن أيّ معنىً للربيعْ صوتي بقايا قصّةٍ صُعقتْ بسوطِ الذكرياتِ و مَرّها زمنُ الصقيعْ .. 13 تشظّى تشظّى لتغدو كثيرًا و تحتلّ أكثرَ روحَ الوجودْ .. 14 و أغيبُ في جسدِ القصيدةِ مرّتينِ لكي تعيشْ و أغيبُ أخرى كي تظلّ قريبةً من دارِ خلدِ رؤايَ / من فردوسها 15 لكَ ما شئتَ ، و لي ما لا أشاءْ .. برضىً منّي و حبٍّ و اشتهاءْ .. إن أردتَ البُعدَ أو قُربي فَـ لكْ .. ما أنا إلا ضياءٌ، سارَ في نجمكَ يا أنت / الفلَكْ .. 16 أنا لا أريدُ سواكَ، حتى النفْس لستُ أريدُها، خذني إليكْ .. ضعني - إذا ما شئتَ - خطاً زائدًا، في راحتيكْ .. 17 كريشِ العصافيرِ، كالضوءِ، خفَّ .. و جابهَ نسمةَ ليلٍ، و رفَّ .. و رفَّ .. فؤادي الذي، عن رؤاهُ ، تخفّى .. 18 اشتقتُ إليكَ، اشتقتُ إليكَ، اشتقتُ إليكْ.. و كتمتُ بقلبي عبرتَهُ، و تركتُ العينَ مغلَّقةً، كي أبقى أحلمُ أنَّ يديَّ، تنامُ عميقًا، بين يديكْ 19 و عطّل دروبكَ للمستحيلِ، فما دمتَ تحسنُ صَوغَ احتمالاتكَ الشيّقةْ ، لماذا تخزّنُ خطوةَ روحكَ للطرقِ الضيّقة؟ .. 20 أمدُّ إلى ما سيأتي التفكُّرَ، أسلبُ نجمتَهُ.. أو قليلاً من الضوءِ منها، فأبصرُ ساعةَ شنقي البطيئةَ، -إذ لستَ قُربي- تُشدُّ لعنقي، ولا صَدَّ عنها 21 على الرفِّ .. - إن كانَ للصدرِ رَفّْ - .. حمامٌ ينتّفهُ الحزنُ نتْفْ .. و روحٌ تقطّعُ أورادَها، و قلبٌ يرى أنَّ ذا النبضَ نزْفْ .. 22 و أبي يصحو قُبَيلَ الفجرِ كي يرعى الصباحْ ، هو من علّمنا معنى الفلاحْ .. 23 قبّلْ عدوّكَ ، إن غدا مرآةَ ذاتكَ فاقتربتَ من الحقيقة .. 24 أنا ما ركنتُ إلى القصصْ ، إني رأيتُ بذيلِ عيني ما جرى خلفي ، و أتعبَ ظلّي المفتولَ ، فاخترتُ الرجوعَ إلى القفَصْ ..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©