1
لوحدكِ ترتجفينَ
و تنتظرينَ لكي يأتي ..
لا الصوتُ أتى
- اشتقتِ كثيرًا للصوتِ –
لا عينَ أتتْ
لا الدفءُ أتى
و بقيتِ بقيتِ كما أنتِ..
2
أعرْني قليلاً :
شتاءً و صوت . .
و بعضاً إذا شئتَ أو نصفَ موتْ . .
أعرْني زماناً جميلاً كـ أنتْ . .
أعرْني موسيقا
تعرّي فؤاديَ من حزنِهِ . .
فيرجعَ طيراً . .
يحيطكَ ضَمّاً
بدفءِ جناحٍ
لتبقى طويلاً بأحضانِهِ . .
كوهمٍ لذيذٍ . .
و رأفةِ صمْت . .
3
أطيقُكَ صبراً ..
و حلماً طويلاً ..
و أقسمُ أنّكَ تشبهُ روحي ..
فإن جئتَ أحيا ..
و إن غبتَ أفنى ..
و في الحالتينِ ..
فنائي أكيدٌ ..
فإما لحبٍّ
و إمّا . . لأنّا ..
غدونا غريبينِ ..
عكسَ الذي في المحبّة كُنّا ..
4
ربيعُنا أتى ..
يبدو بأنَّ نسمةً منكَ استقرّتْ في مداهْ
فحرّكتْ ترابَهُ
و حرّكتْ نداهْ
فقامَ من سباتِهِ
و اعشوشبتْ عيناهْ ..
5
لماذا تُحبُّ الحياةَ؟
سألتُ
فجاوبني نورُهُ باحتدامٍ:
(لكي لا أموت)
6
قالتْ: بلغتِ المنتهى
فاستفتحي
سعيًا جديدًا للنجومْ ..
7
أحاولُ أن لا أموتَ سريعا
و لكنّ سيفَ غيابكَ يدنو
على عنْقِ عُمري
دنوًّا مُريعا ..
8
يمرّ عليّ
خيالاً
كرقصٍ لصوفيِّ حُبٍّ
فيأخذَني للسماءْ.
يمرّ كأغنيةٍ للضياءْ.
يمرّ لطيفًا
كسيرِ الظباءْ،
عميقًا كأسطورةٍ
أو
كماءْ
9
تذكرتُ
كنتَ عشيقَ الزهورِ
تمرّ عليها لكي تنتشي
تذكرتُ
كنتَ تعيدُ السماءَ
إلى النجمِ إن سقطَ الضوءُ منهُ
- غروبًا -
هروبًا
إلى “المُدهشِ”
10
أنتَ نجمٌ
لا ثَرى ..
فاتّقدْ
حتّى تُرى ..
11
رفقًا بأجنحةِ الفَراشةْ
أطفأتُ ضوئي
و انكفأتِ على رصيفِ الليلِ
ألتقطُ المدى
و ألمّ فيئي ..
12
لا تبحثوا عن أيّ معنىً للربيعْ
صوتي بقايا قصّةٍ صُعقتْ بسوطِ الذكرياتِ
و مَرّها زمنُ الصقيعْ ..
13
تشظّى
تشظّى
لتغدو كثيرًا
و تحتلّ أكثرَ روحَ الوجودْ ..
14
و أغيبُ في جسدِ القصيدةِ مرّتينِ لكي تعيشْ
و أغيبُ أخرى
كي تظلّ قريبةً
من دارِ خلدِ رؤايَ / من فردوسها
15
لكَ ما شئتَ ، و لي
ما لا أشاءْ ..
برضىً منّي
و حبٍّ
و اشتهاءْ ..
إن أردتَ البُعدَ
أو قُربي
فَـ لكْ ..
ما أنا إلا ضياءٌ،
سارَ في نجمكَ
يا أنت / الفلَكْ ..
16
أنا لا أريدُ سواكَ،
حتى النفْس لستُ أريدُها،
خذني إليكْ ..
ضعني - إذا ما شئتَ -
خطاً زائدًا،
في راحتيكْ ..
17
كريشِ العصافيرِ،
كالضوءِ،
خفَّ ..
و جابهَ نسمةَ ليلٍ،
و رفَّ ..
و رفَّ ..
فؤادي الذي،
عن رؤاهُ ،
تخفّى ..
18
اشتقتُ إليكَ،
اشتقتُ إليكَ،
اشتقتُ إليكْ..
و كتمتُ بقلبي عبرتَهُ،
و تركتُ العينَ مغلَّقةً،
كي أبقى أحلمُ
أنَّ يديَّ،
تنامُ عميقًا،
بين يديكْ
19
و عطّل دروبكَ للمستحيلِ،
فما دمتَ تحسنُ صَوغَ احتمالاتكَ الشيّقةْ ،
لماذا تخزّنُ خطوةَ روحكَ
للطرقِ الضيّقة؟ ..
20
أمدُّ إلى ما سيأتي التفكُّرَ،
أسلبُ نجمتَهُ.. أو قليلاً
من الضوءِ منها،
فأبصرُ ساعةَ شنقي البطيئةَ،
-إذ لستَ قُربي-
تُشدُّ لعنقي،
ولا صَدَّ عنها
21
على الرفِّ ..
- إن كانَ للصدرِ رَفّْ - ..
حمامٌ ينتّفهُ الحزنُ نتْفْ ..
و روحٌ تقطّعُ أورادَها،
و قلبٌ يرى أنَّ ذا النبضَ نزْفْ ..
22
و أبي يصحو قُبَيلَ الفجرِ
كي يرعى الصباحْ ،
هو من علّمنا معنى الفلاحْ ..
23
قبّلْ عدوّكَ ،
إن غدا مرآةَ ذاتكَ
فاقتربتَ من الحقيقة ..
24
أنا ما ركنتُ إلى القصصْ ،
إني رأيتُ بذيلِ عيني ما جرى خلفي ،
و أتعبَ ظلّي المفتولَ ،
فاخترتُ الرجوعَ إلى القفَصْ ..